إن سقطت أوراق الخريف لهى سعيدة فلا موتها هباء ولا وقوعها كارثة بل حياة ستأتى عبر فصل آخر وعندما ينزل غابةٌ فى انتظاره وزهرٌ فى يده يتجول وتلقاء البيت تضم الريحُ ركبتها إنه قابض على العمر شغوف بحياة سعيدة . على قدر المسافة القصيرة سنوات ليست بفروع جديدة فقط كلما أقبل الربيع تزداد ولا بأوراق بل بثقل جدران مبنى يأكله الصدأ شئ مشترك أن ينظر السماء والشجرةَ الوحيدة التى تطل على بناء مهدم غير أن الجزع يربطها بذلك المبنى . ليمامة فرخان فى الأعالى يرقى إليهما وكلما ارتقى تقل المسافة حتى تدخل الأعضاءُ لينة فى الحلم وتخرج مثقلة بالثمر تصبح سقفا تعريشة فى الحلم تظل طالما فى الأعالى فرحٌ باليمامات وبالهواء والظلُّ فى الأسفل بستان ورد . يزهو القمر فى النهر الشئ الذى كان. فى منتصف الرحلة البحر الهائج من عطش الرمال. بائع الفيشار فى تحديد الثمن يوم رمادى. يلعب الأطفال العصافير فى الأفق لليوم الخامس. مراحل الطفولة الهواء يلعب بالدمى بجانبىْ شجرة خروع . يمضى للخلف لمراحله رائحة الخبز ليست منه إنما من الشاعر تخرج منذ غادر احتفظت به الرائحة أغوته فى الإقامة بين زمنين تتسرب للخبيز مشاهد الأمهات تظل على صورتها القديمة على الفرن الطينى . رجل فى الخمسين بستان المزرعة يكتب على الهواء . أيها العائدون سيروا على الطريق إدارة المجاعة . لرجل نحيف جدا فى ظلمة الافق كتاب الوقت . المطر قادم شجر يتقطع ربما فى الشارع . بيد مقطوعة لصباح باكر أحلام حجرية . الحب الذى يكنه للقرية والرغيف والقنوات وأشجار التوت ونباح الكلاب فى الفجر وقبل ذلك دعاء الكروان فى الليل لك الملك يا بيتى الطينى ولى غربة المدينة وغربة الملابس الضيقة فى شوارع مزدحمة بالملل . يموت الشاعر إن لم يجد من يحبه يبحث الشاعر عمن يحبه يسير الشاعر فى الشارع الذى يحبه يحب الشاعر الشخص الذى يحبه والأشجارَ والطيورَ والحجارةَ يلعب فى جوانب البيت الطينى يسترد ما انتزعه الزمن ويمضى لطفولته البيتُ الطينى .
صلاح عبد العزيز – مصر
صلاح عبد العزيز – مصر