مهداة إلى محمد بن الأمين الفنان التشكيلى والشاعر الليبى
* القصيدة الأولى
فى الصدأ
فى الصدأ
أى شيء يكون لا نراه
والأصدقاء الذين عادوا بكثافة من الماضى
يظلون بلا حياة ولا غيرهم يأتى
على كل حال
المرايا لا ينبغى أن نردها لحائط
فى الصدأ
العالم يأتى بما لا نحب
والصفائح المعدنية قلوب تنزف
كتاريخ مملوكى يمر من خلال فوهة
تنطبع الأشياء من داخلى
على ما تقع عليه عيناى
كل وجه يستمد وجهه من المواجهة
فى الصدأ
تتكرر الأشياء ولا شبيه
سوى أن الرمال والأشجار
وسائر المحسوسات تصب فى الحديد
أحداثا لا تنتهى
ولا ينتهى الموت إذ يتجدد
هناك مذبحة تدور
فى الصدأ
هناك أشجار تهاجر وآبار تجف
وحرائق تشتعل
الصدأ مرآة لخارجه
والعالم يمر من خلال ذكرياتنا
فى الصدأ
أطراف مقطعة تلتهم أصابعنا
تصبح حفرة فى وجوهنا
ولا نستطيع أن نجملها
الهواء يحمل عيوننا
إلى حيث لا نكون
تحاصرنا المدينة بالبكاء
وتتشكل هيئتها بحيث لا نرى
خلالها الأصدقاء فينا
فى الصدأ
أصبحنا أعداء بالفطرة
تسممنا بالزنك والصفيح
والمعادن اللزجة
يراوغنا رحيل الحواس منا
فى الصدأ
يصبح الإنسان فينا هشا
نرقب صغارنا فى صفيحة الدماء
نلتهم البراءة
يا عيون الصغار لا تنظروا
لحطامنا
فى الصدأ
عل إشراقة شمس
تحتل مشهد الغيابعل خيمة الله تظللنا
وتنآى ملوك الطوائف
من يا ترى يرفع الراية أولا.
** القصيدة الثانية
كائنات الصدأ
(1)
كعنوان شخص لا يريدنى
تائها فى شوارع مدينتى حيث لا أحد ينتظرنى
ورصيفها الحزين لا يتذكرنى
كنت أسكن بناية فى الناحية المهدمة من الرصيف
هجرتنى بلا عنوان وبلا مأى بديل
كشاعر على طلل
رداؤه التراب يبحث عن
جائزة لأفضل قصيدة لمدينة خراباتها مأوى
وحجارتها دماء
لا عارض اليوم ممطرنا فى تلك الصحارى
من البنايالت القاحلة
ولا يظلنا حتى نبات.
(2)
أستخلص القصائد
من الوجوه فى وجهها
وهى تمر فى لوحة من الصفيح
هل تر المرآة نفسها بى أم فى داخلى مرآة
تنظر أينما أكون يد الحائط وعيمها تجاهى
كل ذلك الزمن وحائط لا نراه ننظر
ويبكى الحائط دائما
من ذلك الخصام الدائم النظرة.
(3)
لا يكفى عادة أن نجزئ أحلامنا
على منحدر أم تتفتت الذكرى
على قارعة الطريق
يجب إذا انفتحت عيناى أن تختفى يدى فى الكابوس
يجب أن تبحث الأشجار عن هوية
والأرصفة تعيد للمشاة أرجلهم.
(4)
على فرض أن المحبة مفردة
سأعلق وردة فى أصابعى
حيث لا عالم سوى
خلق علاقات بين ما ألمس والفضاء الداخلى.
(5)
للظل أن يستدير وينظر
هل يمد يديه بلا شخص
وكل عالم فوق ما لا نحب
من ينتظر أو من يقايضنى
كيف المحبة بين مفرد وذاته
ليس الأصدقاء من نحب
ولكن من رحل ربما يحضر كا لا نريد
أنا الانتظار الذى ينتظر
من يرجع النهارات الفائتة
ومن يمسك بخيط من الذكريات.
(6)
أنتقى من يلزمنى مضت أعوام من الحزن
كان وهمى وكان وهمها ما يزال
على حافة العالم
والذكرى على مقهى
جالسون وجالسات بداخلنا يتمشين
فقط
تختفى فجأة ثنائية
الحرب والسلام
سأبكى من أحب.
(7)
بالخيانات تثبت الذكرى
فى فضاء تظل لحظتها عالقة
إلى أن أمد يدى
أنتزع ما ليس فيها
مثلى تماما كزجاج شفاف
أو
خصومة تشتهى محبة
(8)
الموتى
سوف أقيمهم من ثباتهم وأنظرهم
هل لى أن أرى الحزن المستديم فى تحديقهم
عنما أنظر فى عمق مرآة
ومع ذلك الراحلون الذين ماتوا تباعا
ما تزال أرواحهم تتنفس الهواء
وعيونهم تلتصق بالحوائط
والحوائط تنظر
طيفا ما يزال فى شوارع غادرت مدينتها
ويرحل
من يرحل مع الراحلين
(9)
كنظرة معلقة بى
لأنى إشبينها فلا هى تغادرنى
ولا أنا أتلاشى
نظرة أيقظتنى
كى تشير أن عالما سيأتى
وسوف أمضى تاركا
علامة الرحيل مبهجة.
(10)
ذكرياتنا كانفصال طائر عن عشه
هل ترغبين عناقا أبديا
ذكرياتنا
كانفصال شخص عن شخصه
أين يكون وأين يختبئ
وكل ما ترغبين به ليس لى
إذا التقت ظلالنا
لأن كل خيالاتنا منتقاة
ولا نستطيع الفكاك
(11)
موت طفل لا يناسب شهوة
تتفتح
يحجب ما وراء الأسياء
كدوامة من غبار
وما لا نحتمل حدوثه
بين عظامى الباردة.
(12)
كان هنا نهر
وكانت سقيفة
هنا لعب الصغار
حولها لعبة النشان
كبر الصغار واصطادوا بعضهم
وتساقطوا حتى هجروا السقيفة
مذ تحولت إلى خندق يتراشقون فيه الرصاصات
نفذوا وما نفذت رصاصاتهم
وامتلأت المدينة بالمعدن المصهور
لكن أرجلهم ما تزال فى الطرقات نسمع دبيبها
تركوا أصواتهم ورحلوا.
*** القصيدة الثالثة
الرحيل فى المتاهة
تحت وطأة الاحتياج إلى فوضى
لفوضى نائمة
تحت أحجار المدينة
ونباتاتها
دم نازف أو حقل محترق
لا العصافير فى طيرانها تقيم
ولا الهواء مشغول بما فى تنفسنا
كل وجه فى الزوال
وكل ضوء برائحة الدم المعتق
يسيل فى قرابات القرى والمدن المهدمة
لا غير ذلك
لا أنباء عن واحة فى الجحيم
ولا عزاء لكل منا
نحن أشخاص بلا ملامح
وبلا وجه
سوى الموت
من يهجر المدينة غيرنا
ما بين سلطة عنيدة وسماء بليدة
تنبلج النهارات الفائتة
وأرتقى فى الزوال
لا شمس ولا قمر ولا مدينة
فى حديقة كل أشجارها أشخاص ميتون
مهاجرين لا حدود لوجهتهم
هل كانوا نائمين
فى محطة الفوضى
كأننى الوحيد يدى كمنقار طائر
و
العالم الذى يحضر عندما أغيب
عندما أكون يتفتت فى أصابعى
لا أرى غير رأسى باتجاه
تحدده امرأة ما وعندما أستدير
تأخذ رأسى لشخص نائم
يده فى الكابوس
ويد فى الخارج
عالم مختلط نتبادل فيه الزيارات
حتى أننا لا نستطيع صنع وجه جديد
يا العالم إذا انفلتت فوضاى
هل أرى من يرحل منى
ومن يخرج
من يبدل الرؤى
لأشخاص يترقيبون فرصة الولوج
كأنهم جثث متحركة
وكل ما حولهم ثابت
غير أن جثة فجأة
انفصلت عن القطيع
أعود مجهول الهوية
عبر نهر لم يكن موجودا
وهكذا دوامة الهدم
مواجهة شخص لذاته هو العذاب عينه
كلما تهدم الكون أعيد البناء
ولا صحبة سوى مرآة تعكسنى
حتى أننى تهت بينى وبين نفسى
وأصبحت مثلكم
متواطئ فى الهدم
فى الكابوس تتساوى الأشياء
غير أن الصحو ليس لى
بل لجثة أخرى
تبحث عنى
ربما فى البعيد
من يخبر البحيرات
ألا تأكل أسماكها
وأن تعيد مراكب الصيد لشطآنها
ربما البحر نفسه يجف
إذا انفلتت منى صرخة
من يمسك يدى لكى أصحو
ومن يوقظنى
لعل موتاى يعرفون أننى
معذب بصخرة أحملها كل يوم
حيث لا راحة تتحملنى ولا قوس لى
حتى تعيد الآبار لصوتى صرخته
الوجه الذى يبتزنى لا أستطيع أن أراه
ربما لأنه وجهى من قديم
تتكرر الفوضى
تتسلمنى وجوه نازحة من لا مكان
كل فوضى بفوضى تقوم
حيث لا حياة سوى أصوات
فقط من يستطيع أن يشاهدها فى الهواء
وهى ترف ثم تسقط
كطلقة
صرخت فانهار كهف
تحول موتاى إلى أشباح
كنت ألتقط بعضهم
من دانة صدئة
من صوت طلقة
من حرب أهلية تدور فى الضواحى
من يقايضنى بوجه كله سلام
الوجوه التى تمتصنى فى المساء
تحن على بالوجود الذى ليس هو
وتخلع عالمنا فى ترقب جثة
تقع فجأة من السقف
بداخلى مرآة لكنها لا تعمل
وعندما أنظر أجد نفسى
مرآة تنظر فى مرآة .
صلاح عبد العزيز -- مصر
* القصيدة الأولى
فى الصدأ
فى الصدأ
أى شيء يكون لا نراه
والأصدقاء الذين عادوا بكثافة من الماضى
يظلون بلا حياة ولا غيرهم يأتى
على كل حال
المرايا لا ينبغى أن نردها لحائط
فى الصدأ
العالم يأتى بما لا نحب
والصفائح المعدنية قلوب تنزف
كتاريخ مملوكى يمر من خلال فوهة
تنطبع الأشياء من داخلى
على ما تقع عليه عيناى
كل وجه يستمد وجهه من المواجهة
فى الصدأ
تتكرر الأشياء ولا شبيه
سوى أن الرمال والأشجار
وسائر المحسوسات تصب فى الحديد
أحداثا لا تنتهى
ولا ينتهى الموت إذ يتجدد
هناك مذبحة تدور
فى الصدأ
هناك أشجار تهاجر وآبار تجف
وحرائق تشتعل
الصدأ مرآة لخارجه
والعالم يمر من خلال ذكرياتنا
فى الصدأ
أطراف مقطعة تلتهم أصابعنا
تصبح حفرة فى وجوهنا
ولا نستطيع أن نجملها
الهواء يحمل عيوننا
إلى حيث لا نكون
تحاصرنا المدينة بالبكاء
وتتشكل هيئتها بحيث لا نرى
خلالها الأصدقاء فينا
فى الصدأ
أصبحنا أعداء بالفطرة
تسممنا بالزنك والصفيح
والمعادن اللزجة
يراوغنا رحيل الحواس منا
فى الصدأ
يصبح الإنسان فينا هشا
نرقب صغارنا فى صفيحة الدماء
نلتهم البراءة
يا عيون الصغار لا تنظروا
لحطامنا
فى الصدأ
عل إشراقة شمس
تحتل مشهد الغيابعل خيمة الله تظللنا
وتنآى ملوك الطوائف
من يا ترى يرفع الراية أولا.
