سالم المساهلي - اعتداد.. شعر

مقامِي رحَابٌ في قُلوبِ أولِي الفَضْلِ = تَشُدّ انتِمَائِي للمَكارِمِ والوَصْلِ
تُبادِلُني صِدْقَ الوِدَادِ .. سَجيّةً = وتَحْفَظُني ممّا يَسُوءُ مِنَ الفِعلِ
إذا ضَيّقَ السّاعُونَ دَربَ مَسَافَتِي = هُمُ بَسَطُوا الآفَاقَ .. بالحُبّ والبَذْلِ
فَيَا أيّها المَسْكُونُ بالوَهْم بَائسًا = تُحَاولُ طَمسَ البَدرِ بالنّفْخِ والنَّبْلِ
تَبعثَر دُخَانًا .. أوْ غُبَارًا مُشَتّتًا = يُدَاسُ ذَلِيلاً .. بِالسَّنَابِكِ وَالنّعْلِ
وَحَاوِلْ مَتَى مَاشِئتَ كَبحَ سَحَائبِي = سَيَجرٍفُكَ السّيلُ المُبَشِّرُ بالوَيْلِ
تُبَعثِرُك الأرياحُ في كلّ وجهةٍ = وتَشقى بِمَا تَقْتاتُ مِن مَطْعَم الجَهْلِ
لأبقَى عَلى التّارِيخِ مَحضَ قصِيدَة = تردّدُها الأيّامُ في القَلبِ والعَقلِ
يَلُوذُ بِها العُشّاقُ خَيمَةَ بَوحِهِم = ويَشْدُو بِهَا الأجْوادُ في مَوكِبِ الحَفْلِ
وتَحْفظُها طُولَ الزّمَانِ عُرُوبَةٌ = تَغَنّت بِها .. بَينَ المَرابِعِ والأهْلِ
تَصُولُ بِهَا الأشْواقُ عِزًّا وهِمّةً = ويَزْهُو بِهَا الأحْرارُ فِي كَرّةِ الخَيْلِ
فَكَيفَ تُرَى تَقْوَى عَلَى الصّبْرِ لَمْحَةً = إذَا حَمْحَمَ الشِّعْرُ المُجَلجِلُ في الفَحْلِ
ودَارَت رَحَى الوجدَان تَغْلِي بَرَعدِهَ = ودَمْدَمَ عَصْفُ الرّوحِ بالرّعدِ والسّيلِ ؟!
سَتَسْهو عَن المَحْيا وتَخْلُو مُطارَدًا = بِلَا لَقَبٍ، تَطوِي المَتَاهةَ في الرَّملِ
وَتُنسَى .. كَما الأضْغاثُ بَعدَ نبَاهَةٍ = وتَذكُرُنِي الأقمَارُ في حُلكَةِ اللّيْل.

سالم المساهلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى