لا شيء يحدث للوهلة الأولى، الأمور مثالية حتماً، إلى أن يتكلم الرجل ويقول: إن الصمت مزعج، علينا أن نقول أي شيء ويسكت، ثم يقول كلاماً عن الدمى التي تدور، وكيف أن مثالية دورانها مستفزة جداً. يقول أن كل شيء حينما يصبح مثالياً إلى حد معين يصبح فارغاً بلا روح.
لا أعرف ما الذي كان علي قوله، لكني قلت: إن الجو حزين اليوم، وفكرت في مدى غرابة كلامي ثم ندمت ندماً عابراً مثل الذي يرافق كلاماً نقوله لكنه رد: نعم، الجو اليوم حزين، الصورة ضبابية والألوان داكنة.
حدقت في الفراغ لثوان ثم قلت: لا، إن الجو حزين وحسب.
: لا، لا ياصديقي إنه يوم عادي جداً، أنت تبالغ، أنا لا أشعر بأي شيء مختلف تجاه اليوم. في الحقيقة أنا لا أشعر بأي شيء، لاشيء في هذا العالم يثير اهتمامي، ما حدث اليوم حدث بالأمس وسوف يحدث غداً. أشخاص حزينون وأشخاص غاية في الفرح، وأشخاص يشعرون بالقلق. إننا فقط نزيف الطريقة التي نتعامل بها مع الأشياء، نحن نعيش كما لو أننا سنبقى على هذه الحياة إلى الأبد، لكن الناس حولنا يموتون ونحن نعرف أنهم سيموتون في يوم من الأيام وسنفقدهم، لكننا نظل نحزن وربما نأخذ يوم إجازة لنحزن أكثر ويتعطل شخص ما في ذلك اليوم بسببنا، ويقرر أن يفعل شيئا سيئا وربما يفكر أن يحرق العالم.
من المذهل أننا نعتقد أن كل شيء يدور حولنا إلى هذا الحد، أنا فقط أسخر من كل شيء غالباً، حينما أشاهد الأخبار أموت من الضحك، دائماً القليل من الموسيقى والكثير من الجدية، كلوس أب على صور دماء أناس قلقين، ثم يأتي شخص يشتكي، فاصل موسيقي وينتقلون لأخبار الرياضة، أليس هذا مثيرا للسخرية؟
إنه مذهل، كل يوم نفس الحكاية، كلوس أب على أي شيء كارثي، أناس يبكون، شخص يشتكي، إذا شاهدت هذا كل يوم ستعتاد عليه ولن تشعر بأي شيء. سيكون هذا غير مؤثر البتة، وستكمل حديثك أو تتصفح هاتفك وترى صور صديقتك في سناب شات.
كل الناس يبحثون فقط عن المتعة، كلهم عبارة عن كومة من الرغبات لا يعرفون كيف يتعايشون معها، ويتحولون يوماً بعد يوم إلى مجموعة من الأنماط عديمة القيمة، نمط لشخصية فارغة. يملك قدراً من الوسامة ويملأُ فراغه هذا بحبه لقطعة فنية لا تعني أي شيء، يتكلم دائما عنها ويستخدم كلمات يخطئ في نطقها. أشخاص يملكون كل شيء ويتحدثون دائما عن الجمال والحب والهراء. وأشخاص لا يملكون أي شيء ولا يريدون فعل أي شيء حيال هذا غير التذمر. وأشخاص يشترون كل شيء حتى وهم لا يملكون المال، أي إعلان فارغ القيمة من الممكن أن يستعبدهم، مجموعة من الأنماط المعدة مسبقاً قابلة للتطور، لا يوجد أشخاص مختلفون. الآن تستيقظ الصبح ترى كل العالم يسمع نفس الأغنية ويقول نفس الهراء ويبدي رأيه في قضية محلية تافهة.
هناك فقط الكثير من الحزن الآن في هذا العالم ياعزيزي لكن إذا حزنت سأخون نفسي وإذا فرحت سأخون العالم، لذلك من الجيد دائماً ألا تشعر باي شيء. أنا أشعر بشيء فقط حينما أحلم، أحلم أني في صور أتحرك ببطئ وأسافر في اللون، أحلم كومة من الإعتذارات التافهة ثم تتوقف فجأة وأستيقظ وأنا أطفو في أغنيات لا تنتهي. أستيقظ وأنا أردد أغنية لا أعرف من أين جاءت، أفكر في أنني نتيجة احتمال أو صدفة أو مجموعة قرارات متسرعة، وأحتاج وقتاً لأتجاوز الحلم، أو ثلاث سجائر. كل شيء يصبح محزناً يا صديقي حتى حزن القميص الذي لم أعد ألبسه، لذك من الجيد أن لا تشعر بأي شيء أبداً، وتضحك لتمرر الأيام.
لا أعرف ما الذي كان علي قوله، لكني قلت: إن الجو حزين اليوم، وفكرت في مدى غرابة كلامي ثم ندمت ندماً عابراً مثل الذي يرافق كلاماً نقوله لكنه رد: نعم، الجو اليوم حزين، الصورة ضبابية والألوان داكنة.
حدقت في الفراغ لثوان ثم قلت: لا، إن الجو حزين وحسب.
: لا، لا ياصديقي إنه يوم عادي جداً، أنت تبالغ، أنا لا أشعر بأي شيء مختلف تجاه اليوم. في الحقيقة أنا لا أشعر بأي شيء، لاشيء في هذا العالم يثير اهتمامي، ما حدث اليوم حدث بالأمس وسوف يحدث غداً. أشخاص حزينون وأشخاص غاية في الفرح، وأشخاص يشعرون بالقلق. إننا فقط نزيف الطريقة التي نتعامل بها مع الأشياء، نحن نعيش كما لو أننا سنبقى على هذه الحياة إلى الأبد، لكن الناس حولنا يموتون ونحن نعرف أنهم سيموتون في يوم من الأيام وسنفقدهم، لكننا نظل نحزن وربما نأخذ يوم إجازة لنحزن أكثر ويتعطل شخص ما في ذلك اليوم بسببنا، ويقرر أن يفعل شيئا سيئا وربما يفكر أن يحرق العالم.
من المذهل أننا نعتقد أن كل شيء يدور حولنا إلى هذا الحد، أنا فقط أسخر من كل شيء غالباً، حينما أشاهد الأخبار أموت من الضحك، دائماً القليل من الموسيقى والكثير من الجدية، كلوس أب على صور دماء أناس قلقين، ثم يأتي شخص يشتكي، فاصل موسيقي وينتقلون لأخبار الرياضة، أليس هذا مثيرا للسخرية؟
إنه مذهل، كل يوم نفس الحكاية، كلوس أب على أي شيء كارثي، أناس يبكون، شخص يشتكي، إذا شاهدت هذا كل يوم ستعتاد عليه ولن تشعر بأي شيء. سيكون هذا غير مؤثر البتة، وستكمل حديثك أو تتصفح هاتفك وترى صور صديقتك في سناب شات.
كل الناس يبحثون فقط عن المتعة، كلهم عبارة عن كومة من الرغبات لا يعرفون كيف يتعايشون معها، ويتحولون يوماً بعد يوم إلى مجموعة من الأنماط عديمة القيمة، نمط لشخصية فارغة. يملك قدراً من الوسامة ويملأُ فراغه هذا بحبه لقطعة فنية لا تعني أي شيء، يتكلم دائما عنها ويستخدم كلمات يخطئ في نطقها. أشخاص يملكون كل شيء ويتحدثون دائما عن الجمال والحب والهراء. وأشخاص لا يملكون أي شيء ولا يريدون فعل أي شيء حيال هذا غير التذمر. وأشخاص يشترون كل شيء حتى وهم لا يملكون المال، أي إعلان فارغ القيمة من الممكن أن يستعبدهم، مجموعة من الأنماط المعدة مسبقاً قابلة للتطور، لا يوجد أشخاص مختلفون. الآن تستيقظ الصبح ترى كل العالم يسمع نفس الأغنية ويقول نفس الهراء ويبدي رأيه في قضية محلية تافهة.
هناك فقط الكثير من الحزن الآن في هذا العالم ياعزيزي لكن إذا حزنت سأخون نفسي وإذا فرحت سأخون العالم، لذلك من الجيد دائماً ألا تشعر باي شيء. أنا أشعر بشيء فقط حينما أحلم، أحلم أني في صور أتحرك ببطئ وأسافر في اللون، أحلم كومة من الإعتذارات التافهة ثم تتوقف فجأة وأستيقظ وأنا أطفو في أغنيات لا تنتهي. أستيقظ وأنا أردد أغنية لا أعرف من أين جاءت، أفكر في أنني نتيجة احتمال أو صدفة أو مجموعة قرارات متسرعة، وأحتاج وقتاً لأتجاوز الحلم، أو ثلاث سجائر. كل شيء يصبح محزناً يا صديقي حتى حزن القميص الذي لم أعد ألبسه، لذك من الجيد أن لا تشعر بأي شيء أبداً، وتضحك لتمرر الأيام.
