عادل سعد يوسف - مِثْلُ طَائرٍ..لا يَرَاه أحَدْ.. شعر

إلَى الشَّهِيد الْمُعَلِّم أحمَد الْخَيْر عَوض الْكَرِيم


يَا اللهُ
سَيَظَلُّ خَفِيفًا
مِثْلَ طَائرٍ يُحَلِّقُ فِي الْفَنَاءِ الْمَدْرَسِيِّ
مِثْلَ شَمْعَةٍ
مِثْلَ قَلَمٍ يَخْرُجُ مِنْ دَفْتَرِ الْحُضُورِ
لِلْحِصَّةِ الأُولَى
وَلا يَرَاه
أحَدْ
يَا اللهُ
سَيَظَلُّ يُهَاتِفُ أصْدِقَاءَهُ فِي الْعِيدِ
وَ يُرْسِلُ رِسَالةَ SMS
لِزَهْرَةٍ فِي حَدِيقَةِ الْبَيْتِ
وَيَنْمُو عَمِيقًا فِي عُيُونِ الصِّغَارِ
وَيَكْتُبُ
حَاءً
رَاءً
يَاءً
تَاءً
وَلا يَرَاه
أحَدْ
يَا اللهُ
سَيَظَلُّ يَذْكُرُ نَافِذَةً فِي حُقُولِ الْقَصَبِ
ثَمَرَةَ قَهْوَةٍ بِيجَاوِيَّةٍ
وَحِذَاءً بِإحْدَى عَشَرَةَ فِكْرَةً
لِسُوقِ الْمَدِينَةِ
وَلا يَرَاه
أحَدْ
.
.
يَا اللهُ
لا شَيْء
.
.
فَقَطْ
سَيُخْبِرُكَ كَلَّ لَيْلَةٍ
أنَّ ثَلاثِينَ كَلْبًا فِي زِنْزَانَةٍ صَغِيرَةٍ
ثَلاثِينَ كَلْبًا عَبْرَ زِنْزَانَةٍ صَغِيرَةٍ وَمُظْلِمَةٍ
كُلَّ يَوْمٍ
يُرْسِلُونَ أجْسَادًا
لِلْمَشْرَحَةْ
يَا اللهُ
سَيُخْبِرُكَ أيْضًا
لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ الْعَادِلَةَ
وَ لِتَكُنْ فَرَادِيسُكَ بَخَمسِ نُجُومٍ
لِيَصْعَدُوا إلَيْكَ دَفْعَةً وَاحِدَةْ
أوْ
لِيَكُنْ جَحِيمُكَ
لا يُشْبِهُ
هَذَا الْوَطَنْ.


عادل سعد يوسف
السودان