إلى الأصدقاء :
أسماؤنا لا تعنى شيئا
إنما نحن
صداقة دائمة يشوبها العداء أحيانا .
كل شئ ضرورى ،
المساحيق والديكور ..
وأعضاء فرقة التمثيل يستعدون
الأوزات فى بقايا ماء من مشهد الأمس
كاميرا تتحرك من الخلف
فى هدوء أشبه ما تكون بثعبان
يستعد للهجوم
فى فراغ مسرح مستدير
والبغايا يشتركن فى المواء .
(1)
* تلعق قطتها كبديل إنسانى للجسد
ترغب فى التجوال بالغرفة
تعبث فى المخدات رغبة الهدم
تحكى عن جدوى الصمت
وأشجارا تستظل بها
من وهج هجير ينبت كل يوم .
(2)
* عنوانى لم أكتبه فى الأجندة
بضع مرات فقط كى أحاسب التاكسى
أعطى سجائرى للجيران
وأشحذ سكينا
فى مرآة واثقة
أن عيونا لا تكشف المرارة
لكنما فى مساء آخر
وضعت المرآة حدا لتكرار المشهد .
(3)
* على غير العادة وحيدا مع أوزة بلاستيكية
ـ المياه قطعها عمال البلدية صباح اليوم ..
ليس لى غير اتخاذ القرار
إما بالقفز من الداخل أو
من الخارج .
(4)
* الجيران شهدوا على سبيل المثال ..
لا حب قبل الطعام
ولا عزاء قبل الموت
أنظرُ الساعات
حوائطَ الغرف
بعد النوم فى المترو
الآن أنظرها من نافورة
فى غرفة المذيعة المسائية
هى أعلى الموجودات وأدناها .
(5)
* شخص يجلس على الهواء
رغبة فى الموت ليس أكثر ،
لو أن فى العمر يوما آخر
لما أمكن الجيران أن يكتبوا
على الحوائط :
لا جدوى من التغيرات .
(6)
* استرخاء أعضائها
بقية الأسبوع
بين إرهاق الهبوط
وإرهاق السفر
لآخر الحنين
فى الآونة الأخيرة
لم تر كلبها الوفى .
(7)
* مرة أخرى :
أحضرت كلبها
أجلسته أمام الراديو
لم تعجبه " صوت العرب "
فالتزم الصمت يوما كاملا ثم مات من الحصر
ليس ثمة مغنٍ
فالمغنى أصر على الصمت أيضا بعد غناء أربعين عاما
والراقصة لن تبين شيئا لجمهورها
فالعزاء قاصر على الجنازة
وربما هو يرغب فى قراءة الاصمعيات .
(8)
* فى تهشم عربة الترام
النظر لأسفل فى حدود الممكن
ليس من المستحيلات
فى مشوارها الشهرى للجامعة
فى الرياضة :
النصر شئ من الرفاهية كانهزام الرعب .
(9)
* صلينى بالجانب الآخر من البهجة
أستدير باحثا عن كآبة
مرت على غير عادتها
وأمسك فى الهواء كتابا يملؤه التحفز
رائحة كلها لك
لمدارات رسمتها عاصفة
لا تقوم بانهيار ما
فى أوجه المساء
الذى يصعد من البحر
فوق رمال الوقت أو بعد صولة الأنفاس
يا أنا التى تبحث عنى منذ أمد
هنا آكل القواقع المخبأة
والأعشاب فى قاع وقتى
لكل وقت نبيُّه الأخير
والشارع المكتظ بالسكون لا يحفل بى .
(10)
* يناير له دفء خاص ونكهة مثيرة
فى سريرى أو تحت الغطاء
لا يجدى الرحيل باكرا
طاردتى الأحلام منذ الولادة
بأن صباحا يأتى يحمل شمسا وعصافير
وبأن الملائكة قريبون للغاية نفسها
قابلتهم فى المقهى
جلسنا إلى كوب واحد
نرشفه فى مهل واثقين بالمحاولة
كالكمين فى مقاه خاوية من البرد
اجلسى أيتها العاصفة
للشجر أن يستعد
وللصبايا أن يتزوجن
لك الوقت المهيأ فى انفراجة الباب
وشراعة الكمائن
ولك انهيارات جميلة
هذا المساء الترابى
وهذا البلد الغبى
فى رغبة التناسل وزيادة الفقر .
(11)
* للحجرة نفسها طعم الرحيل
تتأرجح النجفات من سقفها
بلا إضاءة لمرور بعض الهواء
من غير مناسبة
ربما لتنفسك من بعيد وشارات أصابعك
لبائع متجول لا يبرح الشُّبَاك
يحمل جريدة الصباح
يقرأ الحوادث التى تحبينها بالتأكيد
فتنصتين لنشيد قومى مر بغتة
عبر أسلاك الهاتف
ـ " أبيع بعض البرفانات
مفارش أنتريهات بيضاء
تكايات
آخذ منها كتبا قديمة وبقايا الأشياء "
ـ لا بد من المبادلة بوسعى تأجير المنزل .
ـ سيدتى هل يمكن أن آخذ ملبسه .
ـ يمكن .
ويمر نشيد قومى فى الصالة عبر الممشى
يتأرجح فى السقف ويهوى .
(12)
* نبيع فى الوقت الذى ينبغى فيه الشراء
العمارات فى بهجة مستمرة
والنهر يهدر ساعة وصولها للمطار
لا وقت لبائع الجرائد
أن يرى البلدوزر
أو علبة صفيح فارغة
من الفئران
وازدحام الأستوديو ببقايا المعلبات
التى تركها الممثلون آخر الليل
لبقايا ممثلين أول النهار
حول آخر نبأ تحقق
فى يوم عصيب
الممثلات فى المجلات
صدورهن فى جهاد مع النفس .
(13)
* تتخدد خارطة الأرض وتهوى فى الريح
كراسة تلميذ يخرج توا من مدرسته
وعلى شط بحار الدنيا يقف
يتأمل خارطة أو يخرج قنديلا خبأه
لو أن بحار العالم تهوى أو تسمع أغنية منه :
تأمل الشتاء والعصف والمطر
لو أننا جُنَاة
ما كان للزهر
أن يخرج الرحيق
يا موسم الطيور
إجعل لنا النسيم
يعانق الزهور
فنعرف الطريق .
(14)
* ليست شفرة أن يرتج المسكن
يرتج المسكن بفعل الزلزال لا غير
ينبغى أن أرمم الشروخ
أضع سُدَّةً على السقف
وأُلَيِّطها بالطين
تقينى غضب سماء يناير
أجمع حاجياتى فى صندوق
أضعه تحت السرير
خوف زلزال آخر .
(15)
* خربشة الفئران على السقف
تسليتى الوحيدة
فى انقطاع التيار
يوما ما سأنتقل لعمل آخر
وشقة جديدة فى المدينة
وأضحك على تلك الذكريات
التى أورثتنى التواضع
الكريه
والفضيلة والهلع .
(16)
* عامل التذاكر
يحلم بالسيدة
التى تأتى متأخرة دائما
فى محطة خاوية
تصعد السلم
درجة درجة
تاركة وقع خطواتها
يأتى من بعيد
وينام .
(17)
* عمال الملصقات فى الشوارع الجانبية
يرسمون الممثلات
بلا مكياج تقريبا
فى برد أول يناير
يبتسمون من الفقر
وقلة الجمهور .
(18)
* تجلس فى الصالة
بين المقاعد
ليس لها غير مشهد واحد
ثم تبكى بقية اليوم
على موت البطل
واصطدامها دون قصد
برجل وحيد
قابع فى الظلام .
(19)
* لو أن ظلمة المكان تكفى
لانهيار ما
تجدد ما يهوى من الذاكرة
على أرض الغرفة
شئ لا تستطيع نسيانه
بعد خمس سنوات
مثل صورة معلقة
على حائط الجيران .
(20)
* تحرك الأثاث
فى اتجاه عقارب الساعة
تجاه نافورةٍ صناعية
تظهر فى الكادر
تجلس أمامه
وتبتسم
وهو مشغول بأسئلة ليس لها إجابة .
(21)
* ـ من أين يأتى الحزن
ـ من قلة الحيلة
وكآبة الوجوه
من هواء فاسد
مر بينى وبينك منذ دقيقة .
(22)
* صدى العمال
فى المساحة الضيقة
قرب وجه شهير
يفسد الهواء
يأتى على فرض أن :
الأمانى يمكن أن تتحقق .
أو
نكسب الجائزة .
(23)
* قليل من الحب ساعة الوصول
عل اللقاء يمر دون ضجة
تلمسين يديه بلا محرك لرغبة
بين تصفيق جرئ
وابتسامة مرة لا يراها الجمهور
فى التبديل بين مشهد وآخر
أو تغير الديكور
بخلفية بيضاء
تمسكين بالمرآة تضبطين التسريحة
على جانب الوجه
وتنظرين نفسك فى الشاشة .
(24)
* يجب قراءة التعليق برزانة
مع إضفاء بهجة
للرصاصة الغادرة
واستعداد الجنود
لاغتيال طفل
هل اسمه محمد ؟
للمصور جائزة
ولك زيادة الحوافز .
(25)
* هواء يناير به مسحة من الفرح
وله أريج المجازر
تعودنا أن نمسح دمعة ثم نستأنف الحياة بعدها
بلا ضغينة
نلم الكراكيب فى المنور
نستبدل الإعلان
نرفع إيجار المنزل
نلتم فى نشرة المساء
نرى صدور العارضات من "فاشيون"
أو مؤخراتهن
عازمين السهرة فى الهرم .
(26)
* لى فى كل خطوة
أن أستدير
يتبعنى رجل مجهول
منذ نزولى من التاكسى
يلزمنى حارس خاص
أدلف إلى حضنه آخر الليل
وعندما أخلع ملابسى أكون فى أمان .
(27)
* نسينى الوقت
على الرصيف
ما بين قسوة الآباء وضلال الأمهات
أبى ماجن يأتى آخر الليل
خلسة يدلف بجانبى
أعطيه جسدى
لكنه يبكى فى نشرة الأخبار
والأحداث
يستعطف أمى كى تهيئ التكايا لضيف قادم
يرحل الضيف بى
بعد ملء الاستمارات .
(28)
* حمام للسيدة فى مشهد أخير
مفارش الأرضيات
يجب العناية بالليفة
وإظهارها فى الأفيش .
(29)
* ملابسى لا تناسبنى
أحب الألوان أكثر بهجة
على خط الصدر
لون يناسب الحذاء
والشراب
والميكروفون
وأجراس الكنائس .
(30)
* يمكن وضع وردة كإكسسوار
على الصدر
وخاتم ذهبى فى الأصابع
ومنديل
لزوم التراجيديا
سأقف عندما يدخل البلاتوه
ألوح له ويلوح لى
ونبتسم للكاميرا.
(31)
* نقرأ النص الأخير
يدى على يده على الحرف
يهرب الحرف
وتدلف قطة بين سطر وسطر
يسحب يده لكن دفأها ما يزال
يتأرجح إلى المساء
حيث يغلق الراديو
فى الربع الأخير
وينصرف .
(32)
* صدفة أن تكتب التاريخ
لا لشئ
سوى أن تحدد بدقة
طعم أول قبلة
ملمس يديه فى توتر
ارتعاشتها خوف
الانسياق لنداء غامض
خلف الكواليس .
(33)
* تخلع السوتيان
تحدد بضع علامات
أمام المرآة
تستدير كى ترى ظهرها العارى
لو أنه هنا ..
لو أنه ..
لو ..
(34)
* ما بين رغبة الغثيان
وبهجة الشعور بالاثم
يولد الحرمان .
(35)
* لى شقة بالمساكن لا تليق
بسيدتى
لا تليق بالحزن أيضا
تجلس بها العفاريت منتظرة
انهيارا ما
أو
خطا أخضر فاصلا
بين الأطفال والمدرعات .
(36)
* صوتى غريب هذه الليلة
يخرج رذاذا من بلعومى
يتناثر بمساحة واسعة
أحسب نهرا ثائرا
وعندما أمشى أقع فى لجة
وسط الحجرة .
(37)
* لأعمق من هذا
أجد نفسى مضطرة
لتصفيف شعرى
بالسيشوار
لمرة أخيرة
كى يلائم الديكور
نتبادل الأدوار
هو يبحث عن رجولته
وأنا أبحث عن أنوثتى .
(38)
* يومان آخران فى التصوير
نهار داخلى
غرفة النوم متعبة
من تكرار المشاهد
والستائر
وحركة العاملين
يبصون من تحت لتحت
ويضحكون فى صمت
هل أعجبهم لباسى الداخلى .
(39)
* لا تنادنى باسمى
لى اسمان
اسم يعرفه أهلى
واسم لعشيقاتى
واحدة منهن فقط
تعرف اسمى الثالث .
(40)
* لى وجهان
وجه يعرفه الله
ووجه يعرفه الشيطان .
(41)
* هل ترغب أن أستعمل أقراص النوم
هل تسمح أن تعطينى أغطيتك
أدفئك من برد يناير
الحائط يمنعنى رؤيتك
وثقب المفتاح لا يكفى .
(42)
* جملة وحيدة فى آخر السطر
وفاصلة
أى فراغ دام أبيض يفجؤنا الليلة
هل نقدر أن نقرأ نصاً دون رموز
أو تأويل .
(43)
* تكتب فى المتن أنا وحيدة
وأكتب فى الهامش أنا وحيد
يجمعنا شئ مشترك
نصبح جسدا واحدا ونتفرق
نصفين فى الصباح
تحمل نصفى معها
وأحمل نصفها معى
وعندما نلتقى نصبح غريبين .
(44)
* صدفة أن تغريك امرأة بالمدينة
تعد بغرفتها التذكارات
واحدا آخر لليلة وحيدة
تعرف أن
عرقك ليس على قدر كفايتها
ومع ذلك تدمن الحضور
تبص من ثقب المفتاح
تهدر مياهك الدافئة .
(45)
* فوق السطح غرفة أخرى
أصدقائى العناكب
والغبار
وقطة وحيدة مثلى
توسدتُ دكة
عينى بعين سماء
رمادية
بينى وبين النجوم بومة عمياء
أتخبط بين لونين
يأتى صوتها من بعيد :
" هل تحبنى "
أمسك وردة الغبار
تحبنى لا تحبنى
تحبنى
لا
(46)
* كنت من الحرس القديم
صعدت البحر عنوة
سرقت أمواجه وهجرته
إلى أعلى
حيث النوارس
تنتظرنى بلا اكتراث
قدمى على جزيرة
والأخرى بالقاع .
(47)
* فى الشوارع المضاءة
حيث الليل كلب أخرس
يقودنى
لصناديق قمامة
أبحث عن جثة
بها رائحتى
رائحة كلبها
تأتى مع المطر
الخفيف
أخلع الجاكيت
أدفئ الرائحة .
(48)
* المدينة خاوية
وبوسعى أن أجلس ملتحفا نفسى
فى شارع الجلاء
يدلف كلب أسود
يقاسمنى نصف رغيف
لم يتبق غير
رغيف واحد
نتصاحب
أحمله للحسينية
نصبح شركاء المسكن .
(49)
* لو يأتى باكرا
يومى مشغول
بالسيناريو
أبى كان هنا
تأمل أوسمتى
ـ سيعود ويأخذ شارته .
دورى دور امرأة فى مرحاض
تعلن عن " هامبرجر " .
(50)
* وقع خطوات فى الردهة
أنظر شراعة الباب
أُدخل هيأته المتلاشية
تنفجر ضلوعى
عارية كنت
أسحب نفسى تحت الغطاء .
(51)
* ما بين وقت ووقت يدلف الوقت
من ساعات الحوائط
فى المحطات
وأنت تركبين المترو فى عربة السيدات
تبصين على الأرصفة
النظيفة
تودين رمى بقايا الذكريات
علّها توسخ المكان .
(52)
* لم أشتر هدية عيد الميلاد
لا تكفيها وردة
يمكن أن أزورها فى وقت آخر
بعد انحسار المطر
أحمل موتاى تحت جلدى
منذ ثلاثين عاما
أرقص مثلما يرقصون
وعندما ننتهى
أعطيهم وردة عيد الميلاد
نجلس
خلف التمثال التذكارى فى الميدان
وننشج أريج الوردة
يكفينا
فى عز المحنة لا نفترق .
(53)
* بخلاف المعهود
تلتقط الكراسات وتمضى
تاركة هيأتها
وأنا أيضا أرحل تاركا هيأتى
نتجمع أربعة متخاصمين
من منا المخطئ
المخطئ شخص خامس
ترك هويته فى التلفاز .
(54)
* هنا كمين فى السندوتش
سيخرج المخبر بعد لحظة
من الممر
يشرب معك الشاى
ويراودك عن نفسك
أَعطيه شارتى القديمة
وخمسة جنيهات على سبيل الأمانة
سيفرح كثيرا
وينصرف .
(55)
* تحتضن محلل الأخبار
تدعوه للعشاء
أجلس بينهما
لا لشئ سوى
انتظار بكائهما المسائى
لزوم التدريب
وعندما يهم بالخروج
ألبسه الملابس الثقيلة
لكنه يتجه لحجرة النوم
يواصل البكاء .
(56)
* بعد لحظات ألبس
ملابس " الشوفير"
تتبدل أقنعتى حسب الاستخدام
أنا الرجل المهم
وهى السيدة المهمة
تجلس فى المقعد الخلفى
تشاهد الفتارين
من خلف الزجاج الأسود
يعجبها رجل ما
أوقفه
ـ كلم سيدتى .
يدلف للمقعد الخلفى
فأسمع الهراش والتأوه .
(57)
* مواء البغايا آخر الليل
ينادى أمثالى
لا أستطيع
تورمت خصيتاى هذا الصباح .
(58)
* تماما كما فى الحلم
تطير فى اللانهاية
تنفرط من يديك نثارات
على فرض أنها السعادة
هل يجب أن نظل هكذا معلقين
للأسف
موهمين الجيران
بمدى ائتلافنا
وانتظارنا الجنين .
(59)
* شخص ما يعدل وضع نظارته
ليس نفس الشخص
يبدو أنه الشبيه
يحتل المشهد كليا
ويفترض
أن يموت الأصل أو
نقتل الشبيه .
(60)
* عليكَ فى آخر الليل
أن لا تحطمنى تماما
فإنى مصابة بهشاشة العظام
ضمنى ليس بقوة تماما
بأكثر من ذلك
بقبلة على الجبين
وطبطبة على الكتف .
(61)
= تحملين اسمى ولا أحمل
منك شيئا
سوى صوتك
فى أذنىّ
ويهيئ لى
أن بركانا يصعد
وأن جثة
لا تغادر جسدى .
= تتخيل أطيافا
تأتى لو يسكت الصراخ
لو تستعيد ـ لحظة الإعلان ـ
الضوء والعرق
الذين يغمران جسدين
ظلا هكذا مدة طويلة
يحدقان فى الألبوم .
= أنا الوحيد فى هذه المدينة
من يُجَمِّلُنى إذن
غير هذى الوجوه
وغير شارع أَحَبُّ ما فيه
اختراع أناس
يمرُّون من الحوائط .
= الشارع الوحيد الذى أُحبه
فى الجانب الآخر
حيث نهر صاخب
خلف العمارات
وحيث القطط أكثر ألفة
من كلب ضال .
= بالطبع نحن وحيدان
منفردان
بأربعة عيون فقط
يُحدّق فينا
كأسان من الليمون
ومَقْعَدان
ويلزمنا الحضور .
= فى آخر الحديقة الصناعية
حيث نكمل التعارف
ـ من اعطاك اسمى ؟!
ـ ( رجل عجوز يهوى الخراب ) .
= نحن أيضا نهوى الخرائب
حين يأتى الصيف
أكون هنا
أكثر مواتا
من ميت
ومن مدينة خاوية
وكل صيف
نفعل نفس الشىء .
= نحمل المقاعد ، نرتب
الصور
إلى أن يحين الموعد
وفى كل صيف
ترحلين
تحملين اسمى
ولا أحمل منك شيئا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر الديوان بسلسلة إبداعات العدد180
الهيئة العامة لقصور الثقافة . ط1 2003
تصميم الغلاف : رأفت محى الدين .
موتيفة الغلاف للفنان : صبحى جرجس .
المراجعة اللغوية : عادل سميح .
الطباعة والتنفيذ : الشركة الدولية للطباعة المنطقة الصناعية الثانية 6 أكتوبر .
رقم الايداع
:/ 8551/2003
الترقيم الدولى ISBN:977-305-445-446-2
أسماؤنا لا تعنى شيئا
إنما نحن
صداقة دائمة يشوبها العداء أحيانا .
كل شئ ضرورى ،
المساحيق والديكور ..
وأعضاء فرقة التمثيل يستعدون
الأوزات فى بقايا ماء من مشهد الأمس
كاميرا تتحرك من الخلف
فى هدوء أشبه ما تكون بثعبان
يستعد للهجوم
فى فراغ مسرح مستدير
والبغايا يشتركن فى المواء .
(1)
* تلعق قطتها كبديل إنسانى للجسد
ترغب فى التجوال بالغرفة
تعبث فى المخدات رغبة الهدم
تحكى عن جدوى الصمت
وأشجارا تستظل بها
من وهج هجير ينبت كل يوم .
(2)
* عنوانى لم أكتبه فى الأجندة
بضع مرات فقط كى أحاسب التاكسى
أعطى سجائرى للجيران
وأشحذ سكينا
فى مرآة واثقة
أن عيونا لا تكشف المرارة
لكنما فى مساء آخر
وضعت المرآة حدا لتكرار المشهد .
(3)
* على غير العادة وحيدا مع أوزة بلاستيكية
ـ المياه قطعها عمال البلدية صباح اليوم ..
ليس لى غير اتخاذ القرار
إما بالقفز من الداخل أو
من الخارج .
(4)
* الجيران شهدوا على سبيل المثال ..
لا حب قبل الطعام
ولا عزاء قبل الموت
أنظرُ الساعات
حوائطَ الغرف
بعد النوم فى المترو
الآن أنظرها من نافورة
فى غرفة المذيعة المسائية
هى أعلى الموجودات وأدناها .
(5)
* شخص يجلس على الهواء
رغبة فى الموت ليس أكثر ،
لو أن فى العمر يوما آخر
لما أمكن الجيران أن يكتبوا
على الحوائط :
لا جدوى من التغيرات .
(6)
* استرخاء أعضائها
بقية الأسبوع
بين إرهاق الهبوط
وإرهاق السفر
لآخر الحنين
فى الآونة الأخيرة
لم تر كلبها الوفى .
(7)
* مرة أخرى :
أحضرت كلبها
أجلسته أمام الراديو
لم تعجبه " صوت العرب "
فالتزم الصمت يوما كاملا ثم مات من الحصر
ليس ثمة مغنٍ
فالمغنى أصر على الصمت أيضا بعد غناء أربعين عاما
والراقصة لن تبين شيئا لجمهورها
فالعزاء قاصر على الجنازة
وربما هو يرغب فى قراءة الاصمعيات .
(8)
* فى تهشم عربة الترام
النظر لأسفل فى حدود الممكن
ليس من المستحيلات
فى مشوارها الشهرى للجامعة
فى الرياضة :
النصر شئ من الرفاهية كانهزام الرعب .
(9)
* صلينى بالجانب الآخر من البهجة
أستدير باحثا عن كآبة
مرت على غير عادتها
وأمسك فى الهواء كتابا يملؤه التحفز
رائحة كلها لك
لمدارات رسمتها عاصفة
لا تقوم بانهيار ما
فى أوجه المساء
الذى يصعد من البحر
فوق رمال الوقت أو بعد صولة الأنفاس
يا أنا التى تبحث عنى منذ أمد
هنا آكل القواقع المخبأة
والأعشاب فى قاع وقتى
لكل وقت نبيُّه الأخير
والشارع المكتظ بالسكون لا يحفل بى .
(10)
* يناير له دفء خاص ونكهة مثيرة
فى سريرى أو تحت الغطاء
لا يجدى الرحيل باكرا
طاردتى الأحلام منذ الولادة
بأن صباحا يأتى يحمل شمسا وعصافير
وبأن الملائكة قريبون للغاية نفسها
قابلتهم فى المقهى
جلسنا إلى كوب واحد
نرشفه فى مهل واثقين بالمحاولة
كالكمين فى مقاه خاوية من البرد
اجلسى أيتها العاصفة
للشجر أن يستعد
وللصبايا أن يتزوجن
لك الوقت المهيأ فى انفراجة الباب
وشراعة الكمائن
ولك انهيارات جميلة
هذا المساء الترابى
وهذا البلد الغبى
فى رغبة التناسل وزيادة الفقر .
(11)
* للحجرة نفسها طعم الرحيل
تتأرجح النجفات من سقفها
بلا إضاءة لمرور بعض الهواء
من غير مناسبة
ربما لتنفسك من بعيد وشارات أصابعك
لبائع متجول لا يبرح الشُّبَاك
يحمل جريدة الصباح
يقرأ الحوادث التى تحبينها بالتأكيد
فتنصتين لنشيد قومى مر بغتة
عبر أسلاك الهاتف
ـ " أبيع بعض البرفانات
مفارش أنتريهات بيضاء
تكايات
آخذ منها كتبا قديمة وبقايا الأشياء "
ـ لا بد من المبادلة بوسعى تأجير المنزل .
ـ سيدتى هل يمكن أن آخذ ملبسه .
ـ يمكن .
ويمر نشيد قومى فى الصالة عبر الممشى
يتأرجح فى السقف ويهوى .
(12)
* نبيع فى الوقت الذى ينبغى فيه الشراء
العمارات فى بهجة مستمرة
والنهر يهدر ساعة وصولها للمطار
لا وقت لبائع الجرائد
أن يرى البلدوزر
أو علبة صفيح فارغة
من الفئران
وازدحام الأستوديو ببقايا المعلبات
التى تركها الممثلون آخر الليل
لبقايا ممثلين أول النهار
حول آخر نبأ تحقق
فى يوم عصيب
الممثلات فى المجلات
صدورهن فى جهاد مع النفس .
(13)
* تتخدد خارطة الأرض وتهوى فى الريح
كراسة تلميذ يخرج توا من مدرسته
وعلى شط بحار الدنيا يقف
يتأمل خارطة أو يخرج قنديلا خبأه
لو أن بحار العالم تهوى أو تسمع أغنية منه :
تأمل الشتاء والعصف والمطر
لو أننا جُنَاة
ما كان للزهر
أن يخرج الرحيق
يا موسم الطيور
إجعل لنا النسيم
يعانق الزهور
فنعرف الطريق .
(14)
* ليست شفرة أن يرتج المسكن
يرتج المسكن بفعل الزلزال لا غير
ينبغى أن أرمم الشروخ
أضع سُدَّةً على السقف
وأُلَيِّطها بالطين
تقينى غضب سماء يناير
أجمع حاجياتى فى صندوق
أضعه تحت السرير
خوف زلزال آخر .
(15)
* خربشة الفئران على السقف
تسليتى الوحيدة
فى انقطاع التيار
يوما ما سأنتقل لعمل آخر
وشقة جديدة فى المدينة
وأضحك على تلك الذكريات
التى أورثتنى التواضع
الكريه
والفضيلة والهلع .
(16)
* عامل التذاكر
يحلم بالسيدة
التى تأتى متأخرة دائما
فى محطة خاوية
تصعد السلم
درجة درجة
تاركة وقع خطواتها
يأتى من بعيد
وينام .
(17)
* عمال الملصقات فى الشوارع الجانبية
يرسمون الممثلات
بلا مكياج تقريبا
فى برد أول يناير
يبتسمون من الفقر
وقلة الجمهور .
(18)
* تجلس فى الصالة
بين المقاعد
ليس لها غير مشهد واحد
ثم تبكى بقية اليوم
على موت البطل
واصطدامها دون قصد
برجل وحيد
قابع فى الظلام .
(19)
* لو أن ظلمة المكان تكفى
لانهيار ما
تجدد ما يهوى من الذاكرة
على أرض الغرفة
شئ لا تستطيع نسيانه
بعد خمس سنوات
مثل صورة معلقة
على حائط الجيران .
(20)
* تحرك الأثاث
فى اتجاه عقارب الساعة
تجاه نافورةٍ صناعية
تظهر فى الكادر
تجلس أمامه
وتبتسم
وهو مشغول بأسئلة ليس لها إجابة .
(21)
* ـ من أين يأتى الحزن
ـ من قلة الحيلة
وكآبة الوجوه
من هواء فاسد
مر بينى وبينك منذ دقيقة .
(22)
* صدى العمال
فى المساحة الضيقة
قرب وجه شهير
يفسد الهواء
يأتى على فرض أن :
الأمانى يمكن أن تتحقق .
أو
نكسب الجائزة .
(23)
* قليل من الحب ساعة الوصول
عل اللقاء يمر دون ضجة
تلمسين يديه بلا محرك لرغبة
بين تصفيق جرئ
وابتسامة مرة لا يراها الجمهور
فى التبديل بين مشهد وآخر
أو تغير الديكور
بخلفية بيضاء
تمسكين بالمرآة تضبطين التسريحة
على جانب الوجه
وتنظرين نفسك فى الشاشة .
(24)
* يجب قراءة التعليق برزانة
مع إضفاء بهجة
للرصاصة الغادرة
واستعداد الجنود
لاغتيال طفل
هل اسمه محمد ؟
للمصور جائزة
ولك زيادة الحوافز .
(25)
* هواء يناير به مسحة من الفرح
وله أريج المجازر
تعودنا أن نمسح دمعة ثم نستأنف الحياة بعدها
بلا ضغينة
نلم الكراكيب فى المنور
نستبدل الإعلان
نرفع إيجار المنزل
نلتم فى نشرة المساء
نرى صدور العارضات من "فاشيون"
أو مؤخراتهن
عازمين السهرة فى الهرم .
(26)
* لى فى كل خطوة
أن أستدير
يتبعنى رجل مجهول
منذ نزولى من التاكسى
يلزمنى حارس خاص
أدلف إلى حضنه آخر الليل
وعندما أخلع ملابسى أكون فى أمان .
(27)
* نسينى الوقت
على الرصيف
ما بين قسوة الآباء وضلال الأمهات
أبى ماجن يأتى آخر الليل
خلسة يدلف بجانبى
أعطيه جسدى
لكنه يبكى فى نشرة الأخبار
والأحداث
يستعطف أمى كى تهيئ التكايا لضيف قادم
يرحل الضيف بى
بعد ملء الاستمارات .
(28)
* حمام للسيدة فى مشهد أخير
مفارش الأرضيات
يجب العناية بالليفة
وإظهارها فى الأفيش .
(29)
* ملابسى لا تناسبنى
أحب الألوان أكثر بهجة
على خط الصدر
لون يناسب الحذاء
والشراب
والميكروفون
وأجراس الكنائس .
(30)
* يمكن وضع وردة كإكسسوار
على الصدر
وخاتم ذهبى فى الأصابع
ومنديل
لزوم التراجيديا
سأقف عندما يدخل البلاتوه
ألوح له ويلوح لى
ونبتسم للكاميرا.
(31)
* نقرأ النص الأخير
يدى على يده على الحرف
يهرب الحرف
وتدلف قطة بين سطر وسطر
يسحب يده لكن دفأها ما يزال
يتأرجح إلى المساء
حيث يغلق الراديو
فى الربع الأخير
وينصرف .
(32)
* صدفة أن تكتب التاريخ
لا لشئ
سوى أن تحدد بدقة
طعم أول قبلة
ملمس يديه فى توتر
ارتعاشتها خوف
الانسياق لنداء غامض
خلف الكواليس .
(33)
* تخلع السوتيان
تحدد بضع علامات
أمام المرآة
تستدير كى ترى ظهرها العارى
لو أنه هنا ..
لو أنه ..
لو ..
(34)
* ما بين رغبة الغثيان
وبهجة الشعور بالاثم
يولد الحرمان .
(35)
* لى شقة بالمساكن لا تليق
بسيدتى
لا تليق بالحزن أيضا
تجلس بها العفاريت منتظرة
انهيارا ما
أو
خطا أخضر فاصلا
بين الأطفال والمدرعات .
(36)
* صوتى غريب هذه الليلة
يخرج رذاذا من بلعومى
يتناثر بمساحة واسعة
أحسب نهرا ثائرا
وعندما أمشى أقع فى لجة
وسط الحجرة .
(37)
* لأعمق من هذا
أجد نفسى مضطرة
لتصفيف شعرى
بالسيشوار
لمرة أخيرة
كى يلائم الديكور
نتبادل الأدوار
هو يبحث عن رجولته
وأنا أبحث عن أنوثتى .
(38)
* يومان آخران فى التصوير
نهار داخلى
غرفة النوم متعبة
من تكرار المشاهد
والستائر
وحركة العاملين
يبصون من تحت لتحت
ويضحكون فى صمت
هل أعجبهم لباسى الداخلى .
(39)
* لا تنادنى باسمى
لى اسمان
اسم يعرفه أهلى
واسم لعشيقاتى
واحدة منهن فقط
تعرف اسمى الثالث .
(40)
* لى وجهان
وجه يعرفه الله
ووجه يعرفه الشيطان .
(41)
* هل ترغب أن أستعمل أقراص النوم
هل تسمح أن تعطينى أغطيتك
أدفئك من برد يناير
الحائط يمنعنى رؤيتك
وثقب المفتاح لا يكفى .
(42)
* جملة وحيدة فى آخر السطر
وفاصلة
أى فراغ دام أبيض يفجؤنا الليلة
هل نقدر أن نقرأ نصاً دون رموز
أو تأويل .
(43)
* تكتب فى المتن أنا وحيدة
وأكتب فى الهامش أنا وحيد
يجمعنا شئ مشترك
نصبح جسدا واحدا ونتفرق
نصفين فى الصباح
تحمل نصفى معها
وأحمل نصفها معى
وعندما نلتقى نصبح غريبين .
(44)
* صدفة أن تغريك امرأة بالمدينة
تعد بغرفتها التذكارات
واحدا آخر لليلة وحيدة
تعرف أن
عرقك ليس على قدر كفايتها
ومع ذلك تدمن الحضور
تبص من ثقب المفتاح
تهدر مياهك الدافئة .
(45)
* فوق السطح غرفة أخرى
أصدقائى العناكب
والغبار
وقطة وحيدة مثلى
توسدتُ دكة
عينى بعين سماء
رمادية
بينى وبين النجوم بومة عمياء
أتخبط بين لونين
يأتى صوتها من بعيد :
" هل تحبنى "
أمسك وردة الغبار
تحبنى لا تحبنى
تحبنى
لا
(46)
* كنت من الحرس القديم
صعدت البحر عنوة
سرقت أمواجه وهجرته
إلى أعلى
حيث النوارس
تنتظرنى بلا اكتراث
قدمى على جزيرة
والأخرى بالقاع .
(47)
* فى الشوارع المضاءة
حيث الليل كلب أخرس
يقودنى
لصناديق قمامة
أبحث عن جثة
بها رائحتى
رائحة كلبها
تأتى مع المطر
الخفيف
أخلع الجاكيت
أدفئ الرائحة .
(48)
* المدينة خاوية
وبوسعى أن أجلس ملتحفا نفسى
فى شارع الجلاء
يدلف كلب أسود
يقاسمنى نصف رغيف
لم يتبق غير
رغيف واحد
نتصاحب
أحمله للحسينية
نصبح شركاء المسكن .
(49)
* لو يأتى باكرا
يومى مشغول
بالسيناريو
أبى كان هنا
تأمل أوسمتى
ـ سيعود ويأخذ شارته .
دورى دور امرأة فى مرحاض
تعلن عن " هامبرجر " .
(50)
* وقع خطوات فى الردهة
أنظر شراعة الباب
أُدخل هيأته المتلاشية
تنفجر ضلوعى
عارية كنت
أسحب نفسى تحت الغطاء .
(51)
* ما بين وقت ووقت يدلف الوقت
من ساعات الحوائط
فى المحطات
وأنت تركبين المترو فى عربة السيدات
تبصين على الأرصفة
النظيفة
تودين رمى بقايا الذكريات
علّها توسخ المكان .
(52)
* لم أشتر هدية عيد الميلاد
لا تكفيها وردة
يمكن أن أزورها فى وقت آخر
بعد انحسار المطر
أحمل موتاى تحت جلدى
منذ ثلاثين عاما
أرقص مثلما يرقصون
وعندما ننتهى
أعطيهم وردة عيد الميلاد
نجلس
خلف التمثال التذكارى فى الميدان
وننشج أريج الوردة
يكفينا
فى عز المحنة لا نفترق .
(53)
* بخلاف المعهود
تلتقط الكراسات وتمضى
تاركة هيأتها
وأنا أيضا أرحل تاركا هيأتى
نتجمع أربعة متخاصمين
من منا المخطئ
المخطئ شخص خامس
ترك هويته فى التلفاز .
(54)
* هنا كمين فى السندوتش
سيخرج المخبر بعد لحظة
من الممر
يشرب معك الشاى
ويراودك عن نفسك
أَعطيه شارتى القديمة
وخمسة جنيهات على سبيل الأمانة
سيفرح كثيرا
وينصرف .
(55)
* تحتضن محلل الأخبار
تدعوه للعشاء
أجلس بينهما
لا لشئ سوى
انتظار بكائهما المسائى
لزوم التدريب
وعندما يهم بالخروج
ألبسه الملابس الثقيلة
لكنه يتجه لحجرة النوم
يواصل البكاء .
(56)
* بعد لحظات ألبس
ملابس " الشوفير"
تتبدل أقنعتى حسب الاستخدام
أنا الرجل المهم
وهى السيدة المهمة
تجلس فى المقعد الخلفى
تشاهد الفتارين
من خلف الزجاج الأسود
يعجبها رجل ما
أوقفه
ـ كلم سيدتى .
يدلف للمقعد الخلفى
فأسمع الهراش والتأوه .
(57)
* مواء البغايا آخر الليل
ينادى أمثالى
لا أستطيع
تورمت خصيتاى هذا الصباح .
(58)
* تماما كما فى الحلم
تطير فى اللانهاية
تنفرط من يديك نثارات
على فرض أنها السعادة
هل يجب أن نظل هكذا معلقين
للأسف
موهمين الجيران
بمدى ائتلافنا
وانتظارنا الجنين .
(59)
* شخص ما يعدل وضع نظارته
ليس نفس الشخص
يبدو أنه الشبيه
يحتل المشهد كليا
ويفترض
أن يموت الأصل أو
نقتل الشبيه .
(60)
* عليكَ فى آخر الليل
أن لا تحطمنى تماما
فإنى مصابة بهشاشة العظام
ضمنى ليس بقوة تماما
بأكثر من ذلك
بقبلة على الجبين
وطبطبة على الكتف .
(61)
= تحملين اسمى ولا أحمل
منك شيئا
سوى صوتك
فى أذنىّ
ويهيئ لى
أن بركانا يصعد
وأن جثة
لا تغادر جسدى .
= تتخيل أطيافا
تأتى لو يسكت الصراخ
لو تستعيد ـ لحظة الإعلان ـ
الضوء والعرق
الذين يغمران جسدين
ظلا هكذا مدة طويلة
يحدقان فى الألبوم .
= أنا الوحيد فى هذه المدينة
من يُجَمِّلُنى إذن
غير هذى الوجوه
وغير شارع أَحَبُّ ما فيه
اختراع أناس
يمرُّون من الحوائط .
= الشارع الوحيد الذى أُحبه
فى الجانب الآخر
حيث نهر صاخب
خلف العمارات
وحيث القطط أكثر ألفة
من كلب ضال .
= بالطبع نحن وحيدان
منفردان
بأربعة عيون فقط
يُحدّق فينا
كأسان من الليمون
ومَقْعَدان
ويلزمنا الحضور .
= فى آخر الحديقة الصناعية
حيث نكمل التعارف
ـ من اعطاك اسمى ؟!
ـ ( رجل عجوز يهوى الخراب ) .
= نحن أيضا نهوى الخرائب
حين يأتى الصيف
أكون هنا
أكثر مواتا
من ميت
ومن مدينة خاوية
وكل صيف
نفعل نفس الشىء .
= نحمل المقاعد ، نرتب
الصور
إلى أن يحين الموعد
وفى كل صيف
ترحلين
تحملين اسمى
ولا أحمل منك شيئا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر الديوان بسلسلة إبداعات العدد180
الهيئة العامة لقصور الثقافة . ط1 2003
تصميم الغلاف : رأفت محى الدين .
موتيفة الغلاف للفنان : صبحى جرجس .
المراجعة اللغوية : عادل سميح .
الطباعة والتنفيذ : الشركة الدولية للطباعة المنطقة الصناعية الثانية 6 أكتوبر .
رقم الايداع
الترقيم الدولى ISBN:977-305-445-446-2