" روح الياسمين" هو الباكورة الأولى للشاعر والصحفي والإعلامي المحنك حسن السوسي، وقد خرج إلى النور مارس 2019 عن مطبعة سليكي إخوان- طنجة، لوحة الغلاف للفنان التشكيلي النحرير: محمد سعود. يتكون الديوان من مائة وسبع وخمسين صفحة، من الحجم المتوسط، يشمل بين دفتيه سبع عشرة قصيدة، يتصدره إهداء إلى الأسرة المكونة من زوجة وأربع أبناء: سميح، سلمى، شادي ونزار، الذين تحملوا غربة الوطن، وغربة الشاعر/ الأب، ويقدم لهم حبه الغزير، واعتذاره الكاوي عن كل ما يمكن أن يكون سببه لهم من معاناة إضافية لهم، حقيقة، ولو دون قصد.
وأنت تغوص في بحر ديوان " روح الياسمين" للشاعر حسن السوسي، كي تستخرج الدرر الكامنة في أعماقه، وتستقطر الرحيق المصفى من ينبوعه، تباغتك النسائم العليلة المنعشة، من هذه الطبيعة التي تورق في أرجائه، كطفولة تلاحق الزمن في امتداده الواخز ، وتعانق تيه العمر في منعطفات بياضه الواهن. تلفك أطياف الحياة في ضوئها الملون بغبش داكن كثيف، كنقطة تتلاقى أشعتها في خط قاتم، تكسر نغمة الحلم بشوكة الشهوة، وتلوي سحر الأمل بإبرة اللذة.
للياسمين
همسة البوح
الضالع في السويداء
قلب
أثخنته سهام
نافذة الحد
.............
للياسمين
قاموس البياض
كناية وتنكرا.... ص 17 وص 20.
الجنون لجة العاشق الولهان، الذي تختلط بدمه أيقونات الزمن الضائع في أرخبيلات الهوى الموجع حد التيهان، والمومض في شغف النقش على شريط الذكرى الموغل في الروح، ليس ثمة اتساع لاحتواء رنين الذكريات، في قبضة الغربة، وجمر الوحشة الحزينة، سوى هذه المجازات المشرعة على الجنون، والاستعارات المفتوحة على الولادات بين أكمات الشمس، وشتلات البوح..
لا مجنون سواي
ليلى تقفو أثر العشق
توقد جذوته
في الأعماق.
............
بوح ليس مثل البوح
أفك شفرة الصمت
أقرأ اللاحروف المنقوشة
على شغاف قلب الذكرى....ص 28.
الموت الحارق بين غفوة تأتي، وصحو مفتوح - أبدا- على عشق حياة، تنفلت كضوء هارب، في روح عطشى متأججة مضطربة، كجمر لا ينطفئ، كجذوة لا يخبو أوارها، ولا يخمد لهيبها، ترسم شفق العمر، وتغازل القمر، في ليل بهيم، تحمل الفجر على أكتاف الذكرى الموغلة في الجرح.
نهل من ترياق الحياة
زاد التوغل في الحنين
ومن ذبذبة الألوان
رعشة قوس قزح
فوق أسنة
قرص يعاتب الغيمة
على ظلها
يمتهن رشف بقايا الدمعة....ص 31.
الأمل المحفور في تجاعيد الوجدان، كملاك يسكن فصول الحياة، ويلف حدائق الكون في روح الشاعر، ومشاهد مدهوسة بنور ساطع، وعشب وامض خفاق كأزل خالد،،
الأحلام الوفيرة التي لها شكل الياسمين، وأنفاس السفر في الحنين ، وعطر الغربة، ولون الصباح، هي ترغب - أبدا- في الانفلات من قبضة العقم، والتحرر من قيود الضيق، وبطش الموت، إلى سماء الأفق البعيد ، والضوء الممتد إلى نهاية المطاف الرحب،،
انتفضت الذكرى
على توتر الأسى
وموجات اليأس
ألهبت شعلة الأمل المفتوح
على العطاء.
.........
واستوى على شرفة
نهايات البدء
اللامتناهي
يرتل ترانيم الوجد
في حضرة الوجود....ص 129.
