شب شقيا ؛ قدر الكلام لا يبالي ، لا يطيقه أحد و لا يطيق هو أحدا ، تكدست في روحه الخيبات ، الخيبة بعد الخيبة ، فقيرا ، في موعد مع الضجر المتواصل .
سألته : ألا تشعر بالتعب ، كل من حولك ضجروا منك ، لضجرك أنت منهم .
كان كمرفأ لا تزوره سفن ، ليس فيه سوى قطع الحديد الصديء وبقايا مراكب متآكلة ، لاتحبه الرجال ، ولا النساء ، و لا المنازل و لا الطرقات و لا الحدائق لا أحد على الإطلاق ، اعتاد الأمر فلم يعد يبكيه ، كان بيده في أي وقت أن يكون إنسانا ، لكنه أبى بعناد نادر !
استسلم لنوبات من الغضب على نحو عجيب ، فلم يسرق من الحياة ابتسامة رائقة ولو لمرة واحدة ، كأنما يخشى أن يبتسم ؛ فينتهي الظلام ، أو يدهس وردة ، لايريد أن يحيط العالم بلحظة فرح يتيمة ، سرقت منه الدنيا كل شيء ، تفر منه لتبحث عن نفسها بعيدا عنه ، فهذا الصنف لا يغري الحياة عنده بالبقاء .
لا أدري سر شغفه بشهر يونيه غير المبرر، يبدأ الهجوم بروائحه الكريهة كالظربان أو أبي فساء ، مثيرا للقرف ، ينطلق بضغطة زر ، يعرف الأمر برمته جيدا ، أتعجب كيف يتسع وقته لمزيد من قذر الكلام المغوي ، فالبذاءة تنخر عظمه !
قال لي ذات يوم : على طول لساني أحيانا أشعر أن لا أحد يفهمني ، و لا يريد أن يفهمني أحد ، وأنا على يقين أن في هذا العالم من يريد أن يفهمني ، و يشعر بما أشعر به ، فلكم دعوت الله ان يمنحني شخصا يستمر معي من البداية حتى النهاية ، يحمل معي ما يقرفني أنا أيضا ، فقد مللت من عابري السبيل !
بعد إصغائي إليه أجبته : من يدعو إلهه بإخلاص أن يخلصه من أوجاعه بصدق ، يستجاب له ، كي تستمر الحكاية .
غريب الأطوار يثق في ظله ، يزعم أنه لم يخنه يوما في العتمة.
سألته : ألا تشعر بالتعب ، كل من حولك ضجروا منك ، لضجرك أنت منهم .
كان كمرفأ لا تزوره سفن ، ليس فيه سوى قطع الحديد الصديء وبقايا مراكب متآكلة ، لاتحبه الرجال ، ولا النساء ، و لا المنازل و لا الطرقات و لا الحدائق لا أحد على الإطلاق ، اعتاد الأمر فلم يعد يبكيه ، كان بيده في أي وقت أن يكون إنسانا ، لكنه أبى بعناد نادر !
استسلم لنوبات من الغضب على نحو عجيب ، فلم يسرق من الحياة ابتسامة رائقة ولو لمرة واحدة ، كأنما يخشى أن يبتسم ؛ فينتهي الظلام ، أو يدهس وردة ، لايريد أن يحيط العالم بلحظة فرح يتيمة ، سرقت منه الدنيا كل شيء ، تفر منه لتبحث عن نفسها بعيدا عنه ، فهذا الصنف لا يغري الحياة عنده بالبقاء .
لا أدري سر شغفه بشهر يونيه غير المبرر، يبدأ الهجوم بروائحه الكريهة كالظربان أو أبي فساء ، مثيرا للقرف ، ينطلق بضغطة زر ، يعرف الأمر برمته جيدا ، أتعجب كيف يتسع وقته لمزيد من قذر الكلام المغوي ، فالبذاءة تنخر عظمه !
قال لي ذات يوم : على طول لساني أحيانا أشعر أن لا أحد يفهمني ، و لا يريد أن يفهمني أحد ، وأنا على يقين أن في هذا العالم من يريد أن يفهمني ، و يشعر بما أشعر به ، فلكم دعوت الله ان يمنحني شخصا يستمر معي من البداية حتى النهاية ، يحمل معي ما يقرفني أنا أيضا ، فقد مللت من عابري السبيل !
بعد إصغائي إليه أجبته : من يدعو إلهه بإخلاص أن يخلصه من أوجاعه بصدق ، يستجاب له ، كي تستمر الحكاية .
غريب الأطوار يثق في ظله ، يزعم أنه لم يخنه يوما في العتمة.