وماذا يفعلُ الجائعُ؟
تحترقُ أعضاؤه في الليل
ولا أحدَ يطفئُ هذا الحريقَ
الخريفُ مازالَ بعيدًا
فلا تكوني بخيلةً
ولاتحبسي العسلَ الذي يتسرَّبُ
من بين ساقيكِ
ذلك العسلُ جنةُ الشيطانِ على الأرضِ
وابتسامةُ اللهِ للكائنات
**
لاأحدَ ينتبهُ لرائحةِ ألمي
للدماءِ السائلةِ من جدرانِ غرفتي
لصراخِ الشجرةِ النائمةِ في فراشي
يبدو أن الموتى
الذين يعيشون معي في المنزلِ
قد صنعوا من قلوبِهم القاسيةِ
قبورًا عازلةً للمشاعر
**
أحيانًا أتحدَّثُ بالهاتفِ
لساعاتٍ مع حبيبتي
أذهبُ للمقهى وأنظرُ إلى الساعةِ بقلقٍ
لتأخُّرِها عن الموعدِ
أبعثُ رسائلَ على ظهرِ طائراتٍ ملونةٍ
تحملُ قلبي الملتهبَ إليها
في الحقيقةِ ليست لي حبيبةٌ
وأكره الأغبياءَ الذين يُقبِلون على الانتحار
أنا أحدُ المجانينِ الحالمينَ
بصدرِ امرأةٍ لم تقترب منه يدٌ آثمةٌ
أموتُ عليهِ بينما الحليبُ
يَنفرِطُ من أطرافِ شَفَتَيَّ
**
لماذا تخافين من ثقبٍ جديدٍ في قلبِكِ؟
هل تعرفين أن كثرةَ الثقوبِ
تطردُ الظلامَ وتزيلُ الحدودَ؟
التي تُتقنين غَزْلَها من اللطماتِ المفاجئةِ
أنتِ أجملُ امرأةٍ لأنكِ هشةٌ وخجولةٌ
أعلمُ تمامًا أن العمرَ يرسلُ إشاراتٍ خاطئةً
وأن نقطةَ الالتقاءٍ بيننا هي نقطةُ الهجرانِ
وأن الهجرانَ عشقٌ يضُخُّ الأكسجين في المرضى
وأنا مريضٌ بابتسامتِكِ التي لم يرها أحدٌ
لايعنيني ابتسامتَكٍ الصفراءَ
تريدين أن تكوني مطبًا يكبَحُ اللصوصَ
كل الذين يتملقون وجهَكِ أغبياءٌ
يجهلون أنه قِنَاعٌ من الثَّلج
يحتاجُ إلى مغامرةٍ مستحيلةٍ
للوصولِ إلى المياهِ الدافئةِ
يبدو أننا أرواحٌْ مشروخةٌ
غيرَ قابلةٍ للالتئامِ مرةً أخرى
كمال أبو النور
تحترقُ أعضاؤه في الليل
ولا أحدَ يطفئُ هذا الحريقَ
الخريفُ مازالَ بعيدًا
فلا تكوني بخيلةً
ولاتحبسي العسلَ الذي يتسرَّبُ
من بين ساقيكِ
ذلك العسلُ جنةُ الشيطانِ على الأرضِ
وابتسامةُ اللهِ للكائنات
**
لاأحدَ ينتبهُ لرائحةِ ألمي
للدماءِ السائلةِ من جدرانِ غرفتي
لصراخِ الشجرةِ النائمةِ في فراشي
يبدو أن الموتى
الذين يعيشون معي في المنزلِ
قد صنعوا من قلوبِهم القاسيةِ
قبورًا عازلةً للمشاعر
**
أحيانًا أتحدَّثُ بالهاتفِ
لساعاتٍ مع حبيبتي
أذهبُ للمقهى وأنظرُ إلى الساعةِ بقلقٍ
لتأخُّرِها عن الموعدِ
أبعثُ رسائلَ على ظهرِ طائراتٍ ملونةٍ
تحملُ قلبي الملتهبَ إليها
في الحقيقةِ ليست لي حبيبةٌ
وأكره الأغبياءَ الذين يُقبِلون على الانتحار
أنا أحدُ المجانينِ الحالمينَ
بصدرِ امرأةٍ لم تقترب منه يدٌ آثمةٌ
أموتُ عليهِ بينما الحليبُ
يَنفرِطُ من أطرافِ شَفَتَيَّ
**
لماذا تخافين من ثقبٍ جديدٍ في قلبِكِ؟
هل تعرفين أن كثرةَ الثقوبِ
تطردُ الظلامَ وتزيلُ الحدودَ؟
التي تُتقنين غَزْلَها من اللطماتِ المفاجئةِ
أنتِ أجملُ امرأةٍ لأنكِ هشةٌ وخجولةٌ
أعلمُ تمامًا أن العمرَ يرسلُ إشاراتٍ خاطئةً
وأن نقطةَ الالتقاءٍ بيننا هي نقطةُ الهجرانِ
وأن الهجرانَ عشقٌ يضُخُّ الأكسجين في المرضى
وأنا مريضٌ بابتسامتِكِ التي لم يرها أحدٌ
لايعنيني ابتسامتَكٍ الصفراءَ
تريدين أن تكوني مطبًا يكبَحُ اللصوصَ
كل الذين يتملقون وجهَكِ أغبياءٌ
يجهلون أنه قِنَاعٌ من الثَّلج
يحتاجُ إلى مغامرةٍ مستحيلةٍ
للوصولِ إلى المياهِ الدافئةِ
يبدو أننا أرواحٌْ مشروخةٌ
غيرَ قابلةٍ للالتئامِ مرةً أخرى
كمال أبو النور
