التقديــــــــــــم :
مَنْ يتأمّل لوحة الفنـان العراقـي المبدع جواد سـليم (الشجرة القتيلة)، لايمـلك إلاّ أن يتأسّى لفداحة ما تتعرّض له الشجرة من عنف بشري. الشجرة التي رافقت البشر في وجودهم وهي توفّر لهم الثـمر والسكن والظـلال بلا كلل، وبالرغم من ذلك لم تسلـمْ من أذاهم وعنفهم. واللوحة ليست مؤثّرةً بمـوضوعها فحسب، ولكن بأسلوبها الذي يعـتمـد على رشـاقـة الخـط ورهافـة اللون والاقتصـاد بهما الى اقصى حـد، مما يجعـل ذهـن المتلقــي منـصبّــا على التمعّـن في الموضوع، فلا ينصـرف عنه الى تأمـّل الخـط أو اللـون، فتنطبـع في النفس حدة الشراسة التي تمارسها الكائنـات البشـرية، والتي ثبت أنها من أكـثر الكائنات فتكاً بنفسها وبالطبيعة. فلمْ يمرّ بتاريخ الأرض مَنْ مارس أذىً وعنفاً ودمارا ًضدهـا أكثر من هذه الكائنات. واليوم تتخذ اللوحة بعداً جديداً من التأثير، لو أسقطنا عليها ما يجري في العـراق وعليه. فلو افترضنا اللوحة رمـزاً للعـراق، باعتباره مهـداً لأقدم المجتمعـات الزراعية، لما عثرنا على معادل فني أفضل من هذه اللوحة للتعبير عمّا يُرتكب، في العـراق وضده من عنف ومن تدمير !.
القصيــدة:
((رثــــــاء الشـجــــرة))
لَـمْ تَـكُـنْ ثَمَـراً فَـحَسْب،
لَـمْ تَـكُـنْ سَـكَـنـاً فَـحَسْب،
لَـمْ تَـكُـنْ ظِـلالاً فَـحَسْب،
لَـمْ تَـكُنْ ألواحَاً لِنَقْشِ أسْـماء العُشّـاق فَـحَسْب،
لَـمْ تَـكُـنْ لحـاءً لِهجوع الزمان فَـحَسْب،
لَـمْ تَـكُـن، أبَـداً، شَيئاً طفيفـاً،
لمْ ولمْ ولمْ..
نعم ونعـم ونعم..
لقد كانت أكثـر وأعْـمَـقَ مِـنْ ذلك كُـلّـه،
لقد كانت وطـنـــــاً !
لقد كانت وطـنــــاً !!
لَقد كانت وطـنــــاً !!!
ن . م
27-1-2013
مَنْ يتأمّل لوحة الفنـان العراقـي المبدع جواد سـليم (الشجرة القتيلة)، لايمـلك إلاّ أن يتأسّى لفداحة ما تتعرّض له الشجرة من عنف بشري. الشجرة التي رافقت البشر في وجودهم وهي توفّر لهم الثـمر والسكن والظـلال بلا كلل، وبالرغم من ذلك لم تسلـمْ من أذاهم وعنفهم. واللوحة ليست مؤثّرةً بمـوضوعها فحسب، ولكن بأسلوبها الذي يعـتمـد على رشـاقـة الخـط ورهافـة اللون والاقتصـاد بهما الى اقصى حـد، مما يجعـل ذهـن المتلقــي منـصبّــا على التمعّـن في الموضوع، فلا ينصـرف عنه الى تأمـّل الخـط أو اللـون، فتنطبـع في النفس حدة الشراسة التي تمارسها الكائنـات البشـرية، والتي ثبت أنها من أكـثر الكائنات فتكاً بنفسها وبالطبيعة. فلمْ يمرّ بتاريخ الأرض مَنْ مارس أذىً وعنفاً ودمارا ًضدهـا أكثر من هذه الكائنات. واليوم تتخذ اللوحة بعداً جديداً من التأثير، لو أسقطنا عليها ما يجري في العـراق وعليه. فلو افترضنا اللوحة رمـزاً للعـراق، باعتباره مهـداً لأقدم المجتمعـات الزراعية، لما عثرنا على معادل فني أفضل من هذه اللوحة للتعبير عمّا يُرتكب، في العـراق وضده من عنف ومن تدمير !.
القصيــدة:
((رثــــــاء الشـجــــرة))
لَـمْ تَـكُـنْ ثَمَـراً فَـحَسْب،
لَـمْ تَـكُـنْ سَـكَـنـاً فَـحَسْب،
لَـمْ تَـكُـنْ ظِـلالاً فَـحَسْب،
لَـمْ تَـكُنْ ألواحَاً لِنَقْشِ أسْـماء العُشّـاق فَـحَسْب،
لَـمْ تَـكُـنْ لحـاءً لِهجوع الزمان فَـحَسْب،
لَـمْ تَـكُـن، أبَـداً، شَيئاً طفيفـاً،
لمْ ولمْ ولمْ..
نعم ونعـم ونعم..
لقد كانت أكثـر وأعْـمَـقَ مِـنْ ذلك كُـلّـه،
لقد كانت وطـنـــــاً !
لقد كانت وطـنــــاً !!
لَقد كانت وطـنــــاً !!!
ن . م
27-1-2013