جعفر الديري - الحكواتي أبو شادي: مهنة الراوي اختفت من البلاد العرب منذ خمسين عاما

كتب – جعفر الديري:

قال حكواتي الشام رشيد الحلاق أبو شادي أن مهنة الحكواتي أو الراوي اختفت منذ العام 1970 من جميع البلاد العربية بما فيها البلاد التي اشتهر فيها وهي سوريا ومصر ولبنان والأردن.، ولم يعد هناك إنسان قادر على أن يروي الحكايات.

وأضاف خلال سرده لمجموعة من ملامح الحكايات الشعبية في مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث الاثنين 24 أكتوبر تشرين الأول 2005: كان الحكواتي يقوم بوظيفة المشرف أو الموجه الاجتماعي للناس اذ كان يحاول أن ينبه الناس الى الأخلاق الحميدة حينما يذّكر المستمعين بما كان يتحلى به الأجداد من أخلاق وفروسية اذ كان دائم الحث لهم على فعل الخير وعلى الاستقامة والأخلاق العالية.
وتابع قائلا: الحكواتي الذي تتعدد مسمياته في البلاد العربية يسمى الحكواتي في الشام والراوي في مصر بينما هو المحدث في تونس عندما يحكي حكاياته للناس انما يقوم بدور التقمص لبطل حكايته ونخوته وبطولته وحبه للبطلة التي يحبها ويهواها. خصوصا وأن هذه الحكايات الشعبية كقصة عنترة بن شداد وقصة الملك الظاهر بيبرس قد تطول الى زمن طويل. فقصة عنترة بن شداد قد يستهلك الحكواتي فيها أكثر من العام ونصف العام وكذلك الأمر مع قصة الظاهر بيبرس والتي قد تستهلك المدة نفسها أيضا لذلك كان الحكواتي يحكي أكثر من حكاية في الليلة الواحدة.

وعرض أبوشادي ملامح من قصة عنترة بن شداد، وذكر انه كان فارسا عظيما حينما أراد أن يرد الضيم عن امرأة عجوز قام رجل بالاعتداء عليها فلم يملك ذلك الرجل سوى أن صفع عنتر صفعة قوية ولم يجد عندها عنتر غير أن رفع الرجل وطوح به في الأرض ثم حمل عليه بالسيف فشقه نصفين من الأعلى ومن الوسط. فبلغ الأمر الى الملك الذي أحضره ليسأله عن ذلك فأجاب فحكى له الحكاية شعرا وكيف أنه أراد أن يرد الضيم عن المرأة العجوز بفعله ذاك. فأعجب الملك به وأطلقه على أن يعود اليه متى طلبه.

وحكى قصة أخرى عن ست الحسن وعن أبوها الذي كان من أكبر التجار في زمانه الذي مضى على زواجه أكثر من خمس سنوات ولم يخلف ولدا. فأقسمت زوجته أنها متى ما حملت وأتت بولد أو بنت أن تتركه بلا اسم الى أن يختار اسمه. وقد حملت المرأة من ليلتها بابنة جميلة اسمت نفسها بست الحسن التي تلعب بعقول الناس فلا أحد قادر على اللعب بعقلها. لتدور حكايتها عن ذلك.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى