جعفر الديري - الفرنسي جين لامبرت: مقومات عالمية للفن المغربي.. فن تشكيلي

كتب – جعفر الديري

قال الفنان والناقد الفرنسي جين لامبرت ان الفن العربي والفن المغربي بخاصة يمتلك من المقومات ما يجعله فنا عربيا ذو توجه عالمي، مدلل على ذلك بالنظرة الشبابية الجديدة للفن والتي أعطت الفنان الشاب مساحة رحبة للمشاركة في المنتوج العالمي وفق مواصفات عربية محلية.
وأضاف لامبرت في الورقة التي قدمها ضمن ندوة "أية خصوصية للفن العربي في العالم المعاصر" في مركز البحرين الدولي للمعرض في المنامة: انطلاقا من أن الفن غير موجود بصورة أنطولوجية ولكنه ما يقوم به الفنانون، نستطيع القول أنه توجه ذاتي يحاول في عالم اليوم أن ينظم نفسه في كل مناطق العالم، اذ أن المتاحف الفنية انتشرت اليوم وأصبح عددها يقارب الألفين متحف على عكس ما كان عليه الأمر في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

جماعة كبرى الفرنسية

واستدرك مستعرضا علاقته بجماعة (كبرى الفرنسية) "ولكني لا أستطيع تناول جميع المدارس والفنانين، لذلك سأتناول مجموعة فنية كنت متصلا بها وعارفا لخطواتها، وأعني بها (مجموعة كبرى) من الفنانين الشباب الذين كانوا يركبون تجاربهم مع السريالية دون عقلانية كبيرة، اذ كانوا يسعون الى وضع نقاط التقاء بين السريالية والفن التجريدي، الذي يعتبر أكبر اختراع لكونه أعطى حياة للأشكال والألوان.
وأضاف: هؤلاء الفنانين سافروا الى أكثر بلدان العالم والى شمال أفريقيا بالتحديد، الأمر الذي مكنهم ومكنني من الالتقاء بمجموعة من الفنانين المغربيين وأخص منهم بالذكر أحمد الشرقاوي الذي كان يحاول ما أمكنه وضع تصور للفن العربي حينما قال أن الفنان العربي هو الشخص الذي يطالب أن يكون عربيا يعلن انتماءه هذا. لذلك كان الشرقاوي متحررا في اختيار وسائله واتجاهاته في الفن شانه شأن الفنان محمد القاسمي الذي قال أن على الفنانين المغربيين أن يضعوا القطيعة بينهم وبين الأفكار القديمة.

إعادة مفهوم الفن المعاصر

وتابع لامبرت مشددا على اعادة مفهوم الفن المعاصر: انني أشدد ومن منطلق تواجدنا في القرن الواحد والعشرين على اعادة مفهوم الفن المعاصر، اذ أن هناك ظاهرة فنية عالمية تهم أميركا الشمالية والشمال الأفريقي وهي ظاهرة تجاوز الفن، فالملاحظ أن أن الفنانين توقفوا عن انتاج منتوجات فنية متحولين الى أعمال فنية متحررة نوعا ما، فنذكر منهم مثلا "روبير فليون" الذي اهتم بالفن العربي عموما والذي كانت له كلمة شهيرة تقول "أن الفن هو ما يجعل الحياة أهم من الفن" ذلك أن هذه النظرة للفن خلقت علاقة بين اللوحة الفنية والنحت، وأسست طريقة فنية جديدة شملت الفيديو والفن البصري، فلم يعد الفن عمل سياسي ديني صارم بل أضحى أيضا لعبا بالأشكال أو بالذاكرة، يمارسه الفنانون لأجل الولوج الى الحياة التي يرغب الفنانون الشباب في تغييرها، عن طريق أفكار تمر من ذهن الفنان الى الجمهور.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى