ريتا صابر - الوحش الذي نخبّئه بشدّة..

الوحش الذي نخبّئه بشدّة ، يكبر في دواخلنا يوما بعد يوم ، يعتصرنا باهتمام ، يتحيّن لحظة ما صادقة ومؤثرة ليخرج و بشكل غير متوقّع لينهش كلّ شيء ،
لذا أجدني الآن بصدد أن أكون نزيهة حين أقول : ” هلمّ يا حبيبي ، تعال لتأخذ حناني ، هلمّ ، قبل نفاذ الكميّة”–
قلبي القليل ، خدشته أسنانك منذ عدّة ليالي ، فلم تدميه ، فهو أجوف ، لا ينزّ ، لكنّ أثرا فاترا سيلاحظ عند أقرب تلمّس،
في الحقيقة ، أبدا ما كنّا بحاجة لكلّ هذا الطلس لندرك أنّه طلس..
هي شهقة فقط ،
محض شيء / حالة / شعور ،
وهمّة الكون الواسعة ،
وسيسقطنا الوقت بعدها ،
لن نحفل بشيء غير الظلال ،
فهل حدث ما حدث ، علي نحو مؤذٍ ؟
نهيم في صحراء تبتلعنا كلّ صباح ، لنتقيّأ بعضنا البعض مساء ،
نجد أنّ العالم قد تغيّر ، قد نسيَنا ، قد فقدنا أنفسنا ، فنحتفل ،
نبذر انفعالنا مجدّدا ، دون أمل في نموّ ،
نتأثّر ، وكأنّ صباحا ينذر بالابتلاع لن يأتي إلي الأبد ،
فلا تهمّ حقا ندب القلب ، ما دام جوف الصّحراء على ذات الحياد ،
-طيّب!
أخبرتكم أنّ العالم ينسانا ، لذا نحتاج لفعل شيء مضجر لنبقى عالقين علي الأعتاب ،
شيء كالحبّ مثلا ،
كتخبئة الوحش،
أو أن نعلق على أكتافنا بطاقات تعريف ، ولتكن طويلة ومستفزّة ما أمكن :
” أنا ريتا ، أكره البرتقال ، والمناديل المكدّسة ،
اختصرني الله توفيرا للمكوّنات : يد صغيرة ، عين صغيرة ، قلب قليل ، ذاكرة 256kb ، روح معطوبة ، انفعال منكمش ، عاطفة مهترئة ،
ثمّ عدم الاكتراث ،
ممممم لتكن البطاقة طويلة ما أمكن :
أكره الشّعراء ، والباعة المتجولين، و ميلان كونديرا ،
تضجرني كلّ الأشياء ، حركاتها وسكونها ،
لم أجد بعد وصفا للرّوح ،
لا تفجعني الوحدة ، وأكتب دون مراعاة لقواعد اللّغة ،
أميل للمأكولات النباتيّة باهتة المذاق ،
أحبّ الخشب ، ولا أعوّل كثيرا على صداقات الأمس ،
لست مزاجية ،
أنا المزاج نفسه!
لا أبكي إن مات أحد ، بينما يمزّقني إن سافر بعيدا ،
لا يؤرّقني عدم ثبات العالم ، ففي كلّ الأحوال سينسانا صباح الغد،
أنا جيّدة في رصف الكؤوس ، سيّئة في مزجها ،
أحمل هنا مائة معنى ، ولا أعني أيّ شيء ،
إن كنت متأكّدة من شيء واحد ، فهو أنّني سأقتل شخصا في القريب، … ”
قلبي الّذي خدشته بأسنانك ، كان قليلا ، جافّا ، أجوفا ،
وسيقضمه الوحش ويقضمك !، يكبر في دواخلنا يوما بعد يوم ، يعتصرنا باهتمام ، يتحيّن لحظة ما صادقة ومؤثرة ليخرج و بشكل غير متوقّع لينهش كلّ شيء ،
لذا أجدني الآن بصدد أن أكون نزيهة حين أقول : ” هلمّ يا حبيبي ، تعال لتأخذ حناني ، هلمّ ، قبل نفاذ الكميّة”

قلبي القليل ، خدشته أسنانك منذ عدّة ليالي ، فلم تدميه ، فهو أجوف ، لا ينزّ ، لكنّ أثرا فاترا سيلاحظ عند أقرب تلمّس ،
في الحقيقة ، أبدا ما كنّا بحاجة لكلّ هذا الطلس لندرك أنّه طلس..
هي شهقة فقط ،
محض شيء / حالة / شعور ،
وهمّة الكون الواسعة ،
وسيسقطنا الوقت بعدها ،
لن نحفل بشيء غير الظلال ،
فهل حدث ما حدث ، علي نحو مؤذٍ ؟
نهيم في صحراء تبتلعنا كلّ صباح ، لنتقيّأ بعضنا البعض مساء ،
نجد أنّ العالم قد تغيّر ، قد نسيَنا ، قد فقدنا أنفسنا ، فنحتفل ،
نبذر انفعالنا مجدّدا ، دون أمل في نموّ ،
نتأثّر ، وكأنّ صباحا ينذر بالابتلاع لن يأتي إلي الأبد ،
فلا تهمّ حقا ندب القلب ، ما دام جوف الصّحراء على ذات الحياد ،
-طيّب!
أخبرتكم أنّ العالم ينسانا ، لذا نحتاج لفعل شيء مضجر لنبقى عالقين علي الأعتاب ،
شيء كالحبّ مثلا ،
كتخبئة الوحش،
أو أن نعلق على أكتافنا بطاقات تعريف ، ولتكن طويلة ومستفزّة ما أمكن :
” أنا ريتا ، أكره البرتقال ، والمناديل المكدّسة ،
اختصرني الله توفيرا للمكوّنات : يد صغيرة ، عين صغيرة ، قلب قليل ، ذاكرة 256kb ، روح معطوبة ، انفعال منكمش ، عاطفة مهترئة ،
ثمّ عدم الاكتراث ،
ممممم لتكن البطاقة طويلة ما أمكن :
أكره الشّعراء ، والباعة المتجولين، و ميلان كونديرا ،
تضجرني كلّ الأشياء ، حركاتها وسكونها ،
لم أجد بعد وصفا للرّوح ،
لا تفجعني الوحدة ، وأكتب دون مراعاة لقواعد اللّغة ،
أميل للمأكولات النباتيّة باهتة المذاق ،
أحبّ الخشب ، ولا أعوّل كثيرا على صداقات الأمس ،
لست مزاجية ،
أنا المزاج نفسه!
لا أبكي إن مات أحد ، بينما يمزّقني إن سافر بعيدا ،
لا يؤرّقني عدم ثبات العالم ، ففي كلّ الأحوال سينسانا صباح الغد،
أنا جيّدة في رصف الكؤوس ، سيّئة في مزجها ،
أحمل هنا مائة معنى ، ولا أعني أيّ شيء ،
إن كنت متأكّدة من شيء واحد ، فهو أنّني سأقتل شخصا في القريب، … ”
قلبي الّذي خدشته بأسنانك ، كان قليلا ، جافّا ، أجوفا ،
وسيقضمه الوحش ويقضمك !


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى