مؤمن سمير - تصعدُ وتنطفئُ ، رويداً رويداً.. شعر

منذ كنتُ طفلاً
وأنا أتسلل للبيت المواجه لبيتنا
وأُطَيِّرُ أعقاب السجائر
فيهتز وأنا أضحك.
بيتٌ غامضٌ وحزين
وأرواح الذين جاسوا في ذكرياتهِ
قلقةٌ
وعيونها زائغة.
حملتُ فتاتي
وأنزلتها من فوق السورِ
وأنا أُمَنِّي نفسي بقبلاتٍ
تَرشُقُ في السماء
لكني كلما قفزتُ وجدتُ طائراً
ينقرُ المُتَبقِي من حبيبتي
، من أريج حبيبتي بالأحرى..
ابتلع البيتُ مَلاكي
وتركني أشبهُ عيون الطائر
التي تصعدُ وتنطفئُ رويداً رويداً.
بعدها أخفيتُ مع رفاقي الكنز
ودخلنا لاقتسامِ النشوةِ
بينما شركائي يصيرون عجائزَ
في نفس اللحظةِ
بلا ضحكاتٍ ولا حتى روائح..
أيها القبر الملون الملعون
الضاغطُ على قلبي من الصباح للمساء
سحبت الصوت من حلقي سنواتٍ
كنتُ أخافُ فيها حتى أن أحلم..
حتى كومة السجائر
التي كنتُ أختفي وراءها
في قلب المعركة
كانت الريحُ السوداءُ تدورُ وترقص
لتشدَّها مع روحي من المخابئ
فَأَتَّكِئ على ظِلِّي
وأتهيأ للسَيْرِ طويلاً
وبيننا جدرانٌ
ولحيةٌ كلما تشتعلُ
تطولُ
وتطولُ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى