زكريا الشيخ أحمد - هي هكذا يا صاحبي.. شعر

بالرغمِ مِنْ يقيني انَّ الماضي
ليسَ سوى صخرةٍ نسعى جاهدين لتسلقِها
بغيةَ بلوغِ المستقبلِ ،
إلّا انَّهُ ليسَ مِنَ السهولةِ أبداً تسلقُها .
إنَّكَ لنْ تنجحَ
لنْ تنجحَ أبداً بتسلقِها مهما حاولْتَ
ليسَ لأنَّكَ ضعيفٌ
و لكن لأنَّك مثقلٌ بأحمالِكَ و اوجاعِكَ .
الأحمالُ تعيقُنا يا صاحبي ،
تُشغِلُنا ،
تحطمُنا ،
تشلُّ قدرتَنا على الحركةِ
فلا نستطبعُ المشيَ في طريقٍ منحدرٍ
فما بالُكَ بتسلقِ صخرةٍ ؟
لا اقصدُ هنا تحطيمَ أحدٍ
و لا كسرَ معنوياتِهِ
و لكنَّها هكذا يا صاحبي .
إنْ أردْتَ أنْ تخطو خطوةً بإتجاهِ الصخرةِ
عليك انْ تخففَ أثقالَكَ
و الافضلُ أنْ تتخلصَ منها كلَّها
كي تتسنى لكَ فرصةُ تسلقِها
بكلِّ خفةٍ و رشاقةٍ ،
إنْ كنْت تريدُ رؤيةَ المستقبلِ .
كلُّ ما سبقَ ليسَ مهماً
لأنَّهُ لا جدوى مِنْ رؤيةِ المستقبلِ
إنْ لمْ تكنْ تملكُ القدرةَ على تخليصِ البشريةِ مِنْ آلامِها .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى