" تنويعات على باب الحاء " الديوان الشعري الثاني للشاعر عبد السلام مصباح، وقد جاء في حلة قشيبة، عن مطبعة دار القرويين/ حي الأسرة بمدينة الدار البيضاء، سنة 2011 يقع في مائة وست وعشرين صفحة، من الحجم المتوسط، ضم بين دفتيه ثماني عشرة قصيدة.
حين تضع بين يديك ديوان الشاعر عبد السلام مصباح، لتقرأ ما جادت به قريحته من أشعار، وما فاضت به روحه من خلجات، تدهشك اللغة الباذخة، التي تنبع صافية، من وجدان رقيق، وترشح عذبة من قلب شفيف، يرسم بها لوحات فنية فائقة الجمال، وينحت من خلالها مشاهد جمالية ساحرة البهاء، يرصعها مستوية الأجزاء، متفقة الأركان، لوحات يتناغم في فضائها أطياف من الرؤى،ومشاهد يتجانس في مجالها ألوان من الآثار، ليحسبها الرائي أنها انفلتت توا، من خيال ملتهب وقاد، وانطلقت فورا، من فكر متقد وثاب، تشعربها، أنها تتصادى في روحك كموجات هادئة، و تتهادى في نفسك كذبذبات خافتة
نورستي ،
حين أطلقت عيناك
على قلبي
الطلقة الأولى
عربدت في بستان العمر
خيول الحلم
وألقت حنينها
وفاكهة أنوثتك
في الصدر
فتسامقت نخلة الألف... اعتراف ص 15.
لغة قصائد الشاعر عبد السلام مصباح لغة المجاز، التي تخرج عن أنماط الكلام العادي، وتنحاز عن التخاطب الجاف الذي يجمد مسافة القرب، لغته لغة الدفق الإنساني، لغة الدفء العاطفي ، لغة التواصل التي تبث الحرارة والوهج، التي تعرب عن صدق العواطف، لغة النجوى التي تبوح بأسرار الوجود، وتفصح عن مكنون القلب،، لغة تكسر رتابة الحياة، وترسم معالم آفاق في امتدادات واسعة، وفيوضات رحبة، يكاد يكون المجاز فيها الأداة الطاغية في تشكيل عوالمه التخييلية، والوسيلة المهيمنة في بناء أكوانه التصويرية..
سيدتي
كان طموحي محدودا جدا
وبسيطا جدا...
كان طموحي
أن نختار اللحظات السكرى
ونناوش حلما
يتلاطم في صدرينا
كي يسمعنا آيات الفرح الطافح
في عينيك... قصيدة طموح ص 31.
لغة استعارية ، تكاد تمزج عالمين في تجربة الوجود:العالم الجواني مع العالمي البراني في تناغم مومض، وتناسق وهاج، حتى لتحسب أن الحياة الفضلى التي يحلم بها، الشاعر عبد السلام مصباح، هي التي تجري على أرض الواقع بنسغها الزاخم، وهي التي تقع على ساحة مسرح الحياة، بمائها الجارف، الذي يمنح المشاهد عنفوان السحر، ويضخ في صورها حدة الدهشة.
سيدتي،
أيتها المتدهشة
كيف تدبج رعشتك الكبرى
أشعارا
ورسائل
رغم مرارات اللحظة،
أو كيف تخط مديحا
ومواويل
توقعها فوق رباب الجسد المثخن
بالجذب
وبالقهر...
قصيدة سيدتي تفتح للعشق خزائنها ص43 و44.
خيال الشاعر عبد السلام مصباح جامح، يرسم اللوحات الجمالية بريشة الروح، وينحت التماثيل الفنية بمداد القلب، فتخرج شفيفة، زاخرة بنبض الحياة، رقيقة حافلة بخفق التجربة، في عمق وقوة، تجعل الفصول تتراءى أمام شاشة ذاكرة القارئ، غنية بالمعاني، ثرية بالمضامين.
وتجتاح شراييني
تلبسني
تتوغل في وجعي
فيهيج النبض
يهيج الشوق
فأشهى ثمرتها العذراء
وحين أمد يدي كي أقطفها
تفتح نافذة في الحرف المنذور ..قصيدة زيارات ص 72.
الشعر انفتاح بليغ على آفاق دلالية جديدة، ورؤى مجددة ، تصدح بالزخم والقوة والتنوع: الحب، الصداقة، الحلم، الأمل، الطموح،الزمن، البوح، الجنون، الإلهام ، الانصهار،الزمن،الفضاء الشاسع،بأرضه وسمائه، وكل الموجودات من نبات وماء وغيم ومطر، الأوطان، الغدر، التخاذل، التشتت... كل هذه الموضوعات ستجد أن الشاعر عبد السلام مصباح، استلهم معانيها، واستوحى مضامينها من تجاربه الخصبة في الحياة، ومسيرة طويلة في الإبداع..
جموع الأحبة
أتينا...
لنوقد بالحب....
- قصيدة بطاقات إلى الغاوين ص 89.
عراق...
سلام الفصول الخصيبه
وسيدة المطر
لبغداد والكوفة....108.
حسيمة ،
سلاما...
سلاما أيتها الخزامى المتخفية
خلف اشراقة الحلم.....قصيدة بطاقات إلى مدينة الفنيق ص 113و 114.
نام محمد،
نام على إيقاعات الغضب المتوهج
والغضب الحافل بالروعة... قصيدة الطفل القدسي ص 121.
هذه بعض المعالم الفنية التي ميزت ديوان" تنويعات على باب الحاء" للشاعر المتألق عبد السلام مصباح، وبعض الملامح الجمالية التي حاولنا أن نبسط بعض جواهرها الشعرية، ونعرض بعض دررها الإبداعية، بإيجاز شديد، وأنا متأكد أن قارئ الديوان سيقف على قيم جمالية كثيرة يزخر بها الديوان، وسيشعر أن قراءته للديوان ستحدث في نفسه رجفة، هي ثمرة تذوق فني، وبذرة استمتاع جمالي لتنويعات على باب الحاء ...
عبد العزيز أمزيان
الملحق الثقافي لجريدة العلم ، ليوم الغد 19/12/2019
حين تضع بين يديك ديوان الشاعر عبد السلام مصباح، لتقرأ ما جادت به قريحته من أشعار، وما فاضت به روحه من خلجات، تدهشك اللغة الباذخة، التي تنبع صافية، من وجدان رقيق، وترشح عذبة من قلب شفيف، يرسم بها لوحات فنية فائقة الجمال، وينحت من خلالها مشاهد جمالية ساحرة البهاء، يرصعها مستوية الأجزاء، متفقة الأركان، لوحات يتناغم في فضائها أطياف من الرؤى،ومشاهد يتجانس في مجالها ألوان من الآثار، ليحسبها الرائي أنها انفلتت توا، من خيال ملتهب وقاد، وانطلقت فورا، من فكر متقد وثاب، تشعربها، أنها تتصادى في روحك كموجات هادئة، و تتهادى في نفسك كذبذبات خافتة
نورستي ،
حين أطلقت عيناك
على قلبي
الطلقة الأولى
عربدت في بستان العمر
خيول الحلم
وألقت حنينها
وفاكهة أنوثتك
في الصدر
فتسامقت نخلة الألف... اعتراف ص 15.
لغة قصائد الشاعر عبد السلام مصباح لغة المجاز، التي تخرج عن أنماط الكلام العادي، وتنحاز عن التخاطب الجاف الذي يجمد مسافة القرب، لغته لغة الدفق الإنساني، لغة الدفء العاطفي ، لغة التواصل التي تبث الحرارة والوهج، التي تعرب عن صدق العواطف، لغة النجوى التي تبوح بأسرار الوجود، وتفصح عن مكنون القلب،، لغة تكسر رتابة الحياة، وترسم معالم آفاق في امتدادات واسعة، وفيوضات رحبة، يكاد يكون المجاز فيها الأداة الطاغية في تشكيل عوالمه التخييلية، والوسيلة المهيمنة في بناء أكوانه التصويرية..
سيدتي
كان طموحي محدودا جدا
وبسيطا جدا...
كان طموحي
أن نختار اللحظات السكرى
ونناوش حلما
يتلاطم في صدرينا
كي يسمعنا آيات الفرح الطافح
في عينيك... قصيدة طموح ص 31.
لغة استعارية ، تكاد تمزج عالمين في تجربة الوجود:العالم الجواني مع العالمي البراني في تناغم مومض، وتناسق وهاج، حتى لتحسب أن الحياة الفضلى التي يحلم بها، الشاعر عبد السلام مصباح، هي التي تجري على أرض الواقع بنسغها الزاخم، وهي التي تقع على ساحة مسرح الحياة، بمائها الجارف، الذي يمنح المشاهد عنفوان السحر، ويضخ في صورها حدة الدهشة.
سيدتي،
أيتها المتدهشة
كيف تدبج رعشتك الكبرى
أشعارا
ورسائل
رغم مرارات اللحظة،
أو كيف تخط مديحا
ومواويل
توقعها فوق رباب الجسد المثخن
بالجذب
وبالقهر...
قصيدة سيدتي تفتح للعشق خزائنها ص43 و44.
خيال الشاعر عبد السلام مصباح جامح، يرسم اللوحات الجمالية بريشة الروح، وينحت التماثيل الفنية بمداد القلب، فتخرج شفيفة، زاخرة بنبض الحياة، رقيقة حافلة بخفق التجربة، في عمق وقوة، تجعل الفصول تتراءى أمام شاشة ذاكرة القارئ، غنية بالمعاني، ثرية بالمضامين.
وتجتاح شراييني
تلبسني
تتوغل في وجعي
فيهيج النبض
يهيج الشوق
فأشهى ثمرتها العذراء
وحين أمد يدي كي أقطفها
تفتح نافذة في الحرف المنذور ..قصيدة زيارات ص 72.
الشعر انفتاح بليغ على آفاق دلالية جديدة، ورؤى مجددة ، تصدح بالزخم والقوة والتنوع: الحب، الصداقة، الحلم، الأمل، الطموح،الزمن، البوح، الجنون، الإلهام ، الانصهار،الزمن،الفضاء الشاسع،بأرضه وسمائه، وكل الموجودات من نبات وماء وغيم ومطر، الأوطان، الغدر، التخاذل، التشتت... كل هذه الموضوعات ستجد أن الشاعر عبد السلام مصباح، استلهم معانيها، واستوحى مضامينها من تجاربه الخصبة في الحياة، ومسيرة طويلة في الإبداع..
جموع الأحبة
أتينا...
لنوقد بالحب....
- قصيدة بطاقات إلى الغاوين ص 89.
عراق...
سلام الفصول الخصيبه
وسيدة المطر
لبغداد والكوفة....108.
حسيمة ،
سلاما...
سلاما أيتها الخزامى المتخفية
خلف اشراقة الحلم.....قصيدة بطاقات إلى مدينة الفنيق ص 113و 114.
نام محمد،
نام على إيقاعات الغضب المتوهج
والغضب الحافل بالروعة... قصيدة الطفل القدسي ص 121.
هذه بعض المعالم الفنية التي ميزت ديوان" تنويعات على باب الحاء" للشاعر المتألق عبد السلام مصباح، وبعض الملامح الجمالية التي حاولنا أن نبسط بعض جواهرها الشعرية، ونعرض بعض دررها الإبداعية، بإيجاز شديد، وأنا متأكد أن قارئ الديوان سيقف على قيم جمالية كثيرة يزخر بها الديوان، وسيشعر أن قراءته للديوان ستحدث في نفسه رجفة، هي ثمرة تذوق فني، وبذرة استمتاع جمالي لتنويعات على باب الحاء ...
عبد العزيز أمزيان
الملحق الثقافي لجريدة العلم ، ليوم الغد 19/12/2019