مروى بديدة - كما ينمو زهر الخشخاش.. شعر

كما ينمو زهر الخشخاش غير منبوذ
غريرا و وهاجا
يحرسه ضياء الشمس
و على حرارتها يصعد و ينحني
كما يضم دوري جريح ريشاته و يتداوى بالدفء
الرباني
كذا في مساحة سحرية براقة لا يكدرها غيم و لا يجمدها صقيع
يولد أمر ما بين شخصين
سحر طبيعي و غير مصنوع
هالة تضيء القلوب كالكوارتز على سفوح الجبال الرمادية...
شخصان يفسحان المجال لتناغم هائل و عجيب
من الأعماق
ينبثق شعور ما أكثر مرونة و إستمرارية من الغراميات التي قد تموت
إنها الألفة التي توحد ثنائيا
في ما مضى كان كلاهما غريبا و وحيدا ..
ثمة أمان سرمدي يخترق قلبيهما و يستقر هناك
إنها الألفة أكثر لمعانا من الحب و أكثر جدوى
كل الموجودات التي بدت ساطعة ثم ذبلت بعد حين
كانت خاوية من ذاك الإنفلات الغزير و المخملي
الذي يسمونه "الإنسجام"
حين تتآلف الثقوب كي تصنع للناي لحنا
حين تتعاضد أشياء متفرقة كي تصنع بهجة كاملة
حينها فقط سيترعرع الحب دون نهاياته المعتادة
ثمة لطف حقيقي يرافق القلوب
فيجعل فكرة الفراق مستحيلة ...
ثمة إنصهار ناعم و عميق تلتحم به الأشكال المتناثرة لتصير شكلا واحدا يصمد طويلا و لا يندثر...
دائما ثمة سر عظيم يفوق معنى أن يحب أحدنا الآخر...
أبدا لم يكن الحب كافيا كي نفنى من أجل بعض
إنها الألفة ،ذاك الذوبان الغريب الذي يجعل كلينا واحدا.. و لا ننشطر


مروى بديدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى