أديرُ الفنجانَ وألقي على الأرضِ بصري. أجلبُ الحلوى من طفولتي، وأحدّقُ الى المارة، غرفتي تمشي منّي والأيّامُ تأتي الى جسدي وتتمَّرنُ الدخول الى حياتي.
سأرقصُ قليلاً قبلَ ان أصلَ إلى إبتسامتي. أرمي ظّلاً معَلقّاَ، يرتجفُ من الشمسِ وأتحّدثُ الى جنازة تمشي وحيدةً بعد نصفِ الليل، الفراغ الذي يلعبُ نردَه يسمعني، أشربُ معه ولا أثملُ.
.....................
أتسّلى مع بعضِ ملائكةٍ وأطعمُ الحماماتِ رماداً ومطراً طريّاً، أتذكّر كانَ لي جسدٌ أينَ صارَ بالاحرى؟ أعرفُ أني لم أمتْ سابقاً لكننّي لم أكنْ لأحد كنتُ أخرجُ فعلاً من البابِ الخلفي لشخصي، ويضحكَ الظلُّ من رجفتي، اواضبُ على الضحكِ، في كلِّ ضوءِ معي ينامُ ليلٌ مجنون، أفتحُ كوةً في رغبتي وأنامُ بلا إمراة.
.................
أينَ أضعُ المشيَ؟ أرغبُ أن أنامَ الامكنةُ كلّها ملأى بالنعوشِ والحياةِ هنا رغبات عزلةِ جميلةِ في شوارعٍ، ظلامِها نسيان، تزعجني مفاتيحُ بواّباتٍ قربَ الماءِ، حّراسُها يستلقونَ بوسعِ شخيرهِم في حلم فسيحٍ، أريدُ أنْ أستردَّ نظرتي .جلبتُها معي من حياتي لجثماني النائم في لهاثِ ، يجمعُ خطوطَ كلماتٍ مهملةٍ على الطريق.
...................
طابورٌ يأخذُ صوتي .الآنَ على الرصيفِ ينتظرُ حافلةً، ينزلَ منها تمثالٍ قرب ساحةٍ تفضي الى ملجأ مهدومٍ، ينادي الظلامُ بيأس، ينظر الى خيمةٍ. يقفُ طفلٌ في مدفنها، يلمحُ شيئاً مثل ضوءٍ، لم يرَهُ منذُ دفنتْ كرّاسة رسمهِ في غبار، لم يفهم شيئاً .كان ينظرُ الى خبزٍ مالح يطلعُ من أرجاءِ جسده.
................
يتسنّى لي أن أُهزمَ الضوءِ، التراب يجمع سقوط الخطايا من نوافذ الطين.. ألتقطُ ذاكرتي، أطوفُ بلذّةِ طِيّةٍ طيةَ أكسرها، انظف وهما يتحدّرجُ من حياتي، بيأسٍ سأعيشُه على الأقلّ. وأنا أغسلُ كائني في الضوء.
.................
قربَ الماءِ ذات نسيان ٍتعبتُ، نزلتُ السلّمَ أسندُ جسدي على يدِ هواء في فمِه رضّاعة. أتوقُ الى فنجانِ قهوةٍ وتبغ إِفرنجي. و من أعالي عكاّزي الذي ترنح بثقلي نزلت. رايت حماراً يسحبُ عربةً صغيرةً ويترنمُ مع الحوذيّ المفتونِ بلحيته البيضاءَ. أقفُ وحدي والملحُ يسيلُ من الشمس صمتي ، أسحبَ الظلَّ مع سيلٍ طويلٍ من النهرِ الى حياتي.
.................
مجنونٌ في نزهةٍ ، يجيء من النوافذِ بالأخضر، يطرق البابَ .عصافير النوافذِ نائمة، يرقصُ المكانِ ويقلّدُ صوتَ دميةٍ غريبة. جاءَ بها من مصحّةِ أمس، سنواتٌ كثيرةٌ أحرقها ورماها في سلّة إهمالٍ. يتأمّلُ النسيان كحفّارِ قبورٍ .ويحمل الهواءَ كغرقى, أدهشني حين اخرجَ من حقيبَتهِ أشياءً ميتّة وقذفَ بها الى علوٍ شاسعٍ يهربُ اليه.
..............
