صوتٌ يصرخ من داخلي، سمعته مرات عديدة كأنه يحتويني يحاصرني يضرب طوقا من الاسلاك الشائكة حول قلبي اليافع. لم أعد اسمع غير صوته يناديني اينما أصوب نظراتي، وملامحه تطاردني تدور في راسي تشبعه انينا. كنت اشعر بغموض انه قريب ويراني رغم بُعد المسافات. ابحرت في الخيال ودفنت راسي بين صفحات الكتاب ابحث عن عمن يوقف هذا الضجيج المختلط من الاصوات، عن هدوء يهادن ما في داخلي من احتدام لا يتوقف ولا يهدأ. فالوحدة والذكريات يربضان فوق قلبي ويحتلان جسدي فيزيدان من جزعي والمي. كنت انزوي معه في باحة الكلية نرسم المستقبل نجتر خططنا العملاقة بوهم كبير، نفرغ غيظ اشتياقنا بهمس الطيور الملونة. اشعر انني بحاجة اليه الان بشدة، فحيطان الغرفة تأكلني تمزق جسدي ليتني أعود طالبة حتى أرتوي منه بما يكفي، فالرغبة به تفوق كل احتمالاتي وحرائق روحي العطشى تلهب دواخلي، لم اعد اسيطر على افعالي فغرقت في طوفان المخيلة التقط ذكرياتي فازدادت حرائقي التهابا. ياه .. لماذا اندم او اشعر انني ضحية؟ حين قابلني اول مرة كنت اعرف انا بنت منْ..! ورغبت به كفارس ينقذني من سطوة الخوف من كل شيء، ان اعيش حياة غير حياتي المؤجرة المرهونة بالحلال والحرام وانها الفانية وغير حقيقية. وحين توطدت علاقتي به وتحولت من زميل الى صديق ومن ثم الى حبيب يومها سألته:
– هل حبي لك حرام…؟
لم يرد على سؤالي بل بدأ يتغزل بي، معلنا اعجابه بوجهي الذي يشبه القمر ببياضه، وبشعري الذي لم ير منه حتى خصلة، وبعيوني الدائرية المعتمة بالسواد تفيض نورا، وبتنسيق ملابسي التي لا تظهر تقاسيم جسدي، فالتحفظ كان اساس تربيتي فانا من عائلة عرفت بالتقوى والزهد، كل فرد منها قرأ عشرات بل مئات الكتب الدينية وابي كان عالما مجتهدا تقف الدنيا له احتراما واجلالا. انتظرت منه جوابا لسؤالي بعد ان انتهى من توصيفي بالملكة، والناقة، والانسانة الخام، نظر اليّ نظرة خارقة مجمرة ايقظت في داخلي هوس جنوني للحب ولسعته، فقد كان بارعا في السيطرة والسطوة على مشاعري فشعرت بالدفء وتعانقنا بالاصابع المرتجفة ونسيت للحظة سؤالي. احسست ان حياتي فارغة فهو لم يترك بعد هذا الفراق الذي طال شيئا غير وعد انه سيراني. تركني وحيدة، يا لها من تعاسة وانا اخوض حياتي المؤجرة رغما عني تاركة هذا الوجود المدهش بصخبه وعنفوانه. كنت بهدف وامسيت بلا هدف اصارع مخيلتي كالمسحورة دون تخطيط او سبب حقيقي لوجودي، فصوته يتعالى في صدغ راسي كالفؤوس النصلة بعد ان صمتت الايام وتشابهت عندي.. وافيق من خيالي كلما شممت عطره وهو ورثي الوحيد من بقايا حبه، يندلق الفرح في داخلي ويزيح الم والجزع واللوعة وانتشي وانا اتنفس ذكرياته واسمع صوته المحفور في انياط القلب.
عام بعد اخر يرحل، وانا اسبح بالحياة المؤجرة حتى كرهتها وتعلمت منها التعايش مع الخوف من عدم الحصول على الحياة الدائمة، لكثرة ما يوبخني به ابي:
– لا تفتحي يا جوهرتي باب الظلام المخيف ..
بهذه الكلمات الروحانية اجتزت كل افكاري وتوقفت مخيلتي وكل تأملاتي، وصحوت على حب اكبر يشغلني، أكبر من كل المديات يتراكم في نفسي ويفيض من روحي وتعلنه ذاتي بشكل عملي لكل من حولي، حتى في أحلامي ابحث داخل حلمي عن نفسي وذاتي .لقد تغيرت وانا انتزع افكارا مسطحة من راسي فعلمت انني قد سقطت من قمة عالية الى هواية سحيقة ومن ثم بدأت ارتفع من الهاوية الى القمة ولست مستعدة الى الرجوع رغم بطء خطواتي، فحين نحترف اجتياز الحياة المؤجرة حتما سنقتل حبها المؤقت استعدادا لحب أكبر في الحياة الحقيقية.
[email protected]
– هل حبي لك حرام…؟
لم يرد على سؤالي بل بدأ يتغزل بي، معلنا اعجابه بوجهي الذي يشبه القمر ببياضه، وبشعري الذي لم ير منه حتى خصلة، وبعيوني الدائرية المعتمة بالسواد تفيض نورا، وبتنسيق ملابسي التي لا تظهر تقاسيم جسدي، فالتحفظ كان اساس تربيتي فانا من عائلة عرفت بالتقوى والزهد، كل فرد منها قرأ عشرات بل مئات الكتب الدينية وابي كان عالما مجتهدا تقف الدنيا له احتراما واجلالا. انتظرت منه جوابا لسؤالي بعد ان انتهى من توصيفي بالملكة، والناقة، والانسانة الخام، نظر اليّ نظرة خارقة مجمرة ايقظت في داخلي هوس جنوني للحب ولسعته، فقد كان بارعا في السيطرة والسطوة على مشاعري فشعرت بالدفء وتعانقنا بالاصابع المرتجفة ونسيت للحظة سؤالي. احسست ان حياتي فارغة فهو لم يترك بعد هذا الفراق الذي طال شيئا غير وعد انه سيراني. تركني وحيدة، يا لها من تعاسة وانا اخوض حياتي المؤجرة رغما عني تاركة هذا الوجود المدهش بصخبه وعنفوانه. كنت بهدف وامسيت بلا هدف اصارع مخيلتي كالمسحورة دون تخطيط او سبب حقيقي لوجودي، فصوته يتعالى في صدغ راسي كالفؤوس النصلة بعد ان صمتت الايام وتشابهت عندي.. وافيق من خيالي كلما شممت عطره وهو ورثي الوحيد من بقايا حبه، يندلق الفرح في داخلي ويزيح الم والجزع واللوعة وانتشي وانا اتنفس ذكرياته واسمع صوته المحفور في انياط القلب.
عام بعد اخر يرحل، وانا اسبح بالحياة المؤجرة حتى كرهتها وتعلمت منها التعايش مع الخوف من عدم الحصول على الحياة الدائمة، لكثرة ما يوبخني به ابي:
– لا تفتحي يا جوهرتي باب الظلام المخيف ..
بهذه الكلمات الروحانية اجتزت كل افكاري وتوقفت مخيلتي وكل تأملاتي، وصحوت على حب اكبر يشغلني، أكبر من كل المديات يتراكم في نفسي ويفيض من روحي وتعلنه ذاتي بشكل عملي لكل من حولي، حتى في أحلامي ابحث داخل حلمي عن نفسي وذاتي .لقد تغيرت وانا انتزع افكارا مسطحة من راسي فعلمت انني قد سقطت من قمة عالية الى هواية سحيقة ومن ثم بدأت ارتفع من الهاوية الى القمة ولست مستعدة الى الرجوع رغم بطء خطواتي، فحين نحترف اجتياز الحياة المؤجرة حتما سنقتل حبها المؤقت استعدادا لحب أكبر في الحياة الحقيقية.
[email protected]