وساط جيلالي - وَسَاوس.. أقصوصة

كانت تمشي أمامي على بُعد بِضعة أمتار، شابة في مُقْتبل العُمْر ، ترتدي سروال جينز وقميصاً صوفيا وتنتعل حذاءً رياضيا ، وتحمل في يدها كِتاباً.
كانت تمشي الهُوَيْنى وبين الفينة والأخرى تتوقّفُ وتتصفَّحُ الكِتاب ، وفجأة وعلى حين غرّة بَرزت من الشّارع الجانبي سيّارة تسير بِسُرعة جنونية ، صدمت الفتاة صدمة عنيفة وطوََّحَتْها في الهواء قبل أن تسقط جثة هامدة على الطّوار ، وحين اِقتربت منها كانت عيناها الجميلتان اللتان فارقتهما الحياة وكأنّهما تنظران إلى السماء ، بينما انفرجت شفتاها عن اِبتسامة غريبة ، وفوق بِرْكَةِ الدَّم الصّغيرة استقر الكتاب ، كان غِلافه أبيضاً وباللون الأسود كُتِبَ العُنْوان : " الطّريقة المُثلى لِكَيْ تتخلّص من وَساوِسك " ، ولم يكن باستطاعتي تَبَيُّنِ اِسم المُؤَلِّف لأن بُقعة من السَّائل الأحمر كانت قد غطَّته