خلسةً يتبعني وأنا أغادرُ كرسي مقهى، عودُ كبريتٍ يعبثُ بالبردِ, أتابعُ سيري قميصي يتأمُل طريقاً يلوّحُ له، يستنجدُ ثلجٌ بدأ يذوبُ، أتوقفُ وأنزلُ من جسدي، البلبلُ ينقرُ قمحاً مسحوقاً تُرك فوق طاولةٍ .تذهَب الى جهةٍ مجهولةٍ من المكان، كلُّ شيءٍ بمنتهى اللمسِ، بلطفٍ أُنقشُ كوباً من الحليبِ. يصلُ جسدي الى البيتِ واحداً بعدَ الآخرَ. برقّةٍ أخرَجُ من جميعِ يدي، ولا يغيبُ أحدٌ منّي معي.
................
قطةٌ أسمعُ صوتَها بشكلٍ مثير، وأنا أتصفّحُ بقعاً بيضاً. تجلسُ وحيدةً وتتنّفس، لم أدهشْ حدّ كتابةِ نصِّ في محفظة الغيم. أحتفظُ بصور وأنا اتأمّل أشياءً، لا أعرفُ إسماً لها وأحرّك أصابعي أمامَ الشمسِ كثيراً. مطرُ ناعمٌ على زجاجِ ساعتي وأنا أتعرّقُ مثلَ فم يستغرقُ بتذوّق نوعِ النبيذ، أوراقي سحبتُها من فراغاتِ جيبي الأيمن، لم أترك فيها سطوراً لتتسعَ لكلِّ هذا، أرفعُ يدي الى عميانٍ يصلونَ الآنَ من نهارٍ آخر، وأربطُ جسدي بخيطٍ في الهواءِ. وأترصّد ثقوباً في جسدي تخونني.
................
أحياناً أقتربُ من شخصي وكأنّي أبعثره نتفاً، ما يخصّني كثيراً. في طيّاته تاريخٌ متكسّرٌ لوجودِه معي، أكثر من صاحبي وخلّي اتذكر فقدتهُ مرّةً وهو دائماً يتفقدني، تركتُ أشياءً كثيرةً وأنا أتقدّم خلفي، شخصي يسقطَ كأسمالٍ من حبلِ غسيلٍ في راسِ غيمٍ أسود، يحيطني شخصي ويقتربُ الىَّ لعلّه يمشي معي.
.................
أريدُ أنْ أُحدّقَ في تركيبةِ حياتي، فكلمّا سرتُ في ظلامِها الواضح بكثير من بياضي الدامس، أتذّكرُ ما يتبقّى من طرقاتٍ تسعُ قدمي، أصطادُ الماضي وأتذّكر أنّي كنتُ مزعجاً جداً. اكسرُ جرارَ الخلِّ كثيراً، وأكتبُ في اوراقها الطرّية كثيراً من الاخطاء، أمحو اللافتاتِ وأخذُ شمعةً وقليلَ حطبٍ، وأجلسُ قربَ مذودٍ أعتذرُ من الرمادِ وبيدي المكسورةِ، ودمعي الوفير أبدو جميلاً.
………….
صداعٌ مكسورٌ في هذا الليلِ الوفير. كائن في وعاءِ الحياة يسير، ومن بعيدِ اسقطُ من الجسرِ وخلفي دُخانٌ أسود .كنتُ طيّباً وقميصي يجلبُ لي إخوة يوسف، أتابعُ السيرَالى بابِ وحيدٍ مفتوح أراهُ في عنقِ الهواءِ، أمشي راكضاً خَلفي كإبرةٍ في يدِ عميان قبلَ مطرٍ مضى يتتبّعُ خطوي.
...................
رأيتُ فمي أزرقَ بحثتُ عن كوةٍ دخانٍ اسود في حطامِ النهار، أرى قطّهَ هواءِ تلوّح بالوداع وتدسُّ أضرحةً فَي عيني، لم أتوّقفَ عن البصيصِ لأنَّ الثلجَ. يسعل مثل عجوزٍ والهواءُ قد أُغمي عليهِ كجنديَ هارب مِن حربِ، يحدّقُ في صورة قديمةِ مع صديقتِه وقد أعطتُه كاساً من جسدها، وعنواناً لحيطانٍ تحّدقُ مليّاً في عورتِه التي فقدَها ويبحثُ عنها من مقهى الى بيانِ حربٍ جديدة.
سأرقصُ قليلاً قبلَ ان أصلَ إلى إبتسامتي. أرمي ظّلاً معَلقّاَ، يرتجفُ من الشمسِ وأتحّدثُ الى جنازة تمشي وحيدةً بعد نصفِ الليل، الفراغ الذي يلعبُ نردَه يسمعني، أشربُ معه ولا أثملُ.
.....................
أتسّلى مع بعضِ ملائكةٍ وأطعمُ الحماماتِ رماداً ومطراً طريّاً، أتذكّر كانَ لي جسدٌ أينَ صارَ بالاحرى؟ أعرفُ أني لم أمتْ سابقاً لكننّي لم أكنْ لأحد كنتُ أخرجُ فعلاً من البابِ الخلفي لشخصي، ويضحكَ الظلُّ من رجفتي، اواضبُ على الضحكِ، في كلِّ ضوءِ معي ينامُ ليلٌ مجنون، أفتحُ كوةً في رغبتي وأنامُ بلا إمراة.
.................
أينَ أضعُ المشيَ؟ أرغبُ أن أنامَ الامكنةُ كلّها ملأى بالنعوشِ والحياةِ هنا رغبات عزلةِ جميلةِ في شوارعٍ، ظلامِها نسيان، تزعجني مفاتيحُ بواّباتٍ قربَ الماءِ، حّراسُها يستلقونَ بوسعِ شخيرهِم في حلم فسيحٍ، أريدُ أنْ أستردَّ نظرتي .جلبتُها معي من حياتي لجثماني النائم في لهاثِ ، يجمعُ خطوطَ كلماتٍ مهملةٍ على الطريق.
...................
طابورٌ يأخذُ صوتي .الآنَ على الرصيفِ ينتظرُ حافلةً، ينزلَ منها تمثالٍ قرب ساحةٍ تفضي الى ملجأ مهدومٍ، ينادي الظلامُ بيأس، ينظر الى خيمةٍ. يقفُ طفلٌ في مدفنها، يلمحُ شيئاً مثل ضوءٍ، لم يرَهُ منذُ دفنتْ كرّاسة رسمهِ في غبار، لم يفهم شيئاً .كان ينظرُ الى خبزٍ مالح يطلعُ من أرجاءِ جسده.
................
يتسنّى لي أن أُهزمَ الضوءِ، التراب يجمع سقوط الخطايا من نوافذ الطين.. ألتقطُ ذاكرتي، أطوفُ بلذّةِ طِيّةٍ طيةَ أكسرها، انظف وهما يتحدّرجُ من حياتي، بيأسٍ سأعيشُه على الأقلّ. وأنا أغسلُ كائني في الضوء.
.................
قربَ الماءِ ذات نسيان ٍتعبتُ، نزلتُ السلّمَ أسندُ جسدي على يدِ هواء في فمِه رضّاعة. أتوقُ الى فنجانِ قهوةٍ وتبغ إِفرنجي. و من أعالي عكاّزي الذي ترنح بثقلي نزلت. رايت حماراً يسحبُ عربةً صغيرةً ويترنمُ مع الحوذيّ المفتونِ بلحيته البيضاءَ. أقفُ وحدي والملحُ يسيلُ من الشمس صمتي ، أسحبَ الظلَّ مع سيلٍ طويلٍ من النهرِ الى حياتي.
.................
مجنونٌ في نزهةٍ ، يجيء من النوافذِ بالأخضر، يطرق البابَ .عصافير النوافذِ نائمة، يرقصُ المكانِ ويقلّدُ صوتَ دميةٍ غريبة. جاءَ بها من مصحّةِ أمس، سنواتٌ كثيرةٌ أحرقها ورماها في سلّة إهمالٍ. يتأمّلُ النسيان كحفّارِ قبورٍ .ويحمل الهواءَ كغرقى, أدهشني حين اخرجَ من حقيبَتهِ أشياءً ميتّة وقذفَ بها الى علوٍ شاسعٍ يهربُ اليه.
..............
