أنك جزء من تاريخي، والتاريخ لا يمحي،ليس حشواً، ولا سطوراً عابرةً في سياقٍ كبير، بل بداية ومساراً ونهاية، حكاية توقفت في عديد من المحطات، وواصلت رحلتها، إلى نهاية معلومة، تقترب كلما تقدمت طريقنا خطوة، نتلمس ذلك بحواسنا المشهرة كالسيوف، مبرقة في الفضاء العريض، هبوب البحر المالح، رائحة البرتقال المثقلة بالسكّر، حتى تبدد الحلم،منذ اختنق الحالمون قبل أن يطرقوا جدار الخزان، وتبول ناجي العلي على حديقة السطوح ، في أحد شقق الكويت، حيث يقيم ثوار الوسكي، ويستوردون الحنين، على شكل حبات برتقال، قضى ناجي قتيلاً على يد ثوار الكافيار، ووصلوا إلى نهاية الطريق المسدود، ونصبوا خيامهم هناك، على حدود المستحيل.
الكتابة رؤيا واستشراف، ولهذا أكتب لك، من بين ركام الروايات التي تطفح بالكآبة!
فأنا أرى في الفشل نجاحاً مؤجلاً، وفي الهزيمة نصراً موعوداً، فالفاصل بين النصر والهزيمة والنجاح والفشل، هو خط القدر الذي لم يكتمل مساره بعد، فمصيرنا قمر تولّد هلالاً وسيواصل رحلته نحو الإكتمال، لينتصب بدراً وافياً في سماء الوطن العريضة، ولذا فلست معنياً بالتوقف عند الخيبات، فهذا شركٌ نصبوه لي، لأقبل بالمساومة والتنازل والصفقات، وما يسمونه فن الممكن، الذي هو مسمىً مخادع، للا ممكن او غير الممكن، وللأسف سقط كتّابنا في هذا الشرك، وصوروا أنفسهم أبطالاً مخذولين، بالخيانة العربية، وهذا بحد ذاته خيانة لرسالة الكتابة، فالكتابة ليست نوماً في ظل الحائط واستسلام للمصير، وقبول بخيار الآخرين، فالقابلون بذلك هم كتاب أقزام أو خونة، فالكتابة نقر في الحائط لإحداث كوة، ألم تفتح القسطنطينية بثقب في الجدار، نقبه المقاتلون المثابرون والموقنون بالنصر، الكتابة فعل وحفر للأنفاق من تحت السور المنصوب لتيئيس المتسلقين ، ألم توصلنا الأنفاق إلى أحشاء إسرائيل، وبثت في قلوبهم الرعب، ولماذا لا نستلهم إلا تجارب الفنادق والطاولات المستطيلة أو المستديرة، فإذا مالأ الكاتب السياسي فسلامٌ على الكتابة، وألف رحمة عليها، فلم يجامل غوركي لينين في قضية وجود الله، وحين سئل غيفارا: هل يذهب قتلى الثوار إلى الملكوت؟ أجاب : ومن أحقّ منهم بذلك؟
في حين أنه في غيتو رام الله وفي بيت أنيسة يمارس كتاب متقاعدون شعوذاتهم الفكرية، ويديرون ظهورهم لبيت المقدس فقط ليروجوا للمقولة البائسة التي يبررون بها خطاياهم، أن حربنا مع إسرائيل ليست حرباً دينية،في حين تعلن إسرائيل يهودية الدولة، ويقيم اليهود طقوسهم في حجر الأقصى، والحق أقول لك لو ذهب زعيمك إلى حيفا لذهب أول ما ذهب إلى ضريح بهاء الله ولطاف في حدائق معبد الطائفة، فهو يتنكر لما لم يؤمن به ابتداءً، أما أنت فتشايعه خيانة لرسالة ورثتها أباً عن جد، وولدت فيها، فبأي حق ترفع في أروقتك المُنكّرة بطلاء العلمانية صورة القسام: عز الدين بلحيته وعمامته؟أليست ذلك شهادة منك عليك، وحجة دامغة ضدك، ألا يشير لك ذلك إلى نصاعة البداية وتلوث النهاية؟
فهل أجد في ديني عاراً أستتر منه وراء ملاذات وشعارات، لا تقربني للقدس بل تطوح بي بعيداً عنها، وتلقي بي في قعر بئر لا قرار لها!
