تشكيليون بحرينيون: غياب الاهتمام الشعبي وليس الرسمي وراء تراجع الفن التشكيلي.. حوار أجراه - جعفر الديري

حوار أجراه - جعفر الديري

هل تراجع الفن التشكيلي في البحرين؟ أم أن هناك من التجارب ما يؤكد تجدده وتطوره؟ يجيب التشكيلي عباس يوسف: ان الإجابة على هذا السؤال تفتقد لوجود الحركة النقدية التي يمكن الركون إليها في إعطاء هذا الحكم، وأتصوار أنه من الصعوبة بمكان إطلاق الأحكام جزافيا بهذا الشأن، والسبب واضح وهو غياب الحركة النقدية ولو الانطباعية التي يمكن أن تساهم في تحديد مستويات أو إلقاء الضوء على مستويات معينة حتى من جيل التسعينيات يمكن للمتتابع أن يسبرها. فالملاحظ أن هناك غيابا تاما لهذا الجانب وهو من الأسباب الرئيسية التي كان يمكن لها أن تساهم في إبراز وجود مجموعة هنا أو هناك. فهناك ضياع حقيقي. ومن يريد دراسة أي ظاهرة من الظواهر التي لها علاقة بالجانب التشكيلي سيتورط بهذا المطب العميق وهو توافر عدم توافر المتابع والكاتب.
ويضيف يوسف: من ناحية أخرى أجد أنه في ظل عدم تواجد الجماعات التشكيلية - ان صح التعبير- أو حتى المعارض الجماعية التي تتكون من ثلاثة أو أكثر من الفنانين التشكيليين - ولا أعني معارض الجمعيات - ومساهمتها بشكل أو بآخر على عملية النقاش وغياب المحاورة والطرح كل ذلك شكّل تراجعا فوجدنا شحة اصدار البيانات الفنية للجماعات الفنية التي عادة ما تصدر بيانات حول الفن وعن انطلاقها ومبادئها وفلسفتها.

غياب النقد

أمَّا التشكيلية نبيلة الخير فتجد أن الفن التشكيلي في البحرين متقدم أسوة بمثيلاته في دول الخليج وان كانت تجد أن غياب الدعم الرسمي وغياب دور الاعلام في خدمة الفنان التشكيلي البحريني ساهما بشكل كبير في تراجعه على رغم حضوره الكبير.
وتضيف الخير: أرى أن هناك تطورا وخصوصا من قبل جيل الشباب الجديد الذين يمتلكون الموهبة القدرة والنشاط. وهو أمر يدعوا الى الاستغراب أن حضور الفن التشكيلي بسيط اذا ما قورن بالكمّ الموجود في الفنانين. فمن ناحية نجد أن المعارض الفنية قليلة ومحدودة اذ لا يوجد من مؤسسات الدولة غير مركز الفنون فاذا ما حقق نشاطا للبعض فهناك مجموعة أخرى تحرم من أنشطتها. صحيح أن هناك دورا لجمعية البحرين لفنون التشكيلية ودور لجمعية البحرين للفن المعاصر ولكن يبقى غياب الدعم هو أكثر ما يعيق هذه الحركة. وليس غياب الجمعيات التشكيلية اذ أن هذه الجمعيات توافرت وكان لها هدفها وساهمت كثيرا فالمسألة في غياب الدعم مرة أخرى ثم نحن لسنا بحاجة الى تعدد الجمعيات بقدر ما نحتاج الى دعم الجمعيات الموجودة فيمكن لأي من الجماعات الفنية الدخول في هاتين الجمعيتين والمساهمة ولكن لابد من وجود الدعم.

قلة الأشنطة

غير أن التشكيلي عمر الراشد يرى أن هذا الفن يشهد تراجعا كبيرا كما أن التجارب الشبابية لاتزال ينقصها الخبرة والممارسة حتى تستطيع الظهور بصورة جديدة لهذا الفن. ويرجع أسباب هذا التراجع الى غياب الاهتمام الشعبي حين قل اهتمام الناس بهذا الفن والأمر كذلك مرتبط بعدد المعارض ونوعيتها لذلك نجد ندرة في التجارب الجديدة. أمر آخر وهو قلة التشجيع على المشاركات الخليجية. ناهيك عن أمور أخرى تعيق الفنان كثيرا فمثلا أنا للتو عائد من باريس وقد وجدت أن أسعار أدوات الرسم هناك تقل بمقدار النصف عما هي عليه هنا. وهنا في البحرين قلت الأنشطة كثيرا وحتى الشباب اتجه الكثيرون منهم الى فن الجداريات ونسوا التجارب الفعالة التي يمكن أن يستفاد منها. فهناك مواهب وطاقات ولكن لم يتم الاهتمام بها من خلال تفعيلها وتوجيها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى