أوصدت باب الحجرة جيدا بعد دخل ، تقدمت نحوه بضع خطوات في ثقة و رشد ، و عيناها في مستوى كتفيه ، شفتاها تتضلمان ، ووجنتان كامدتان ممتلئتان ، ملامح جرئية ، و صوت حاد و برود بريطاني عجيب ، هكذا بدت قبل أن تحدثه .
لم أعد أنفعك يا سعد !
تلاشت كل المعاني بداخله ، لم يصدق ما سمع ...ماذا قلت ؟!
لم اعد أنفعك يا سعد !
مادت الأرض من تحتي ، لم أصدق نفسي عندما اتصلت بي ، أن أحضر اليوم لضرورة ، حدثت نفسي و أنا لست نفسانيا بل واقعيا كما تعرفينني ، رقصت من شدة طربي على أغنية عبد الوهاب : " ظلموني و باين في عينهم "
لم انتبه لمعناها الإ الآن ، لم أكن أملك أسبابا كافية لثقتي بنفسي قبل أن أحبك ، و لم أكن مولعا بالأناقة ، كنت أؤثر البساطة و أمضي ، وعندما اتصلت هرعت إلي دولابي ، ومددت يدي على اشيك بذلاتي الغوامق ، ذات الياقات المدببة ، اخترت أكسسوار مناسب لشعري القصير المجعد ، فلم أشأ أن أتركه على طبيعته منكوشا ، في تلك اللحظة عشت خيارات غير محدودة بمجرد اتصال منك ، تعطرت بأفخم العطور الفرنسية ، مذهولا يردد:
ألا تلاحظين ؟!
ماذا فعلت بي ؟ ماذا فعلت بي ؟!
قطعت المسافة بين و بينكم و انا في ارتباك شديد ، ماذا سأقول في تلك اللحظة الاستثنائية ، طالما حلمت بها ، لا اسيطر على قلبي في مكاني ، ألجمت ، حاولت أن أتخفف مما اصابني ، كتبت على ورقة بيضاء ما سأقوله أمامك ، و اعذريني فلست معتادا ان ابتكر كلمات في مثل هذا الموقف ، صعب ان لا تذكر كل في قلبك من مزايا لمن تحبه ، لكني سأقرأ لك ما كتبت ، يخرج الورقة من جيبه بيد لا تكاد تسيطر عليها :
" سأكون مخلصا لك ما حييت ، حتى يبلغ عمري منتهاه ، ستتوكأين على ذراعي و أتوكأ عليك ، فأنت أهم إنسانة ألتقيت بها في حياتي ، ما بقي من عمري لك ، و ليس كافيا ، و ستظلين في عينيي رائعة ، فائقة الجمال .. و لاتنس أن من يحب لا يكون الشخص نفسه ! " .
يتصبب عرقه غير خجول .
تقترب منه ، تربكه بعض الشيء ، تضع يدها على كتفه الأيمن و عيناها الباردتان في عينيه :
كل شيء نصيب ، أنا واثقة أنك ستجد من تستحقك أكثر مني !
في انفجار نادر تنطلق شفتاه : هل أنت مولعة بشخص آخر ؟!
ومن أجله تقتلين ما يحبك بجفاء ، بوسع المرء طبعا اختزال كل شيء _ أتفهمين _ كل شيء حتى نكبته في الحب ، فلقد قرأت في عينيك ملء ثلاثين صفحة على الأقل في وصف ما أقدمت على إعلانه توا.
تميل بوجهها عنه !
أما هو فلم يعد بقادر أن يميز بين ما تحتويه من أفكاره من حقد أو حب في تلك اللحظة.
يدور حولها ، محاولا النظر في عينيها ، لكنها تصر على موقفها ، تشيح بوجهها عنه ، فلقد أصدرت حكمها المبرم لا يقبل طعنا ، يستقر ضغط دمه على معدل ضغط دم الزواحف ، يسقط مغميا عليه .. محزن العجز عن امتلاك الصحة و الحب في آن .. بعدما امتلأت كالمراهق بتلك الانجذابات المضللة ، فالحب مرض لا شفاء منه!
لم يكن قدره محكوما_ كما يظن _ بتعاسته وحدها ، و لا باقتراب انقراضه ، إنما بأشياء تختبيء لم يتوصل إلى سرها بعد .
لم أعد أنفعك يا سعد !
تلاشت كل المعاني بداخله ، لم يصدق ما سمع ...ماذا قلت ؟!
لم اعد أنفعك يا سعد !
مادت الأرض من تحتي ، لم أصدق نفسي عندما اتصلت بي ، أن أحضر اليوم لضرورة ، حدثت نفسي و أنا لست نفسانيا بل واقعيا كما تعرفينني ، رقصت من شدة طربي على أغنية عبد الوهاب : " ظلموني و باين في عينهم "
لم انتبه لمعناها الإ الآن ، لم أكن أملك أسبابا كافية لثقتي بنفسي قبل أن أحبك ، و لم أكن مولعا بالأناقة ، كنت أؤثر البساطة و أمضي ، وعندما اتصلت هرعت إلي دولابي ، ومددت يدي على اشيك بذلاتي الغوامق ، ذات الياقات المدببة ، اخترت أكسسوار مناسب لشعري القصير المجعد ، فلم أشأ أن أتركه على طبيعته منكوشا ، في تلك اللحظة عشت خيارات غير محدودة بمجرد اتصال منك ، تعطرت بأفخم العطور الفرنسية ، مذهولا يردد:
ألا تلاحظين ؟!
ماذا فعلت بي ؟ ماذا فعلت بي ؟!
قطعت المسافة بين و بينكم و انا في ارتباك شديد ، ماذا سأقول في تلك اللحظة الاستثنائية ، طالما حلمت بها ، لا اسيطر على قلبي في مكاني ، ألجمت ، حاولت أن أتخفف مما اصابني ، كتبت على ورقة بيضاء ما سأقوله أمامك ، و اعذريني فلست معتادا ان ابتكر كلمات في مثل هذا الموقف ، صعب ان لا تذكر كل في قلبك من مزايا لمن تحبه ، لكني سأقرأ لك ما كتبت ، يخرج الورقة من جيبه بيد لا تكاد تسيطر عليها :
" سأكون مخلصا لك ما حييت ، حتى يبلغ عمري منتهاه ، ستتوكأين على ذراعي و أتوكأ عليك ، فأنت أهم إنسانة ألتقيت بها في حياتي ، ما بقي من عمري لك ، و ليس كافيا ، و ستظلين في عينيي رائعة ، فائقة الجمال .. و لاتنس أن من يحب لا يكون الشخص نفسه ! " .
يتصبب عرقه غير خجول .
تقترب منه ، تربكه بعض الشيء ، تضع يدها على كتفه الأيمن و عيناها الباردتان في عينيه :
كل شيء نصيب ، أنا واثقة أنك ستجد من تستحقك أكثر مني !
في انفجار نادر تنطلق شفتاه : هل أنت مولعة بشخص آخر ؟!
ومن أجله تقتلين ما يحبك بجفاء ، بوسع المرء طبعا اختزال كل شيء _ أتفهمين _ كل شيء حتى نكبته في الحب ، فلقد قرأت في عينيك ملء ثلاثين صفحة على الأقل في وصف ما أقدمت على إعلانه توا.
تميل بوجهها عنه !
أما هو فلم يعد بقادر أن يميز بين ما تحتويه من أفكاره من حقد أو حب في تلك اللحظة.
يدور حولها ، محاولا النظر في عينيها ، لكنها تصر على موقفها ، تشيح بوجهها عنه ، فلقد أصدرت حكمها المبرم لا يقبل طعنا ، يستقر ضغط دمه على معدل ضغط دم الزواحف ، يسقط مغميا عليه .. محزن العجز عن امتلاك الصحة و الحب في آن .. بعدما امتلأت كالمراهق بتلك الانجذابات المضللة ، فالحب مرض لا شفاء منه!
لم يكن قدره محكوما_ كما يظن _ بتعاسته وحدها ، و لا باقتراب انقراضه ، إنما بأشياء تختبيء لم يتوصل إلى سرها بعد .