تحت الكراسي العربية
اكتفت القديسة العذراء
بالتريض في شرنقتها المنسوجة
من حرير النكبات
وصمغ الاكتئاب،
فتبيت ـ كلّ نكبة ـ
ملولا،
كإمائهم ـ
تنتظر من يخون إمبرياليته
ويطارحها النسيب الساخن
في شتاء المذابح،
وكزرقاء الغمامة
ترى جنات
تجري من تحتها دفوقان نضاحتان
بعذب الدماء
وترى أهليها
اللايخافون مقام القاتلين
هم فيها خالدون،
ومتكئين على رفرف
من النعوش المريحة،
ولا تدري
لمن تشي
بالزغاريد المحبوسة في حناجر الثكنات؟
وهي ترى
الشارع الممتد
من أقصى الضاد الى أقصاه
ضاجا على الإسفلت الأخرس
كخشب الكراسي العربية،
وترى ـ بآيتيها المعصوبتين ـ
أسرابا ً
من بوم قرطاجة
تنتظر الخراب العظيم
خلف أبوابنا التي تستظل بعاقول الحظوظ
وتلتقط
ـعلى مدار الهجير ـ
موجة الامتعاض
وذبذب الاعتراض
في أثير السكون،
فمن خمسين
ـفي مناسبة نسيتها ـ
ولكن
لا تنسى الأيكة العذراء أنها، من خمسين،
ما استساغت
حساء الرصاص الفاسد
نكبتئذ ـ
فاعتلّ صوتها
وعافها الندماء اللطيفون
همولاً
بين أصيص الانتظار
وذبول القدوم،
وها هي ذي تومئ
على مسناة قصيدتي
وتكاد تقول
للكراسي العربية العتيدة :
( أيها الأبنوس المرصع
بدموع المحار،
هلا دفعت
بالرعاع والمارقين
وكل المغضوب عليهم
الى شاطئ المحرقة،
ويكون المجد ـ كلّ المجد ـ لك
من قبل ومن بعد،
ياذا المراقي السواسن،
وأسوة بالسلف الكريم،
دع الرصاص فاسدًا
ولا محرجة ـ
فالذاهبون اليّ
سيكتفون بأسرارهم المتداولة
فيا أيها الكرسي العربي المبارك
لا تأبه لخشبك السبئي
فالمحرقة بعيدة
وسفراء الغاب محاموك
ولا ويل إلا علينا
في سوارة الوحشة
فلا هادل لله ينوح على
ناي الغصون،
ولا جارية
"تحرر" لنا
قدود الليل والظنون
لكننا قرطاجة الألفية والصحراء،
بل العنقاء
التي ما استلذت
لأنفاس الاحتضان مشمّا ً
إلا حين اعتلت الخراب
وألقت على المحرقة المجنونة
بضع رئات
من زفير النكسات)
لقد أومأت القديسة الفصيحة
بمنديلها الأحمر
في ميناء الكلام
وكأنها القصبة الحافية انتعلت أغرابها
وهي تحمل وريقة توت ٍ
ـ بحجم النكبة ـ
تحملها،
ثم في طقس فكتوري باسل
تنحني
أمام الكراسي العربية الكسيحة.
* زينب شعث: مغنية سياسية من فلسطين، تألقت في سبعينات القرن الراحل.
ابراهيم الخياط
اكتفت القديسة العذراء
بالتريض في شرنقتها المنسوجة
من حرير النكبات
وصمغ الاكتئاب،
فتبيت ـ كلّ نكبة ـ
ملولا،
كإمائهم ـ
تنتظر من يخون إمبرياليته
ويطارحها النسيب الساخن
في شتاء المذابح،
وكزرقاء الغمامة
ترى جنات
تجري من تحتها دفوقان نضاحتان
بعذب الدماء
وترى أهليها
اللايخافون مقام القاتلين
هم فيها خالدون،
ومتكئين على رفرف
من النعوش المريحة،
ولا تدري
لمن تشي
بالزغاريد المحبوسة في حناجر الثكنات؟
وهي ترى
الشارع الممتد
من أقصى الضاد الى أقصاه
ضاجا على الإسفلت الأخرس
كخشب الكراسي العربية،
وترى ـ بآيتيها المعصوبتين ـ
أسرابا ً
من بوم قرطاجة
تنتظر الخراب العظيم
خلف أبوابنا التي تستظل بعاقول الحظوظ
وتلتقط
ـعلى مدار الهجير ـ
موجة الامتعاض
وذبذب الاعتراض
في أثير السكون،
فمن خمسين
ـفي مناسبة نسيتها ـ
ولكن
لا تنسى الأيكة العذراء أنها، من خمسين،
ما استساغت
حساء الرصاص الفاسد
نكبتئذ ـ
فاعتلّ صوتها
وعافها الندماء اللطيفون
همولاً
بين أصيص الانتظار
وذبول القدوم،
وها هي ذي تومئ
على مسناة قصيدتي
وتكاد تقول
للكراسي العربية العتيدة :
( أيها الأبنوس المرصع
بدموع المحار،
هلا دفعت
بالرعاع والمارقين
وكل المغضوب عليهم
الى شاطئ المحرقة،
ويكون المجد ـ كلّ المجد ـ لك
من قبل ومن بعد،
ياذا المراقي السواسن،
وأسوة بالسلف الكريم،
دع الرصاص فاسدًا
ولا محرجة ـ
فالذاهبون اليّ
سيكتفون بأسرارهم المتداولة
فيا أيها الكرسي العربي المبارك
لا تأبه لخشبك السبئي
فالمحرقة بعيدة
وسفراء الغاب محاموك
ولا ويل إلا علينا
في سوارة الوحشة
فلا هادل لله ينوح على
ناي الغصون،
ولا جارية
"تحرر" لنا
قدود الليل والظنون
لكننا قرطاجة الألفية والصحراء،
بل العنقاء
التي ما استلذت
لأنفاس الاحتضان مشمّا ً
إلا حين اعتلت الخراب
وألقت على المحرقة المجنونة
بضع رئات
من زفير النكسات)
لقد أومأت القديسة الفصيحة
بمنديلها الأحمر
في ميناء الكلام
وكأنها القصبة الحافية انتعلت أغرابها
وهي تحمل وريقة توت ٍ
ـ بحجم النكبة ـ
تحملها،
ثم في طقس فكتوري باسل
تنحني
أمام الكراسي العربية الكسيحة.
* زينب شعث: مغنية سياسية من فلسطين، تألقت في سبعينات القرن الراحل.
ابراهيم الخياط