إلى صديقي الشاعر تركي عبد الغني
.
لستُ أَذْكُرُ كيف التقينا
ولكنّني
أتذكّرُ ضحكتَهُ الشّجَريّةَ .../
يَضْحَكُ من قلبِهِ الولَدُ القَرَويُّ
فتَهْمي الطّيورُ على الطُّرُقاتِ
منَ الضّحِكِ المُرِّ
نَهْوي على
مِزَقِ الظّلِّ .. ظِلّا
.
.
رُبّما أَخَذَتْهُ المدينةُ من هَمْسِ أَعْشابِهِ
لهدير البناياتِ..
لكنّهُ لم يَخُنْ دَعَةَ العُشْبِ إذْ
لم يَخُنْ قَلْبَهُ المُتَشبِّثَ
بالماءِ والضّحِكاتِ ...
وجَفَّتْ عليه البلادُ كثيرًا وما
زالَ أَخْضَرَ
شابتْ عصافيرُ تلكَ القُرى
وهْوَ في غُصْنِهِ الرّطْبِ مازالَ .. طِفْلا
.
.
قلبُهُ هوَ زيْنَتُهُ المُشْتهاةُ وعُدَّتُهُ ،
قلبُهُ الطّائرُ المَلَكيُّ الذي
حَطَّ يومًا على جبَلٍ ثُمّ طارَ بهِ :
"جبَلي هوَ قلْبي - يقولُ-
يَطيْرُ معي أَيْنما طِرْتُ ..
لا ريحَ تَكْسِرُهُ في ضلوعي
ولا هوَ - إنْ مِتُّ - يَبْلَى " !/
.
.
بالكتابةِ يلهو بهذي الطّبيعةِ مِنْ
حَوْلِهِ
رُبّما سأَمًا ،
رُبّما ضِنّةً أنْ يُشاركَهُ شاعرٌ
لا يُقدِّمُ كلَّ الولاءِ لهذا الجنونِ ،
لفَنِّ العقاقيرِ في الشِّعْرِ ...
ظَلَّ يُطيّرُ نهْرًا ويُسْقِطُهُ فوقَ
وجْهِ المدينةِ .. رَمْلا
ويقولُ لنا ساخرًا :
حادثٌ
مُؤْسِفٌ
ليسَ إلّا ! /
.
.
بالكتابةِ يلْهو بهذي الطّبيعةِ
حتّى اسْتوى
شاعرًا بارعَ الإنكسارِ على
العُشْبِ والماءِ من حولِهِ /
"تلكَ موهبةُ العابثينَ بأَقْدارهِمْ
ومصائرِهِمْ في الحكاياتِ ...
والشِّعرُ وَهْمُ البطولةِ ، لا قلْبَ يكفي
ليَرْفَعَهُ جَبَلًا أَو حصاةً إذا
هَبّتِ الأُمنياتُ
ولكنّها حاجةُ البشَريِّ الضّعيفِ لأَوْهامِهِ المَلَكيّةِ..
لا غدَ يكفي، ولا أَمْسَ ملءَ اليدَينِ/
الحياتانِ ناقصتانِ - يقولُ -
الحياتانِ وَهْمانِ مُكْتَمِلانِ
وما الشِّعْرُ - في آخِرِ الأَمْرِ - إلّا
تَعِلَّةَ بينِهِما /
الشِّعْرُ في
آخِرِ
الأَمْرِ
سَلْوَى" !
.
.
ما الذي يَفْعَلُ الإمبراطورُ في لَيْلِ بَرْلِيْنَ؟
- : يَرْفَعُ هذا الصّدى قَمَرًا ظامئًا في الكلامِ
ويُسْقِطُهُ
- مِنْ أَعالي القصيدةِ -
في البِئْرِ
دَلْوا !
.
.
ما الذي يَفْعَلُ الإمبراطورُ في ليلِهِ؟
يَخْلِطُ الكلماتِ بما فوقَ مَنْزِلِهِ من
نجومٍ ،
ويَخْلِطُ أَعْشابَهُ بروائحَ غامضةٍ
ثُمَّ يَتْرُكُ نافذةً نِصْفَ مفتوحةٍ
سوف تكْفي لتَنْدَسَّ منها السّماءُ بِلا
أَيِّ إِذْنٍ
وتَسْرِقَ بعْضَ النّجومِ التي
كان خبَّأَها في الجواريرِ حَبّاتِ
حَلْوَى !
*
*
وهْوَ أَيْضًا أَليفٌ غريبْ
هوَ قيْسُ الطّبيبُ المريضُ ،
كما هوَ قيسُ المريضُ الطّبيبْ
هوَ قيسُ الأَخيرُ المُعَدُّ
لِصَبّارِهِ في الشَّتاتِ /
المُجِدُّ بِسَعْيِ الخُطى للحياةِ /
الضّنينُ بأَسْرارهِ كُلّما
عَلِقَتْها الصّنانيرُ .. في
موجةٍ
أَوْ
كَثيبْ !
.
.
وهْوَ قيسُ الأَخيرُ الطّويلةُ قامَتُهُ
والقصيرُ العبارةِ في الشِّعْرِ :
يَخْتَصِرُ المفرداتِ بياقوتةٍ ،
والسُّطورَ .. بأَيْقونةٍ
ثُمّ لا يكْتفي بالسّؤالِ فيسْألَ
لا
يكْتفي
أَنْ .. يُجِيبْ !
.
.
قُلْتُ: إنَّ المُضارِعَ بحْرُ المجانينِ
فاعْبَثْ بهذي الطّبيعةِ فيهِ ،
وأَخْلِصْ لِفَوْضاكَ ...
قال: البحورُ / بُحورُ العَروضِ
خزائنُ مَنْهوبةٌ بالرّياحِ
وهذا قميصيَ مثْليَ يَخْفِقُ في الرّيحِ ..
لا بحرَ لي غيرُ ريحيَ، تَحْرُسُ نارَ
القُرى في اللّيالي ،
ولا لُعْبةٌ في الحياتيْنِ
إلّا
الهُبوبْ !
.
.
-: "لا أُطيقُ القصيدةَ ثَرْثارةً "
- قال لي-
في مساءٍ نجا
من طريدةِ شِعْرٍ
وعَضّةِ
ذِيبْ !
*
*
كَمْ ضحِكْنا على أَلَمٍ منْهُ نبْكي كما الطّيرُ !
قلْتُ لهُ مرّةً :
سوف أَكْتُبُ شيْئًا شبيهًا بِسُمْرَةِ
وجْهِكَ ،
فالْتَمَعَتْ نجْمتانِ على وَجْنَتيْهِ
وقال : القصائدُ للميِّتينَ ،
فأَجِّلْ - إِذا شِئْتَ -
مَرْثاةَ تُرْكي
إلى أنْ تُهيْلوا التّرابَ عليَّ
وتَتْرُكَني
معَ مَنْ
(كانَ) في .. يومِها .. تارِكا
.
.
قلتُ: لسْتُ بِراثيكَ ،
لكنّني
أَتلَبّثُ في الظِّلِّ
كي أَقْنُصَ الكلماتِ التي
سوف تَحْمِلُ ريحَكَ نحوَ اليقينِ
وتَبْقَى على مَتْنِها
حائرًا
مُرْبَكا !
.
قالَ : أَنْتَ وذاكَ !
ولا تَنْسَ سُخْرِيَتي
من مدارسَ نَقْديّةٍ
لا تُقدِّمُ شيْئًا لشِعْري وشِعْرِكَ ..
ثُمَّ تَبَسّمَ
مِنْ قَوْلِنا
ضاحِكا !
.
.
قلتُ: يبدو فضاؤكَ يا
صاحبي
شاحِبًا .. مُنْهَكا !
قال : بيتي مريضٌ ،
ولي شُرْفَةٌ
لم تَجِدْ لعواطِفها ،
وقَوافيَّ في ليلِها ..
مَسْلَكا !
.
.
فإلى أَيْنَ تَمْضي بهذا الزِّحامِ - سأَلْتُ -
إلى الصّيْدليّةِ - قالَ -
فإنّ القصائدَ ليستْ تُعالِجُ بيتًا
أُصيبَ بِحُمّى ،
وطَفْحٍ على البابِ
أَدْماهُ .. حَكّا !
واسْتدارَ على قلْبِهِ صاحبي
أَلَمًا
وَبَكَى
*
*
وَرَقٌ في جواريرِهِ ،
ونجومٌ مُعَطَّرَةٌ
ثُمّ رَعْشَةُ أَشْجارِهِ .. وجَبَلْ
هيَ كُلُّ قُصاصاتِ تُرْكي وعُدَّتُهُ
لِيُقيْمَ الأَمَلْ
أَوْ يُقيمَ القيامةَ بالشِّعْرِ ...
قلتُ : اتْركوا لي صديقي كما هُوَ /
عُوْدَ بَخُوْرٍ طويلًا ،
ورَيْحانةً حَلَمَتْ بامتلاكِ الشَّمالِ
لنافذتَيْنِ سماويّتينِ ...
ويُمْكِنُهُ الآنَ أَنْ يتأمَّلَ جَنّتَهُ منهُما
كيفما شاءَ
يُمْكِنُهُ أَنْ يقولَ : السّماءُ
على شُرْفتي تَتَجَسّسْ
ثُمّ يَسْخَرُ منّا جميعًا لأَنّا نُصدِّقُهُ
مثْلَما هوَ يَغْضَبُ إنْ لم نُصدِّقْهُ :
بالحبِّ يَنْتَحِرُ الأغبياءُ
- يقولُ -
وللعُقلاءِ المُسَدّسْ !
.
.
كان خبَّأَ في قَلْبِهِ دَمْعَهُ
واستطالَ ..
استطالَ كما السّرْوُ
حتّى
تَقَوّسْ !
.
.
وهْوَ قيسُ الأَخيرُ الذي
لم يَجِدْ بَدْوَهُ
حين حَطَّ الرّحالَ على غَيمةٍ في
مَضارِبِ أَلمانيا .. فاسْترابَ بِقَيْصَرَ !
لكنّهُ وَجَدَ الطّيْرَ /
والطّيْرُ يكفي لِمُسْتَوْحِشٍ
نَخَلَتْهُ الحياتانِ حتّى
تَلَبَّسَ من جِنِّ غُرْبَتِهِ
ما
تَلَبّسْ
.
وتَمادَى على رئتَيْهِ الظّلامُ لِعِشْرينَ
عامًا
إلى أنْ أَناخَ على
بابِهِ صُبْحُ لَيْلَى
وبالكادِ
عانَقَها
فَتَنَفّسْ
.
.
كتَبَ الشِّعْرَ في الأَربعينَ صديقي
وفي الأَربعينَ
اسْتدارَ على نَفْسِهِ
عاشقًا
وتَزَوّجَ لَيلَى
وأَشْمَسْ
شتاء 2009
مهنّد ساري
.
.
لستُ أَذْكُرُ كيف التقينا
ولكنّني
أتذكّرُ ضحكتَهُ الشّجَريّةَ .../
يَضْحَكُ من قلبِهِ الولَدُ القَرَويُّ
فتَهْمي الطّيورُ على الطُّرُقاتِ
منَ الضّحِكِ المُرِّ
نَهْوي على
مِزَقِ الظّلِّ .. ظِلّا
.
.
رُبّما أَخَذَتْهُ المدينةُ من هَمْسِ أَعْشابِهِ
لهدير البناياتِ..
لكنّهُ لم يَخُنْ دَعَةَ العُشْبِ إذْ
لم يَخُنْ قَلْبَهُ المُتَشبِّثَ
بالماءِ والضّحِكاتِ ...
وجَفَّتْ عليه البلادُ كثيرًا وما
زالَ أَخْضَرَ
شابتْ عصافيرُ تلكَ القُرى
وهْوَ في غُصْنِهِ الرّطْبِ مازالَ .. طِفْلا
.
.
قلبُهُ هوَ زيْنَتُهُ المُشْتهاةُ وعُدَّتُهُ ،
قلبُهُ الطّائرُ المَلَكيُّ الذي
حَطَّ يومًا على جبَلٍ ثُمّ طارَ بهِ :
"جبَلي هوَ قلْبي - يقولُ-
يَطيْرُ معي أَيْنما طِرْتُ ..
لا ريحَ تَكْسِرُهُ في ضلوعي
ولا هوَ - إنْ مِتُّ - يَبْلَى " !/
.
.
بالكتابةِ يلهو بهذي الطّبيعةِ مِنْ
حَوْلِهِ
رُبّما سأَمًا ،
رُبّما ضِنّةً أنْ يُشاركَهُ شاعرٌ
لا يُقدِّمُ كلَّ الولاءِ لهذا الجنونِ ،
لفَنِّ العقاقيرِ في الشِّعْرِ ...
ظَلَّ يُطيّرُ نهْرًا ويُسْقِطُهُ فوقَ
وجْهِ المدينةِ .. رَمْلا
ويقولُ لنا ساخرًا :
حادثٌ
مُؤْسِفٌ
ليسَ إلّا ! /
.
