أ××- متن :
يحدث أن :
تمر بخاطري بعض الذكريات كمشاهد قديمة لفيلم رديء .. هكذا تكون مبتورة السياق .. كأنما ولدت لوحدها .. خارج الزمن وخارج الحياة ..
أحاول أحيانا أن أتذكر أي شيء له صلة بها .. أي صلة .. مهما كان حجمها .. سواء كان أثرا أم تأثيرا أم ارتباط بأحداث أخرى مهما كان شكله .. ولكنني أفشل دائما .. أفشل في معرفة القصة الكاملة لهذا الحدث .. أفشل في معرفة تاريخه .. أفشل حتى في تكوين قصة.. أي قصة .. بالاعتماد على هذا المشهد اليتيم ! .
لا يبدو مقنعا أن أكتب مشهدا وحيدا تحت مسمى " قصة " .. مباشرة , سيحضر ناقد متشنج ويصرخ بي : هذه ليست قصة هذه سوريالية هذه ذكريات بالية هذه ...... لا أدري أنا لا أحفظ المصطلحات , ولكنه سيعمل جهده لينفي هذا المشهد الوحيد من عالم القصص ..! .
المشكلة أن هذه ليست المرة الوحيدة التي يحدث فيها مثل هذا , أعني أن هذا ليس هو المشهد الوحيد الذي أفشل في تذكر ما له أي صلة به , هناك مشاهد كثيرة متناثرة بذاكرتي بهذا الشكل , مشاهد كثيرة لا علاقة لها ببعضها ولا علاقة لها بأي شيء ,مشاهد فقط ..! .
يا الله.. معنى هذا أنني محروم من كتابة القصص , رغم أني أمتلك بذاكرتي هذه الثروة ! .
فكرت أن احتال على هذا الناقد بحيلة خاصة لأتمكن في الأخير من كتابة قصة , أنا مصر على كتابة قصة , حاولت أن أتخيل أحداثا أخرى أكمل بها القصة .. لكنني أحسست أنني أخون ذاكرتي ! , نعم أخونها , أضيف عليها ما ليس فيها , وأنسب لها ما ليس لها ! .
أرجعت البصر كرتين , وحاولت في المرة الثانية أن اختلق رابطا يوحد شمل هذه المشاهد ويضم شتاتها المبعثر .. ولكن هذا الحل خيانة أخرى لذاكرتي..
وبعد أن أعيتني المحاولات , في أن أجعل من هذه المشاهد التعيسة قصة تتلى , قررت أن أكتبها كما هي .. أي كما تحتفظ بها ذاكرتي دون أي تعديل أو حذف أو إضافة , ثم ذهبت بها إلى الناقد العزيز ... وقلت : أعرف ما يعتري قصتي من قصور وإخلال بالشروط وأعرف أنها لن تفوز بالجائزة , ولكنني أريد فقط أن تنشرها لي .. ولو في الصفحة الأخيرة ..! .
ب – سند :
1- المشهد الأول :
بعد صلاة الفجر, في قريتنا, هناك في الركن الشمالي من طريق عودتي إلى البيت , ألمح على ضوء المنارة وعلى بصيص النور القادم من الشرق , أطياف رجال كبار في السن , يجلسون بالقرب من أكوام رمل قديمة .. يضعون " أشمغتهم " على أكتافهم ويخطون بأيديهم على الأرض بشكل متعاقب ....
كان الهواء يحرك نواصيهم ... ويتحدثون بصوت مرتفع نسبيا ... يكشف كل منهم ذراعه .... وفقط يخط بيده على الأرض ..! .
2- المشهد الثاني :
الغرفة مظلمة ... مظلمة بشكل يحجب الرؤية , أنا مستلق بحجر والدتي في منتصف الغرفة تقريبا...
رجل يفتح الباب على الجهة اليسرى .. يتحدث مع والدتي بصوت مرتفع..ويبدو غاضبا ... بعد قليل .. قامت أمي من الفراش وخرجت..!
3- المشهد الثالث :
في الفصل , المعلم يقف عند السبورة, يبدو غاضبا , ويتحدث بصوت مرتفع ................!
يحدث أن :
تمر بخاطري بعض الذكريات كمشاهد قديمة لفيلم رديء .. هكذا تكون مبتورة السياق .. كأنما ولدت لوحدها .. خارج الزمن وخارج الحياة ..
أحاول أحيانا أن أتذكر أي شيء له صلة بها .. أي صلة .. مهما كان حجمها .. سواء كان أثرا أم تأثيرا أم ارتباط بأحداث أخرى مهما كان شكله .. ولكنني أفشل دائما .. أفشل في معرفة القصة الكاملة لهذا الحدث .. أفشل في معرفة تاريخه .. أفشل حتى في تكوين قصة.. أي قصة .. بالاعتماد على هذا المشهد اليتيم ! .
لا يبدو مقنعا أن أكتب مشهدا وحيدا تحت مسمى " قصة " .. مباشرة , سيحضر ناقد متشنج ويصرخ بي : هذه ليست قصة هذه سوريالية هذه ذكريات بالية هذه ...... لا أدري أنا لا أحفظ المصطلحات , ولكنه سيعمل جهده لينفي هذا المشهد الوحيد من عالم القصص ..! .
المشكلة أن هذه ليست المرة الوحيدة التي يحدث فيها مثل هذا , أعني أن هذا ليس هو المشهد الوحيد الذي أفشل في تذكر ما له أي صلة به , هناك مشاهد كثيرة متناثرة بذاكرتي بهذا الشكل , مشاهد كثيرة لا علاقة لها ببعضها ولا علاقة لها بأي شيء ,مشاهد فقط ..! .
يا الله.. معنى هذا أنني محروم من كتابة القصص , رغم أني أمتلك بذاكرتي هذه الثروة ! .
فكرت أن احتال على هذا الناقد بحيلة خاصة لأتمكن في الأخير من كتابة قصة , أنا مصر على كتابة قصة , حاولت أن أتخيل أحداثا أخرى أكمل بها القصة .. لكنني أحسست أنني أخون ذاكرتي ! , نعم أخونها , أضيف عليها ما ليس فيها , وأنسب لها ما ليس لها ! .
أرجعت البصر كرتين , وحاولت في المرة الثانية أن اختلق رابطا يوحد شمل هذه المشاهد ويضم شتاتها المبعثر .. ولكن هذا الحل خيانة أخرى لذاكرتي..
وبعد أن أعيتني المحاولات , في أن أجعل من هذه المشاهد التعيسة قصة تتلى , قررت أن أكتبها كما هي .. أي كما تحتفظ بها ذاكرتي دون أي تعديل أو حذف أو إضافة , ثم ذهبت بها إلى الناقد العزيز ... وقلت : أعرف ما يعتري قصتي من قصور وإخلال بالشروط وأعرف أنها لن تفوز بالجائزة , ولكنني أريد فقط أن تنشرها لي .. ولو في الصفحة الأخيرة ..! .
ب – سند :
1- المشهد الأول :
بعد صلاة الفجر, في قريتنا, هناك في الركن الشمالي من طريق عودتي إلى البيت , ألمح على ضوء المنارة وعلى بصيص النور القادم من الشرق , أطياف رجال كبار في السن , يجلسون بالقرب من أكوام رمل قديمة .. يضعون " أشمغتهم " على أكتافهم ويخطون بأيديهم على الأرض بشكل متعاقب ....
كان الهواء يحرك نواصيهم ... ويتحدثون بصوت مرتفع نسبيا ... يكشف كل منهم ذراعه .... وفقط يخط بيده على الأرض ..! .
2- المشهد الثاني :
الغرفة مظلمة ... مظلمة بشكل يحجب الرؤية , أنا مستلق بحجر والدتي في منتصف الغرفة تقريبا...
رجل يفتح الباب على الجهة اليسرى .. يتحدث مع والدتي بصوت مرتفع..ويبدو غاضبا ... بعد قليل .. قامت أمي من الفراش وخرجت..!
3- المشهد الثالث :
في الفصل , المعلم يقف عند السبورة, يبدو غاضبا , ويتحدث بصوت مرتفع ................!