جعفر الديري - الإمام يحيى هندي: نحتاج ديموقراطية سمحة للصغار وللكبار

كتب - جعفر الديري

قال رئيس قسم الدراسات الاسلامية بجامعة جورج تاون في أميركا الامام يحيى هندي ان المسلمين قادرين على التواصل نظرا لتوافر أدوات الاتصال، لكنهم يعاون الانهزام الداخلي الأمر الذي يجعلهم غير قادرين على الابداع.

وأضاف هندي -في رده على سؤال من الوسط خلال مؤتمر صحافي في فندق الشيراتون أكتوبر 2005: ان هناك مجموعة من العوامل الانهزامية الداخلية الكثيرة التي يعاني منها المسلمون والتي تسبب لهم حالة الاحباط ولكن هذا الأمر لا يعني الاستسلام أبدا وانما الأمر يتطلب منا الدخول في مرحلة جديدة. فالله سبحانه وتعالى الذي أخرج يونس (ع) من بطن الحوت وأنقذ ابراهيم (ع) من النار قادر على أن يخرج المسلمون اليوم من الأزمة التي يعانون منها. ولكننا بحاجة لتحقيق ذلك الى ايجاد أكثر من وسيلة كايجاد طرق للديموقراطية بما تعنيه الكلمة من معنى، تحقيق ديموقراطية سمحة للصغار وللكبار، اعطاء المرأة حقوقها ومنع اضطهادها وأن يحسن المسلمون فقه العلاقات اليومية".

وحول الخطاب الاسلامي قال هندي: قلت بشأن الخطاب الاسلامي انه خطاب يجب أن يتبع النص دون تقليد أعمى وهو خطاب يحترم الاجتهاد ولكنه يرفض أن يتبعه الناس دون سبب مقنع وأن يكون مفرقا بين العادات والتقاليد. وهو خطاب يدعم الوحدة الاسلامية. وله مستويات من الحوار أولها الحوار بين المسلم والمسلم دون التفريق بين مذهب وآخر وثانيها الحوار بين الحركات الاسلامية ثم بين الأحزاب العلمانية وبين الاسلام وكذلك حوار بين الطبقات الحاكمة وبين الطبقات الدنيا.

وأجاب على سؤال آخر من الوسط عن نظرة المثقفين في الغرب الى نبي الاسلام محمد (ص) والى القرآن الكريم بقوله: أجد ان الحوار مطلوب وان كانت هناك وجهات نظر لها رأي آخر فانا أؤكد من خلال تجربتي أن هناك في الغرب من يعرف الاسلام وحتى أولائك الذين لا يحبون الاسلام يمدحون نبي الاسلام محمد (ص). ففي أميركا مدرستين: مدرسة ذات امكانية مالية كبيرة ولكنها تصف الاسلام بأنه عنفي ورافض للديموقراطية.
ومدرسة ذات امكانات مادية محدودة ولكنها ذات ثقل بشري، وهي ترى أن الاسلام دين يدعو الى السلام والى الحب وأن محمدا نبي عظيم وأعداء الاسلام هم أعداء البشرية وهم يتكلمون عن الاسلام بوصفه قدم خدمة جليلة للحضارة الاسلامية ولا يجوز ابعاد المسلمين عن الساحة.

وتابع قائلا: إن الحوار ليس ظاهرة جديدة كما يصفه البعض وانما هو ظاهرة قديمة وذات أشكال ففي القرآن الكريم حاور الله سبحانه وتعالى ابليس و هناك حوار ابراهيم مع أبيه آزر. فالحوار مطلب نبوي بمعنى أن النبي (ص) قام بلقاءات كثيرة مع يهود المدينة كذلك نحن بحاجة الى الحوار لسببين الأول طبيعة العلاقة العقيدية والتعاليم المشتركة بين الديانات الثلاث والثاني للتصدي لأزمات الواقع.
فالبنسية للسبب الأول فان جميع الديانات تتفق على وجود اله واحد يحكم الأرض كما أن هناك الكثير من النصوص في الديانات الثلاث تدعو الى السلام وليس أدل على ذلك من حديث الرسول: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". أما السبب الثاني وهو مواجهة أزمة الواقع فان هناك الكثير من الأزمات كأزمة حرارة الأرض أو انخفاض طبقة الأوزون كذلك مشكلة الأيدز والحروب الطاحنة بين الشعوب والأمم فنحن وان لم نتفق في العقائد فالاتفاق يجمعنا في التعاون لحل هذه المشكلات.
وأنا لدي في مسجدي في أميركا أكثر من ألف مسلم ولا يهمنا أبدا أن نعرف الى أي مذهب ينتمون. وكذلك الأمر مع اتحاد الطلبة المسلمين والمجلس الفقهي في أميركا. ذلك أنه هذا هو الأصل ولا يجوز تفريق الأمة.

ومؤكدا على عدم وجود محاولات لتنصير المسلمين قال يحيى: أنا أؤكد على عدم وجود محاولات للتنصير ولكن في أميركا حرية بما في الكلمة من معنى فالمجال مفتوح للجميع، اذ ان هناك عددا من المساجد والمسلمون هناك لهم آلامهم الخاصة والعامة، آلامهم التي تتعلق بحياتهم الخاصة وآلام أخرى تتعلق بآلام المسلمين ككل وكان للمسلمين في أميركا دور ايجابي وفاعل فبالأمس لم يكن هناك يهودي يستنكر الممارسات الاسرائيلة ولكنه اليوم موجود ولم يكن هناك يهودي يرحب بالحوار ولكنه يوجد اليوم.

صحيفة الوسط البحرينية
العدد : 1141 | الخميس 20 أكتوبر 2005م الموافق 14 ذي الحجة 1440هـ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى