"قال لي :أعلنت عليك الحب
قلت له:أحببتك,,,دون حرب
تأسيس الحب في علم الهندسة العاطفية,هو محاولة تشييد قصر لايسكنه سوانا, لايتحدث فيه الانا,فهل للحب أساس؟ وعلى أي مساحة قلبية يعتمد هذا الأساس! نحتاج هنا للبحث عن الأرض التي شيد عليها الحب,قلب الرجل و قلب المرأة, وكيف كان كل منهما قبل الحب بنقطة,قبل زخ المشاعر,قبل دفء العواط..."
أي حب هذا الذي ينتهك فكري!!!
خفض صوتها في المذياع وتوقف في محطة البنزين يملأ وقود سيارته,الساعة تشير للخامسة عندما ابتدأ برنامجها الإذاعي اليومي(رحيل)
دفع للعامل وركز ذراعيه على مقود السيارة يتنفس هواء وإن كان مخلوطا بروائح بترولية إلا أنه أنقى من تنفس هواء ملوث بطموحها, كان منظر سطل الرمل مطمورة به أعقاب السجائر موجعا تماما كقلبه, مستفزا لبقايا انفته, لينتفض ويقيم أنفه, تذكرها عندما عرفها أول مرة, مرتبكة كمركب صيد,إلا أنه لم يأمن تلك النظرة العابثة التي تعوم دوما بعيدا عن بصره...وتنتهي في شباك نظرته, هو الذي اعتاد الإبحار في كل شخصية تمر به, قد تصلح طٌعما لحبكة قصصية, هل عرفته فقط لحاجة, فلما لا تتركه بعد أن أصبحت مذيعة يشار إليها, ولا يزال هو,,,الكاتب الذي ينتظر معرض الكتاب ليلمع نجمه ليلة كل عام!, لما لاتتركه ليعود لهدوئه, لسذاجة يومه, لما تتمسك به! لما تصر دوما انها تحبه!! أو...لما لايتركها وهو يعلم أنه سينتهي غيرة, وهي الموجة التي تثور على محيطها, وتثور عليه.
في أول مرة إلتقيا علمها قيادة السيارة, في المرة الثانية علمها كيف تتحدث بثقة, كانت تلميذة نجيبة ,,,إلا في الحب,تذكر انه أغرقها حبا ...غرق به, قبل أن تدرك حبه, وبعنف ضرب المقود بقبضة يده عندما تذكر جدله القائم بلا أسس هل جهلت حبه أم تجاهلته!! كانت معظم ثوراته شوارعية تنتهي بصوت منبهات السيارات , هدِئ فتهادى زفيره و راح يتحسس المقود براحته , أي موضع على مقوده قبلته وقالت" لتبحث دوما عن موضعها ,,,وعني" نبهه العامل من حلمه بعلبة مناديل كهدية, فوضعها برفق فوق حزمة من كتبه عادت كفائض لم يتم بيعه,لم ينس أن يهدي العامل نسخة من روايته الأخيرة , نزع إهداءها ثم اهداه... قد يجيد استخدام ورقها, تحرك وهو يعلم أنه سيعود للمذياع , وسيعود لحبها, يعلم أنه لن يستطيع أن يكتبها كبطلة له, ولن يستطيع أن يقتلها بحد قلمه, هو القائل "كل شخصية نخلقها, ثم نحدد ملامحها, إننا فقط نمارس معها اسرائيليتنا".
كان يغريها أن تحيره.
أي حب هذا الذي يتغذى على إنسانيتي!!!
رفع صوت المذياع في انتظار الإشارة التي أضحت فرصة لإختبار إحتلالها لذاكرته خلية خلية,عادت تقول بصوت أبيض لم يدنسه بكاؤها فجرا
" من المسلم به اننا لانعيش حالتي حب على التوازي,وان كل حالة حب تاتي بعد أفول نجم حب سابق بعدة سنوات عاطفية كافية ان تطمس اعجوبة حب سابق,تمحو اثارته,هذه السنوات "المقاسة بلحظات النسيان" تتكفل لوحدها بجمع مخطوطة حب سابق توضع بحرص في خزانة عاطفية ...عندها فقط يتهيأ القلب لإستقبال حب جد..."
توقف فجأة قبل قطع الإشارة الحمراء بلا وعي,وهو يقبض المقود بيديه كما قبض كتفيها ليحملها على البكاء صدقا أو الصدق بكاءا, تستطيع بصوتها فقط أن تثير زوبعة, أي حب جديد هذا الذي تتحدث عنه, هل هو هذا الجديد, أم أنه القديم وهناك أحدث, أخيرا اخضرت الإشارة ليصطدم بتفكيره ويهرب, ويتهرب من واقعها, ومن صورتها على مجلة نسائية, ومن ترتيبه في طابور محبيها الذي يبدو دوما أنه صف لوحده,كالواحد بجوار التسعة, كلما ملت من أحدهم عادت إليه تنتحب "هو صديق !!فقط", ليهرب من برنامجها المسائي الذي يبدو وكأنه دفتر ذكرياتها.
كان ينقصها أن تصدقه.
أي حب هذا الذي يرتوي بصمتي!!!
أكمل المسير ورفع سرعته عندما سمع صوتها يتثنى في سيارة بجواره, تجاوز الإشارة الحمراء الأخيرة ليصل قبل إنتهاء برنامجها بدقائق, كما تتجاوز خطوطه الحمراء بمهارة, كاد يصطدم بسيارة عند مبنى الإذاعة عرف فورا سائقها"زميلها المذيع", نزل المذيع يسرع الخطى نحو المبنى وهو يرفع يده يحييه, عندها ضغط دواسة البنزين جرماً!!! ففزع المذيع ...ليعتذرا!
-الى لقاء قريب, محدثتكم سانية علام.
في انتظارها...إنتبه لورقة الإهداء المنزوعة من نسختها مرمية على المقعد بجواره, جمعها بيده ورماها من النافذة الخلفية لتسقط - كالأقدار المكتوبة- على المقعد الخلفي, جمع ايضا كل ما اعتمل في نفسه من عتب وتعب وشك وحيرة وغيرة ,,,جمعها ورماها, جمع يديه إليه فوق صدره وفوق جدار الصمت,,,
سينتظرها
سينتظر هروبها من طــمــوحــهـــا إليه
ستركب ويصمت
ستقول: مارأيك بحلقة اليوم؟ وتبحث عن يمناه
ستنطق يسراها "حيرتك!
صدقني,, لم أحب سواك"
سيظل حائرا,ولكنه سيصدق دوما...
وعندما ترتبك الأقدار المكتوبة على المقعد الخلفي,,,لتكون
يتخذ الخط السريع
خط بلا إشارات
بلامنعطفات
بلا ارصفة
يسافر ليهرب من حبها,,,
إليها.
الإهداء
ترميه على جمر الحيرة , ثم تذروه مللا
لترى ماذا تعني
"الحب عذاب"
قلت له:أحببتك,,,دون حرب
تأسيس الحب في علم الهندسة العاطفية,هو محاولة تشييد قصر لايسكنه سوانا, لايتحدث فيه الانا,فهل للحب أساس؟ وعلى أي مساحة قلبية يعتمد هذا الأساس! نحتاج هنا للبحث عن الأرض التي شيد عليها الحب,قلب الرجل و قلب المرأة, وكيف كان كل منهما قبل الحب بنقطة,قبل زخ المشاعر,قبل دفء العواط..."
أي حب هذا الذي ينتهك فكري!!!
خفض صوتها في المذياع وتوقف في محطة البنزين يملأ وقود سيارته,الساعة تشير للخامسة عندما ابتدأ برنامجها الإذاعي اليومي(رحيل)
دفع للعامل وركز ذراعيه على مقود السيارة يتنفس هواء وإن كان مخلوطا بروائح بترولية إلا أنه أنقى من تنفس هواء ملوث بطموحها, كان منظر سطل الرمل مطمورة به أعقاب السجائر موجعا تماما كقلبه, مستفزا لبقايا انفته, لينتفض ويقيم أنفه, تذكرها عندما عرفها أول مرة, مرتبكة كمركب صيد,إلا أنه لم يأمن تلك النظرة العابثة التي تعوم دوما بعيدا عن بصره...وتنتهي في شباك نظرته, هو الذي اعتاد الإبحار في كل شخصية تمر به, قد تصلح طٌعما لحبكة قصصية, هل عرفته فقط لحاجة, فلما لا تتركه بعد أن أصبحت مذيعة يشار إليها, ولا يزال هو,,,الكاتب الذي ينتظر معرض الكتاب ليلمع نجمه ليلة كل عام!, لما لاتتركه ليعود لهدوئه, لسذاجة يومه, لما تتمسك به! لما تصر دوما انها تحبه!! أو...لما لايتركها وهو يعلم أنه سينتهي غيرة, وهي الموجة التي تثور على محيطها, وتثور عليه.
في أول مرة إلتقيا علمها قيادة السيارة, في المرة الثانية علمها كيف تتحدث بثقة, كانت تلميذة نجيبة ,,,إلا في الحب,تذكر انه أغرقها حبا ...غرق به, قبل أن تدرك حبه, وبعنف ضرب المقود بقبضة يده عندما تذكر جدله القائم بلا أسس هل جهلت حبه أم تجاهلته!! كانت معظم ثوراته شوارعية تنتهي بصوت منبهات السيارات , هدِئ فتهادى زفيره و راح يتحسس المقود براحته , أي موضع على مقوده قبلته وقالت" لتبحث دوما عن موضعها ,,,وعني" نبهه العامل من حلمه بعلبة مناديل كهدية, فوضعها برفق فوق حزمة من كتبه عادت كفائض لم يتم بيعه,لم ينس أن يهدي العامل نسخة من روايته الأخيرة , نزع إهداءها ثم اهداه... قد يجيد استخدام ورقها, تحرك وهو يعلم أنه سيعود للمذياع , وسيعود لحبها, يعلم أنه لن يستطيع أن يكتبها كبطلة له, ولن يستطيع أن يقتلها بحد قلمه, هو القائل "كل شخصية نخلقها, ثم نحدد ملامحها, إننا فقط نمارس معها اسرائيليتنا".
كان يغريها أن تحيره.
أي حب هذا الذي يتغذى على إنسانيتي!!!
رفع صوت المذياع في انتظار الإشارة التي أضحت فرصة لإختبار إحتلالها لذاكرته خلية خلية,عادت تقول بصوت أبيض لم يدنسه بكاؤها فجرا
" من المسلم به اننا لانعيش حالتي حب على التوازي,وان كل حالة حب تاتي بعد أفول نجم حب سابق بعدة سنوات عاطفية كافية ان تطمس اعجوبة حب سابق,تمحو اثارته,هذه السنوات "المقاسة بلحظات النسيان" تتكفل لوحدها بجمع مخطوطة حب سابق توضع بحرص في خزانة عاطفية ...عندها فقط يتهيأ القلب لإستقبال حب جد..."
توقف فجأة قبل قطع الإشارة الحمراء بلا وعي,وهو يقبض المقود بيديه كما قبض كتفيها ليحملها على البكاء صدقا أو الصدق بكاءا, تستطيع بصوتها فقط أن تثير زوبعة, أي حب جديد هذا الذي تتحدث عنه, هل هو هذا الجديد, أم أنه القديم وهناك أحدث, أخيرا اخضرت الإشارة ليصطدم بتفكيره ويهرب, ويتهرب من واقعها, ومن صورتها على مجلة نسائية, ومن ترتيبه في طابور محبيها الذي يبدو دوما أنه صف لوحده,كالواحد بجوار التسعة, كلما ملت من أحدهم عادت إليه تنتحب "هو صديق !!فقط", ليهرب من برنامجها المسائي الذي يبدو وكأنه دفتر ذكرياتها.
كان ينقصها أن تصدقه.
أي حب هذا الذي يرتوي بصمتي!!!
أكمل المسير ورفع سرعته عندما سمع صوتها يتثنى في سيارة بجواره, تجاوز الإشارة الحمراء الأخيرة ليصل قبل إنتهاء برنامجها بدقائق, كما تتجاوز خطوطه الحمراء بمهارة, كاد يصطدم بسيارة عند مبنى الإذاعة عرف فورا سائقها"زميلها المذيع", نزل المذيع يسرع الخطى نحو المبنى وهو يرفع يده يحييه, عندها ضغط دواسة البنزين جرماً!!! ففزع المذيع ...ليعتذرا!
-الى لقاء قريب, محدثتكم سانية علام.
في انتظارها...إنتبه لورقة الإهداء المنزوعة من نسختها مرمية على المقعد بجواره, جمعها بيده ورماها من النافذة الخلفية لتسقط - كالأقدار المكتوبة- على المقعد الخلفي, جمع ايضا كل ما اعتمل في نفسه من عتب وتعب وشك وحيرة وغيرة ,,,جمعها ورماها, جمع يديه إليه فوق صدره وفوق جدار الصمت,,,
سينتظرها
سينتظر هروبها من طــمــوحــهـــا إليه
ستركب ويصمت
ستقول: مارأيك بحلقة اليوم؟ وتبحث عن يمناه
ستنطق يسراها "حيرتك!
صدقني,, لم أحب سواك"
سيظل حائرا,ولكنه سيصدق دوما...
وعندما ترتبك الأقدار المكتوبة على المقعد الخلفي,,,لتكون
يتخذ الخط السريع
خط بلا إشارات
بلامنعطفات
بلا ارصفة
يسافر ليهرب من حبها,,,
إليها.
الإهداء
ترميه على جمر الحيرة , ثم تذروه مللا
لترى ماذا تعني
"الحب عذاب"