صرخة مجلجلة، تطلقها الروح بقوة الحرف، بجبروت الاستعارة، أمام منعرجات الهوى الواطئة، بوح عال، لقلب مكلوم، يتخطى العقبات، يهزم الاسمنت والجدار والقبو.
هكذا هي روح الشاعر، تعانق الحلم، وتحضن الأمل، وتتوق إلى الدمعة على خد زهر الياسمين...
عبد العزيز أمزيان
* الملحق الثقافي لجريدة العلم - 26/09/2019
وأنت تغوص في بحر ديوان " روح الياسمين" للشاعر حسن السوسي، كي تستخرج الدرر الكامنة في أعماقه، وتستقطر الرحيق المصفى من ينبوعه، تباغتك النسائم العليلة المنعشة، من هذه الطبيعة التي تورق في أرجائه، كطفولة تلاحق الزمن في امتداده الواخز ، وتعانق تيه العمر في منعطفات بياضه الواهن. تلفك أطياف الحياة في ضوئها الملون بغبش داكن كثيف، كنقطة تتلاقى أشعتها في خط قاتم، تكسر نغمة الحلم بشوكة الشهوة، وتلوي سحر الأمل بإبرة اللذة.
للياسمين
همسة البوح
الضالع في السويداء
قلب
أثخنته سهام
نافذة الحد
.............
للياسمين
قاموس البياض
كناية وتنكرا.... ص 17 وص 20.
الجنون لجة العاشق الولهان، الذي تختلط بدمه أيقونات الزمن الضائع في أرخبيلات الهوى الموجع حد التيهان، والمومض في شغف النقش على شريط الذكرى الموغل في الروح، ليس ثمة اتساع لاحتواء رنين الذكريات، في قبضة الغربة، وجمر الوحشة الحزينة، سوى هذه المجازات المشرعة على الجنون، والاستعارات المفتوحة على الولادات بين أكمات الشمس، وشتلات البوح..
لا مجنون سواي
ليلى تقفو أثر العشق
توقد جذوته
في الأعماق.
............
بوح ليس مثل البوح
أفك شفرة الصمت
أقرأ اللاحروف المنقوشة
على شغاف قلب الذكرى....ص 28.
الموت الحارق بين غفوة تأتي، وصحو مفتوح - أبدا- على عشق حياة، تنفلت كضوء هارب، في روح عطشى متأججة مضطربة، كجمر لا ينطفئ، كجذوة لا يخبو أوارها، ولا يخمد لهيبها، ترسم شفق العمر، وتغازل القمر، في ليل بهيم، تحمل الفجر على أكتاف الذكرى الموغلة في الجرح.
نهل من ترياق الحياة
زاد التوغل في الحنين
ومن ذبذبة الألوان
رعشة قوس قزح
فوق أسنة
قرص يعاتب الغيمة
على ظلها
يمتهن رشف بقايا الدمعة....ص 31.
الأمل المحفور في تجاعيد الوجدان، كملاك يسكن فصول الحياة، ويلف حدائق الكون في روح الشاعر، ومشاهد مدهوسة بنور ساطع، وعشب وامض خفاق كأزل خالد،،
الأحلام الوفيرة التي لها شكل الياسمين، وأنفاس السفر في الحنين ، وعطر الغربة، ولون الصباح، هي ترغب - أبدا- في الانفلات من قبضة العقم، والتحرر من قيود الضيق، وبطش الموت، إلى سماء الأفق البعيد ، والضوء الممتد إلى نهاية المطاف الرحب،،
انتفضت الذكرى
على توتر الأسى
وموجات اليأس
ألهبت شعلة الأمل المفتوح
على العطاء.
.........
واستوى على شرفة
نهايات البدء
اللامتناهي
يرتل ترانيم الوجد
في حضرة الوجود....ص 129.
صرخة مجلجلة، تطلقها الروح بقوة الحرف، بجبروت الاستعارة، أمام منعرجات الهوى الواطئة، بوح عال، لقلب مكلوم، يتخطى العقبات، يهزم الاسمنت والجدار والقبو.
هكذا هي روح الشاعر، تعانق الحلم، وتحضن الأمل، وتتوق إلى الدمعة على خد زهر الياسمين...
عبد العزيز أمزيان
* الملحق الثقافي لجريدة العلم - 26/09/2019