كان السي كبور الداودي رجلا على قد الحال، فلا يعرف من متع الدنيا، إلا كازا سبور، و الدكة الباردة، ودفء مولات الدار، النقاّشة العشرينية، ـ حتى وإن كان كبور قد شارف الخمسين ـ و التي سخّنت فراشه و عظامه، بل و أشعلت فيهما الحرائق، كما كان ـ وبالعلالي ـ يبوح أو يفوح.
عند كل غروب يوارب السي كبور باب ورشته الصغيرة، التي يصلح فيها الدراجات ، قبيل أن يلتحق به ندماء الدكّة، لا يكون إلا فاتحة للعب متواصل.... و كلام متواصل...
يضمس السي كبور الكارطة ، يفرق الأوراق ، لكن ما إن يشرعوا في اللعب حتى يشرع هو في البوح. ثم صار مملا مع الأيام، بل تحول إلى شكوى أليمة وربما إلى استنجاد و استنصاح: " أسيدي راه للارقوش ما زالا حالفة، باش هذا الفم ديالي ... هذا الدلقوش ، ما يقرب من فومها و لاّ من الشويربات التامرين ديالها ، الحْمِيمرين بلعكر ديال سيدي ربي، لا حقاش دلقوشي خانز ـ كيما تتقول ـ بريحة كازا... بالله عليكم ألخوت، واش كاينا شي ماكله بلا شلاضة، ابلا تويشيات، واش كاينة شي معنى ، بلا هران، بلاتمْساد و بلا زفاط...؟؟؟"
يشردون عن اللعب طويلا، بينما القاعة في حالة انتظار....
" راه ما خليت ما درت ألخوت لهذا الدلقوش، اقبل ما نقبل على بيت النعاس ، اعلى للاّ، درت ليه صابون الكف، الصابون البلدي، الصابون الرومي... صابون تازة كاع... درت ليه الدانتفريس اللي عمّر بابايا ما دارو، بخرتو بكل بخور ... أو نوووونْ.... نون واش للا قبلاتني ولا حملتني ... أُكملاتها ، أُجملاتها، حيث قالت ليكآسيدي، ما شي غير فمي اللي خانز... أنا كلي خانز بكازا سبور...قالت ليك أسيدي أني إلى عرقت ، راني تنعرق كازا... ويلا تنفست تنتنفس كازا... ويلا اطلقت تنطلق كازا... جاب الله سكتات على الدكّة ، دكتي الحلوة المعلكة ... نفراتني... يا الخوت، وانا نرجع،خوكم ارجع، بحال شي بالا ديال الثلج... ميت و اخلاص...."
وانحيازا إلى مختصر القول فحتى يشتعل فراشه و حتى يحيا من جديد، قرر هجر حبيبة عمره، كازا سبور، و الدكة الباردة اللي حْسَن من بقرة والدة، كما يتواتر القول عند أصحاب البلية...
هكذا ستمتلئ جيوبه، ومنذ اليوم الأول للإقلاع عن التدخين، بالزبيب، و أعواد العرقوس، وحبات البونبوم، و أصابع الشوينكوم، و أقراص الأسبرو، لتسكين آلام القطعة ـ كما يبرر ـ و أفاعيلها، تلك التي لا يعرفها إلا المقطوع...
وحتى لا نطيل، فقد اشتعل فراشهمن جديد، و ذابت بالة الثلجالتي صارها... و إن أصبح كائنا مجترا ، من أول ساعات الصباح إلى آخر ساعات الليل...
و لأن هداة الهدى هولدينغ، عيون لا تنام ، فقد عاينوا ما صار عليه السي كبور من تهتك، وتشبه بالشيخات و العواهر و المُآبين، ماضغي العلك ، و نافخيه و مفرقعيه...
لما أنذروه في المرة الأولى استخفّ بالإنذار، فتَرْك العلك يعني الرجوع إلى كازا ... و الرجوع إلى كازا يعني الرجوع إلى الهجر و انطفاء الإشتعال، بالا ديال الثلج...
وبعد إنذارين آخرين، استخف بهما، صدق عليه القول المأثور: الأولى عفو و الثانية عفو و الثالثة... جاءه الهداة عازمين على نتفه وتعزيره...غما أن حل الغروب ـ وفي نية السي كبور أن يتهيأ لطقسه اليومي مع ندماء الدكة ـ حتى داهموه في ورشته، أغلقوا الباب من الداخل، أطفأوا النور، معتمدين على مصابيحهم اليدوية، كتفوه بحبال غليظة ، شرّعوا فمه عن آخره، أفرغوا في جوفه سائلا مغيّبا...
في غيبوبته ـ والتي ربما كان أثناءها في الحضن الناري الرقوشي ـ أعملوا الكُلابات في فكيه المشرعين، مقتلعين أضراسه المواضغ الزوائغ بالكامل...
هذا باختصار ما حدث للسيد كبور والذي أصبح يعرف في حومتنا بالسي كبور امسيكه...
عند كل غروب يوارب السي كبور باب ورشته الصغيرة، التي يصلح فيها الدراجات ، قبيل أن يلتحق به ندماء الدكّة، لا يكون إلا فاتحة للعب متواصل.... و كلام متواصل...
يضمس السي كبور الكارطة ، يفرق الأوراق ، لكن ما إن يشرعوا في اللعب حتى يشرع هو في البوح. ثم صار مملا مع الأيام، بل تحول إلى شكوى أليمة وربما إلى استنجاد و استنصاح: " أسيدي راه للارقوش ما زالا حالفة، باش هذا الفم ديالي ... هذا الدلقوش ، ما يقرب من فومها و لاّ من الشويربات التامرين ديالها ، الحْمِيمرين بلعكر ديال سيدي ربي، لا حقاش دلقوشي خانز ـ كيما تتقول ـ بريحة كازا... بالله عليكم ألخوت، واش كاينا شي ماكله بلا شلاضة، ابلا تويشيات، واش كاينة شي معنى ، بلا هران، بلاتمْساد و بلا زفاط...؟؟؟"
يشردون عن اللعب طويلا، بينما القاعة في حالة انتظار....
" راه ما خليت ما درت ألخوت لهذا الدلقوش، اقبل ما نقبل على بيت النعاس ، اعلى للاّ، درت ليه صابون الكف، الصابون البلدي، الصابون الرومي... صابون تازة كاع... درت ليه الدانتفريس اللي عمّر بابايا ما دارو، بخرتو بكل بخور ... أو نوووونْ.... نون واش للا قبلاتني ولا حملتني ... أُكملاتها ، أُجملاتها، حيث قالت ليكآسيدي، ما شي غير فمي اللي خانز... أنا كلي خانز بكازا سبور...قالت ليك أسيدي أني إلى عرقت ، راني تنعرق كازا... ويلا تنفست تنتنفس كازا... ويلا اطلقت تنطلق كازا... جاب الله سكتات على الدكّة ، دكتي الحلوة المعلكة ... نفراتني... يا الخوت، وانا نرجع،خوكم ارجع، بحال شي بالا ديال الثلج... ميت و اخلاص...."
وانحيازا إلى مختصر القول فحتى يشتعل فراشه و حتى يحيا من جديد، قرر هجر حبيبة عمره، كازا سبور، و الدكة الباردة اللي حْسَن من بقرة والدة، كما يتواتر القول عند أصحاب البلية...
هكذا ستمتلئ جيوبه، ومنذ اليوم الأول للإقلاع عن التدخين، بالزبيب، و أعواد العرقوس، وحبات البونبوم، و أصابع الشوينكوم، و أقراص الأسبرو، لتسكين آلام القطعة ـ كما يبرر ـ و أفاعيلها، تلك التي لا يعرفها إلا المقطوع...
وحتى لا نطيل، فقد اشتعل فراشهمن جديد، و ذابت بالة الثلجالتي صارها... و إن أصبح كائنا مجترا ، من أول ساعات الصباح إلى آخر ساعات الليل...
و لأن هداة الهدى هولدينغ، عيون لا تنام ، فقد عاينوا ما صار عليه السي كبور من تهتك، وتشبه بالشيخات و العواهر و المُآبين، ماضغي العلك ، و نافخيه و مفرقعيه...
لما أنذروه في المرة الأولى استخفّ بالإنذار، فتَرْك العلك يعني الرجوع إلى كازا ... و الرجوع إلى كازا يعني الرجوع إلى الهجر و انطفاء الإشتعال، بالا ديال الثلج...
وبعد إنذارين آخرين، استخف بهما، صدق عليه القول المأثور: الأولى عفو و الثانية عفو و الثالثة... جاءه الهداة عازمين على نتفه وتعزيره...غما أن حل الغروب ـ وفي نية السي كبور أن يتهيأ لطقسه اليومي مع ندماء الدكة ـ حتى داهموه في ورشته، أغلقوا الباب من الداخل، أطفأوا النور، معتمدين على مصابيحهم اليدوية، كتفوه بحبال غليظة ، شرّعوا فمه عن آخره، أفرغوا في جوفه سائلا مغيّبا...
في غيبوبته ـ والتي ربما كان أثناءها في الحضن الناري الرقوشي ـ أعملوا الكُلابات في فكيه المشرعين، مقتلعين أضراسه المواضغ الزوائغ بالكامل...
هذا باختصار ما حدث للسيد كبور والذي أصبح يعرف في حومتنا بالسي كبور امسيكه...