** القصيدة الثانية
كائنات الصدأ
(1)
كعنوان شخص لا يريدنى
تائها فى شوارع مدينتى حيث لا أحد ينتظرنى
ورصيفها الحزين لا يتذكرنى
كنت أسكن بناية فى الناحية المهدمة من الرصيف
هجرتنى بلا عنوان وبلا مأى بديل
كشاعر على طلل
رداؤه التراب يبحث عن
جائزة لأفضل قصيدة لمدينة خراباتها مأوى
وحجارتها دماء
لا عارض اليوم ممطرنا فى تلك الصحارى
من البنايالت القاحلة
ولا يظلنا حتى نبات.
(2)
أستخلص القصائد
من الوجوه فى وجهها
وهى تمر فى لوحة من الصفيح
هل تر المرآة نفسها بى أم فى داخلى مرآة
تنظر أينما أكون يد الحائط وعيمها تجاهى
كل ذلك الزمن وحائط لا نراه ننظر
ويبكى الحائط دائما
من ذلك الخصام الدائم النظرة.
(3)
لا يكفى عادة أن نجزئ أحلامنا
على منحدر أم تتفتت الذكرى
على قارعة الطريق
يجب إذا انفتحت عيناى أن تختفى يدى فى الكابوس
يجب أن تبحث الأشجار عن هوية
والأرصفة تعيد للمشاة أرجلهم.
(4)
على فرض أن المحبة مفردة
سأعلق وردة فى أصابعى
حيث لا عالم سوى
خلق علاقات بين ما ألمس والفضاء الداخلى.
(5)
للظل أن يستدير وينظر
هل يمد يديه بلا شخص
وكل عالم فوق ما لا نحب
من ينتظر أو من يقايضنى
كيف المحبة بين مفرد وذاته
ليس الأصدقاء من نحب
ولكن من رحل ربما يحضر كا لا نريد
أنا الانتظار الذى ينتظر
من يرجع النهارات الفائتة
ومن يمسك بخيط من الذكريات.
(6)
أنتقى من يلزمنى مضت أعوام من الحزن
كان وهمى وكان وهمها ما يزال
على حافة العالم
والذكرى على مقهى
جالسون وجالسات بداخلنا يتمشين
فقط
تختفى فجأة ثنائية
الحرب والسلام
سأبكى من أحب.
(7)
بالخيانات تثبت الذكرى
فى فضاء تظل لحظتها عالقة
إلى أن أمد يدى
أنتزع ما ليس فيها
مثلى تماما كزجاج شفاف
أو
خصومة تشتهى محبة
(8)
الموتى
سوف أقيمهم من ثباتهم وأنظرهم
هل لى أن أرى الحزن المستديم فى تحديقهم
عنما أنظر فى عمق مرآة
ومع ذلك الراحلون الذين ماتوا تباعا
ما تزال أرواحهم تتنفس الهواء
وعيونهم تلتصق بالحوائط
والحوائط تنظر
طيفا ما يزال فى شوارع غادرت مدينتها
ويرحل
من يرحل مع الراحلين
(9)
كنظرة معلقة بى
لأنى إشبينها فلا هى تغادرنى
ولا أنا أتلاشى
نظرة أيقظتنى
كى تشير أن عالما سيأتى
وسوف أمضى تاركا
علامة الرحيل مبهجة.
(10)
ذكرياتنا كانفصال طائر عن عشه
هل ترغبين عناقا أبديا
ذكرياتنا
كانفصال شخص عن شخصه
أين يكون وأين يختبئ
وكل ما ترغبين به ليس لى
إذا التقت ظلالنا
لأن كل خيالاتنا منتقاة
ولا نستطيع الفكاك
(11)
موت طفل لا يناسب شهوة
تتفتح
يحجب ما وراء الأسياء
كدوامة من غبار
وما لا نحتمل حدوثه
بين عظامى الباردة.
(12)
كان هنا نهر
وكانت سقيفة
هنا لعب الصغار
حولها لعبة النشان
كبر الصغار واصطادوا بعضهم
وتساقطوا حتى هجروا السقيفة
مذ تحولت إلى خندق يتراشقون فيه الرصاصات
نفذوا وما نفذت رصاصاتهم
وامتلأت المدينة بالمعدن المصهور
لكن أرجلهم ما تزال فى الطرقات نسمع دبيبها
تركوا أصواتهم ورحلوا.
*** القصيدة الثالثة
الرحيل فى المتاهة
تحت وطأة الاحتياج إلى فوضى
لفوضى نائمة
تحت أحجار المدينة
ونباتاتها
دم نازف أو حقل محترق
لا العصافير فى طيرانها تقيم
ولا الهواء مشغول بما فى تنفسنا
كل وجه فى الزوال
وكل ضوء برائحة الدم المعتق
يسيل فى قرابات القرى والمدن المهدمة
لا غير ذلك
لا أنباء عن واحة فى الجحيم
ولا عزاء لكل منا
نحن أشخاص بلا ملامح
وبلا وجه
سوى الموت
من يهجر المدينة غيرنا
ما بين سلطة عنيدة وسماء بليدة
تنبلج النهارات الفائتة
وأرتقى فى الزوال
لا شمس ولا قمر ولا مدينة
فى حديقة كل أشجارها أشخاص ميتون
مهاجرين لا حدود لوجهتهم
هل كانوا نائمين
فى محطة الفوضى
كأننى الوحيد يدى كمنقار طائر
و
العالم الذى يحضر عندما أغيب
عندما أكون يتفتت فى أصابعى
لا أرى غير رأسى باتجاه
تحدده امرأة ما وعندما أستدير
تأخذ رأسى لشخص نائم
يده فى الكابوس
ويد فى الخارج
عالم مختلط نتبادل فيه الزيارات
حتى أننا لا نستطيع صنع وجه جديد
يا العالم إذا انفلتت فوضاى
هل أرى من يرحل منى
ومن يخرج
من يبدل الرؤى
لأشخاص يترقيبون فرصة الولوج
كأنهم جثث متحركة
وكل ما حولهم ثابت
غير أن جثة فجأة
انفصلت عن القطيع
أعود مجهول الهوية
عبر نهر لم يكن موجودا
وهكذا دوامة الهدم
مواجهة شخص لذاته هو العذاب عينه
كلما تهدم الكون أعيد البناء
ولا صحبة سوى مرآة تعكسنى
حتى أننى تهت بينى وبين نفسى
وأصبحت مثلكم
متواطئ فى الهدم
فى الكابوس تتساوى الأشياء
غير أن الصحو ليس لى
بل لجثة أخرى
تبحث عنى
ربما فى البعيد
من يخبر البحيرات
ألا تأكل أسماكها
وأن تعيد مراكب الصيد لشطآنها
ربما البحر نفسه يجف
إذا انفلتت منى صرخة
من يمسك يدى لكى أصحو
ومن يوقظنى
لعل موتاى يعرفون أننى
معذب بصخرة أحملها كل يوم
حيث لا راحة تتحملنى ولا قوس لى
حتى تعيد الآبار لصوتى صرخته
الوجه الذى يبتزنى لا أستطيع أن أراه
ربما لأنه وجهى من قديم
تتكرر الفوضى
تتسلمنى وجوه نازحة من لا مكان
كل فوضى بفوضى تقوم
حيث لا حياة سوى أصوات
فقط من يستطيع أن يشاهدها فى الهواء
وهى ترف ثم تسقط
كطلقة
صرخت فانهار كهف
تحول موتاى إلى أشباح
كنت ألتقط بعضهم
من دانة صدئة
من صوت طلقة
من حرب أهلية تدور فى الضواحى
من يقايضنى بوجه كله سلام
الوجوه التى تمتصنى فى المساء
تحن على بالوجود الذى ليس هو
وتخلع عالمنا فى ترقب جثة
تقع فجأة من السقف
بداخلى مرآة لكنها لا تعمل
وعندما أنظر أجد نفسى
مرآة تنظر فى مرآة .
صلاح عبد العزيز -- مصر