.
بالكتابةِ يلْهو بهذي الطّبيعةِ
حتّى اسْتوى
شاعرًا بارعَ الإنكسارِ على
العُشْبِ والماءِ من حولِهِ /
"تلكَ موهبةُ العابثينَ بأَقْدارهِمْ
ومصائرِهِمْ في الحكاياتِ ...
والشِّعرُ وَهْمُ البطولةِ ، لا قلْبَ يكفي
ليَرْفَعَهُ جَبَلًا أَو حصاةً إذا
هَبّتِ الأُمنياتُ
ولكنّها حاجةُ البشَريِّ الضّعيفِ لأَوْهامِهِ المَلَكيّةِ..
لا غدَ يكفي، ولا أَمْسَ ملءَ اليدَينِ/
الحياتانِ ناقصتانِ - يقولُ -
الحياتانِ وَهْمانِ مُكْتَمِلانِ
وما الشِّعْرُ - في آخِرِ الأَمْرِ - إلّا
تَعِلَّةَ بينِهِما /
الشِّعْرُ في
آخِرِ
الأَمْرِ
سَلْوَى" !
.
.
ما الذي يَفْعَلُ الإمبراطورُ في لَيْلِ بَرْلِيْنَ؟
- : يَرْفَعُ هذا الصّدى قَمَرًا ظامئًا في الكلامِ
ويُسْقِطُهُ
- مِنْ أَعالي القصيدةِ -
في البِئْرِ
دَلْوا !
.
.
ما الذي يَفْعَلُ الإمبراطورُ في ليلِهِ؟
يَخْلِطُ الكلماتِ بما فوقَ مَنْزِلِهِ من
نجومٍ ،
ويَخْلِطُ أَعْشابَهُ بروائحَ غامضةٍ
ثُمَّ يَتْرُكُ نافذةً نِصْفَ مفتوحةٍ
سوف تكْفي لتَنْدَسَّ منها السّماءُ بِلا
أَيِّ إِذْنٍ
وتَسْرِقَ بعْضَ النّجومِ التي
كان خبَّأَها في الجواريرِ حَبّاتِ
حَلْوَى !
*
*
وهْوَ أَيْضًا أَليفٌ غريبْ
هوَ قيْسُ الطّبيبُ المريضُ ،
كما هوَ قيسُ المريضُ الطّبيبْ
هوَ قيسُ الأَخيرُ المُعَدُّ
لِصَبّارِهِ في الشَّتاتِ /
المُجِدُّ بِسَعْيِ الخُطى للحياةِ /
الضّنينُ بأَسْرارهِ كُلّما
عَلِقَتْها الصّنانيرُ .. في
موجةٍ
أَوْ
كَثيبْ !
.
.
وهْوَ قيسُ الأَخيرُ الطّويلةُ قامَتُهُ
والقصيرُ العبارةِ في الشِّعْرِ :
يَخْتَصِرُ المفرداتِ بياقوتةٍ ،
والسُّطورَ .. بأَيْقونةٍ
ثُمّ لا يكْتفي بالسّؤالِ فيسْألَ
لا
يكْتفي
أَنْ .. يُجِيبْ !
.
.
قُلْتُ: إنَّ المُضارِعَ بحْرُ المجانينِ
فاعْبَثْ بهذي الطّبيعةِ فيهِ ،
وأَخْلِصْ لِفَوْضاكَ ...
قال: البحورُ / بُحورُ العَروضِ
خزائنُ مَنْهوبةٌ بالرّياحِ
وهذا قميصيَ مثْليَ يَخْفِقُ في الرّيحِ ..
لا بحرَ لي غيرُ ريحيَ، تَحْرُسُ نارَ
القُرى في اللّيالي ،
ولا لُعْبةٌ في الحياتيْنِ
إلّا
الهُبوبْ !
.
.
-: "لا أُطيقُ القصيدةَ ثَرْثارةً "
- قال لي-
في مساءٍ نجا
من طريدةِ شِعْرٍ
وعَضّةِ
ذِيبْ !
*
*
كَمْ ضحِكْنا على أَلَمٍ منْهُ نبْكي كما الطّيرُ !
قلْتُ لهُ مرّةً :
سوف أَكْتُبُ شيْئًا شبيهًا بِسُمْرَةِ
وجْهِكَ ،
فالْتَمَعَتْ نجْمتانِ على وَجْنَتيْهِ
وقال : القصائدُ للميِّتينَ ،
فأَجِّلْ - إِذا شِئْتَ -
مَرْثاةَ تُرْكي
إلى أنْ تُهيْلوا التّرابَ عليَّ
وتَتْرُكَني
معَ مَنْ
(كانَ) في .. يومِها .. تارِكا
.
.
قلتُ: لسْتُ بِراثيكَ ،
لكنّني
أَتلَبّثُ في الظِّلِّ
كي أَقْنُصَ الكلماتِ التي
سوف تَحْمِلُ ريحَكَ نحوَ اليقينِ
وتَبْقَى على مَتْنِها
حائرًا
مُرْبَكا !
.
قالَ : أَنْتَ وذاكَ !
ولا تَنْسَ سُخْرِيَتي
من مدارسَ نَقْديّةٍ
لا تُقدِّمُ شيْئًا لشِعْري وشِعْرِكَ ..
ثُمَّ تَبَسّمَ
مِنْ قَوْلِنا
ضاحِكا !
.
.
قلتُ: يبدو فضاؤكَ يا
صاحبي
شاحِبًا .. مُنْهَكا !
قال : بيتي مريضٌ ،
ولي شُرْفَةٌ
لم تَجِدْ لعواطِفها ،
وقَوافيَّ في ليلِها ..
مَسْلَكا !
.
.
فإلى أَيْنَ تَمْضي بهذا الزِّحامِ - سأَلْتُ -
إلى الصّيْدليّةِ - قالَ -
فإنّ القصائدَ ليستْ تُعالِجُ بيتًا
أُصيبَ بِحُمّى ،
وطَفْحٍ على البابِ
أَدْماهُ .. حَكّا !
واسْتدارَ على قلْبِهِ صاحبي
أَلَمًا
وَبَكَى
*
*
وَرَقٌ في جواريرِهِ ،
ونجومٌ مُعَطَّرَةٌ
ثُمّ رَعْشَةُ أَشْجارِهِ .. وجَبَلْ
هيَ كُلُّ قُصاصاتِ تُرْكي وعُدَّتُهُ
لِيُقيْمَ الأَمَلْ
أَوْ يُقيمَ القيامةَ بالشِّعْرِ ...
قلتُ : اتْركوا لي صديقي كما هُوَ /
عُوْدَ بَخُوْرٍ طويلًا ،
ورَيْحانةً حَلَمَتْ بامتلاكِ الشَّمالِ
لنافذتَيْنِ سماويّتينِ ...
ويُمْكِنُهُ الآنَ أَنْ يتأمَّلَ جَنّتَهُ منهُما
كيفما شاءَ
يُمْكِنُهُ أَنْ يقولَ : السّماءُ
على شُرْفتي تَتَجَسّسْ
ثُمّ يَسْخَرُ منّا جميعًا لأَنّا نُصدِّقُهُ
مثْلَما هوَ يَغْضَبُ إنْ لم نُصدِّقْهُ :
بالحبِّ يَنْتَحِرُ الأغبياءُ
- يقولُ -
وللعُقلاءِ المُسَدّسْ !
.
.
كان خبَّأَ في قَلْبِهِ دَمْعَهُ
واستطالَ ..
استطالَ كما السّرْوُ
حتّى
تَقَوّسْ !
.
.
وهْوَ قيسُ الأَخيرُ الذي
لم يَجِدْ بَدْوَهُ
حين حَطَّ الرّحالَ على غَيمةٍ في
مَضارِبِ أَلمانيا .. فاسْترابَ بِقَيْصَرَ !
لكنّهُ وَجَدَ الطّيْرَ /
والطّيْرُ يكفي لِمُسْتَوْحِشٍ
نَخَلَتْهُ الحياتانِ حتّى
تَلَبَّسَ من جِنِّ غُرْبَتِهِ
ما
تَلَبّسْ
.
وتَمادَى على رئتَيْهِ الظّلامُ لِعِشْرينَ
عامًا
إلى أنْ أَناخَ على
بابِهِ صُبْحُ لَيْلَى
وبالكادِ
عانَقَها
فَتَنَفّسْ
.
.
كتَبَ الشِّعْرَ في الأَربعينَ صديقي
وفي الأَربعينَ
اسْتدارَ على نَفْسِهِ
عاشقًا
وتَزَوّجَ لَيلَى
وأَشْمَسْ
شتاء 2009
مهنّد ساري
.