وأنت أيتها الكاتبة لماذا تعيرينهم وجودك إلى جانبهم، ثم تهمسين لي أنك لا تؤمنين بنهجهم قدر نقير؟
نحن لسنا دين تقية، ولا كتّاب تقية ،أعلنيها صراحة، أنك تصومين رمضان في حين يختبؤون هم في الأوكار ليمارسوا خطيئة انتهاك الحرمة وخلع الوقار!
أليس ذلك كذلك يا صديقتي الكاتبة، الكتابة موقف معلن، فلا تكتمي صوتك لحساب ما لا تؤمنين به، وسارعي بدَب الصوت قبل أن يفوت الأوان!
نزار حسين راشد
الكتابة رؤيا واستشراف، ولهذا أكتب لك، من بين ركام الروايات التي تطفح بالكآبة!
فأنا أرى في الفشل نجاحاً مؤجلاً، وفي الهزيمة نصراً موعوداً، فالفاصل بين النصر والهزيمة والنجاح والفشل، هو خط القدر الذي لم يكتمل مساره بعد، فمصيرنا قمر تولّد هلالاً وسيواصل رحلته نحو الإكتمال، لينتصب بدراً وافياً في سماء الوطن العريضة، ولذا فلست معنياً بالتوقف عند الخيبات، فهذا شركٌ نصبوه لي، لأقبل بالمساومة والتنازل والصفقات، وما يسمونه فن الممكن، الذي هو مسمىً مخادع، للا ممكن او غير الممكن، وللأسف سقط كتّابنا في هذا الشرك، وصوروا أنفسهم أبطالاً مخذولين، بالخيانة العربية، وهذا بحد ذاته خيانة لرسالة الكتابة، فالكتابة ليست نوماً في ظل الحائط واستسلام للمصير، وقبول بخيار الآخرين، فالقابلون بذلك هم كتاب أقزام أو خونة، فالكتابة نقر في الحائط لإحداث كوة، ألم تفتح القسطنطينية بثقب في الجدار، نقبه المقاتلون المثابرون والموقنون بالنصر، الكتابة فعل وحفر للأنفاق من تحت السور المنصوب لتيئيس المتسلقين ، ألم توصلنا الأنفاق إلى أحشاء إسرائيل، وبثت في قلوبهم الرعب، ولماذا لا نستلهم إلا تجارب الفنادق والطاولات المستطيلة أو المستديرة، فإذا مالأ الكاتب السياسي فسلامٌ على الكتابة، وألف رحمة عليها، فلم يجامل غوركي لينين في قضية وجود الله، وحين سئل غيفارا: هل يذهب قتلى الثوار إلى الملكوت؟ أجاب : ومن أحقّ منهم بذلك؟
في حين أنه في غيتو رام الله وفي بيت أنيسة يمارس كتاب متقاعدون شعوذاتهم الفكرية، ويديرون ظهورهم لبيت المقدس فقط ليروجوا للمقولة البائسة التي يبررون بها خطاياهم، أن حربنا مع إسرائيل ليست حرباً دينية،في حين تعلن إسرائيل يهودية الدولة، ويقيم اليهود طقوسهم في حجر الأقصى، والحق أقول لك لو ذهب زعيمك إلى حيفا لذهب أول ما ذهب إلى ضريح بهاء الله ولطاف في حدائق معبد الطائفة، فهو يتنكر لما لم يؤمن به ابتداءً، أما أنت فتشايعه خيانة لرسالة ورثتها أباً عن جد، وولدت فيها، فبأي حق ترفع في أروقتك المُنكّرة بطلاء العلمانية صورة القسام: عز الدين بلحيته وعمامته؟أليست ذلك شهادة منك عليك، وحجة دامغة ضدك، ألا يشير لك ذلك إلى نصاعة البداية وتلوث النهاية؟
فهل أجد في ديني عاراً أستتر منه وراء ملاذات وشعارات، لا تقربني للقدس بل تطوح بي بعيداً عنها، وتلقي بي في قعر بئر لا قرار لها!
وأنت أيتها الكاتبة لماذا تعيرينهم وجودك إلى جانبهم، ثم تهمسين لي أنك لا تؤمنين بنهجهم قدر نقير؟
نحن لسنا دين تقية، ولا كتّاب تقية ،أعلنيها صراحة، أنك تصومين رمضان في حين يختبؤون هم في الأوكار ليمارسوا خطيئة انتهاك الحرمة وخلع الوقار!
أليس ذلك كذلك يا صديقتي الكاتبة، الكتابة موقف معلن، فلا تكتمي صوتك لحساب ما لا تؤمنين به، وسارعي بدَب الصوت قبل أن يفوت الأوان!
نزار حسين راشد