خلسةً يتبعني وأنا أغادرُ كرسي مقهى، عودُ كبريتٍ يعبثُ بالبردِ, أتابعُ سيري قميصي يتأمُل طريقاً يلوّحُ له، يستنجدُ ثلجٌ بدأ يذوبُ، أتوقفُ وأنزلُ من جسدي، البلبلُ ينقرُ قمحاً مسحوقاً تُرك فوق طاولةٍ .تذهَب الى جهةٍ مجهولةٍ من المكان، كلُّ شيءٍ بمنتهى اللمسِ، بلطفٍ أُنقشُ كوباً من الحليبِ. يصلُ جسدي الى البيتِ واحداً بعدَ الآخرَ. برقّةٍ أخرَجُ من جميعِ يدي، ولا يغيبُ أحدٌ منّي معي.
................
قطةٌ أسمعُ صوتَها بشكلٍ مثير، وأنا أتصفّحُ بقعاً بيضاً. تجلسُ وحيدةً وتتنّفس، لم أدهشْ حدّ كتابةِ نصِّ في محفظة الغيم. أحتفظُ بصور وأنا اتأمّل أشياءً، لا أعرفُ إسماً لها وأحرّك أصابعي أمامَ الشمسِ كثيراً. مطرُ ناعمٌ على زجاجِ ساعتي وأنا أتعرّقُ مثلَ فم يستغرقُ بتذوّق نوعِ النبيذ، أوراقي سحبتُها من فراغاتِ جيبي الأيمن، لم أترك فيها سطوراً لتتسعَ لكلِّ هذا، أرفعُ يدي الى عميانٍ يصلونَ الآنَ من نهارٍ آخر، وأربطُ جسدي بخيطٍ في الهواءِ. وأترصّد ثقوباً في جسدي تخونني.
................
أحياناً أقتربُ من شخصي وكأنّي أبعثره نتفاً، ما يخصّني كثيراً. في طيّاته تاريخٌ متكسّرٌ لوجودِه معي، أكثر من صاحبي وخلّي اتذكر فقدتهُ مرّةً وهو دائماً يتفقدني، تركتُ أشياءً كثيرةً وأنا أتقدّم خلفي، شخصي يسقطَ كأسمالٍ من حبلِ غسيلٍ في راسِ غيمٍ أسود، يحيطني شخصي ويقتربُ الىَّ لعلّه يمشي معي.
.................
أريدُ أنْ أُحدّقَ في تركيبةِ حياتي، فكلمّا سرتُ في ظلامِها الواضح بكثير من بياضي الدامس، أتذّكرُ ما يتبقّى من طرقاتٍ تسعُ قدمي، أصطادُ الماضي وأتذّكر أنّي كنتُ مزعجاً جداً. اكسرُ جرارَ الخلِّ كثيراً، وأكتبُ في اوراقها الطرّية كثيراً من الاخطاء، أمحو اللافتاتِ وأخذُ شمعةً وقليلَ حطبٍ، وأجلسُ قربَ مذودٍ أعتذرُ من الرمادِ وبيدي المكسورةِ، ودمعي الوفير أبدو جميلاً.
………….
صداعٌ مكسورٌ في هذا الليلِ الوفير. كائن في وعاءِ الحياة يسير، ومن بعيدِ اسقطُ من الجسرِ وخلفي دُخانٌ أسود .كنتُ طيّباً وقميصي يجلبُ لي إخوة يوسف، أتابعُ السيرَالى بابِ وحيدٍ مفتوح أراهُ في عنقِ الهواءِ، أمشي راكضاً خَلفي كإبرةٍ في يدِ عميان قبلَ مطرٍ مضى يتتبّعُ خطوي.
...................
رأيتُ فمي أزرقَ بحثتُ عن كوةٍ دخانٍ اسود في حطامِ النهار، أرى قطّهَ هواءِ تلوّح بالوداع وتدسُّ أضرحةً فَي عيني، لم أتوّقفَ عن البصيصِ لأنَّ الثلجَ. يسعل مثل عجوزٍ والهواءُ قد أُغمي عليهِ كجنديَ هارب مِن حربِ، يحدّقُ في صورة قديمةِ مع صديقتِه وقد أعطتُه كاساً من جسدها، وعنواناً لحيطانٍ تحّدقُ مليّاً في عورتِه التي فقدَها ويبحثُ عنها من مقهى الى بيانِ حربٍ جديدة.