هذا الصباح الباكر حزين لأنه لم يسمع خطوات السيدة خدوج .
في اليوم الأخير من كل شهر كانت تستيقظ باكرا، هي تعلم أن مركز البريد لن يفتح بابه الآن ، لكن عليها أن تقيم طقوسها.
تمشط شعرها الذي لم تعد تمشطه إلا في نهاية كل شهر، لا زال - رغم أنه أصبح خفيفا - أسود اللون جميلا، تكحل عينيها البنيتين الصغيرتين، تتفنن في إعداد براد الشاي، تتردد في الاختيار بين جلابيتيها السوداء والزرقاء، تضع بعد أن تتأكد جيدا، دفتر شيكاتها الباهت الملتوي وبطاقة تعريفها في حقيبتها الصغيرة التي اشتراها لها المرحوم قبل أن يموت بأسبوعين، وحين تخرج تغلق الباب بهدوء لكي لا توقظ ابنها المريض .
وهي في طريقها إلى مبنى البريد، يحييها سي علال، يكون قد فتح دكانه الصغير، وتتبعها الكلبة السوداء قليلا ثم تعود إلى مكانها الأثير بجانب الحمام .
تتمنى أن تكون حليمة قد سبقتها هناك، ستجلسان لفترة على الأدراج وتتبادلان الحديث .
والذي يصيخ السمع، يسمع وقع خطوات العجوز السريعة الخفيفة .
لم تستيقظ خدوج باكرا هذا الصباح، لقد نامت للأبد .
في اليوم الأخير من كل شهر كانت تستيقظ باكرا، هي تعلم أن مركز البريد لن يفتح بابه الآن ، لكن عليها أن تقيم طقوسها.
تمشط شعرها الذي لم تعد تمشطه إلا في نهاية كل شهر، لا زال - رغم أنه أصبح خفيفا - أسود اللون جميلا، تكحل عينيها البنيتين الصغيرتين، تتفنن في إعداد براد الشاي، تتردد في الاختيار بين جلابيتيها السوداء والزرقاء، تضع بعد أن تتأكد جيدا، دفتر شيكاتها الباهت الملتوي وبطاقة تعريفها في حقيبتها الصغيرة التي اشتراها لها المرحوم قبل أن يموت بأسبوعين، وحين تخرج تغلق الباب بهدوء لكي لا توقظ ابنها المريض .
وهي في طريقها إلى مبنى البريد، يحييها سي علال، يكون قد فتح دكانه الصغير، وتتبعها الكلبة السوداء قليلا ثم تعود إلى مكانها الأثير بجانب الحمام .
تتمنى أن تكون حليمة قد سبقتها هناك، ستجلسان لفترة على الأدراج وتتبادلان الحديث .
والذي يصيخ السمع، يسمع وقع خطوات العجوز السريعة الخفيفة .
لم تستيقظ خدوج باكرا هذا الصباح، لقد نامت للأبد .