" آه كنتم تحبوننى من أجل هذه
البداية البسيطة لحبى لكم
الذى كان دائم الهرب
لأن حضوركم ما إن أحبه حتى
يدخل فى الفضاء الذى
لا أعود أجدكم فيه "
ريلكه
* بدء الكلام :
الشمس تغلق بحرها و الروح متسع محاجرها
كتاب سوف نقرأه الظلامُ
فى أول الصفحات
نجم ثاقب ووميض أنثى
بيدر ويمامُ
كُتب الكلام بخطها ، اشتبكت ينابيع برمل الضوء
وابتدأ الكلامُ
قالت له :
خمسون ألفاً من سنين الضوء ترتد البلاد وتنطوى إن لم ....
ـ وكيف أراك يا أمى ؟
تقول الأم :
فى النار القديمة حينما انسدل الظلام ُ
جرى الملوك الأولون وفتحوا مدن الشموس
معابدى المثلى أقاموا
أرسلوا التاريخ عنواناً على جسدى
رفعت حجابى .. انفجرت بلادى فوق أعدائى ...
ـ وكيف أراك يا أمى ؟
تقول الأم :
فى العشب استرد الروح أوزوريس
وانبجست ينابيع برمل الضوء
وابتدأ الكلاماَ :
* هى ... لى
زمن ولّى وأصداء تغيب
الآن يصحو البحر
يمضى البحر للشاطئ
لاحت .. هى
وانثالت يمامات
دخلنا نخلتين ، انتبهت كل الطيور العائدات
البحر يصحو
وهى .. لى
خلف شبابيك من الضوء الملون .
هى لى جرح ونقش
ليتنى
فى الفلك الدائر روحاً للكتابات التى لم تكتبِ .
فأقول الله حيناً
وأصلى
لإله الشعر
للشمس
لكل الأولين .
هى .. لى
لا زمن يأتى
لها ألف قناع وثنى و ......
ولى خلف الشبابيك البكاءْ .
* هذى طيور الأفق تعلو ثم تهبط
(1)
أرق على أرقى القديمْ
ورق وحبر خامد ، لغة على الشجر المقيم
سرب الفراش ينز أوجاعى ويسلمنى إلى الضوء البعيدْ
وأنا بباب البحر منطلق ، أريد البحر والأمواج عاصفةٌ
وفوق الصدر أحجار الهواء ونازف فى الصمت من أرقى القديم
لا البحر يأخذنى ولا الأشجار تخفى عورتى والسراب منطلق يحوم
لغة من الوجع القديم
تنسل من الروح الحبيسة ، تنسج الأطيافَ
تمسكها يداى وتنطوى الأيام عدًا وانسرابْ
فبأى ذاكرة أعيش وربما أهلكت روحى بالغيابْ
كلا ولا لغة تبوحْ
الضوء يأتى والجروح مدائن اشتعلت سديم
(2)
فى الليل تنسكب البلادْ
فى ضفتيها الورد والأولاد و النهر المؤله ملتقى جمع البناتْ
ولد وبنت ينزلان النهر أسماكاً
يفيض على لظى الصحراء ورداً
والرمال تأوهت وتموت من وطء النباتْ
ألق بقاع النفس وانسكبت أغانى العشق وأنشطر المقامُ
أخذن قلبى الأمنيات وتوجتنى الأغنياتْ .
(3)
لو هذه الواحات من لهف إلى تسربت بين الرمالِ
أترحل الساعات عن ميقاتها
وأعود من أقصى البلاد متوجاً بالضوء من لغة السديم
هذى طيور الأفق تعلو
والسماء كأنما وجه على الأمواج متكئ
هو النبأ الأخير :
* نغم سماوى تدلى من مروج البحرِ
* خلق يبدأ التاريخَ
* تشتبك البداياتُ
* الطيور تدفقت صوب البلادْ
هذى
طيور الأفق تعلو
ثم تهبط .
* مكابدات
(1)
تتفتت أنسجة الحلم على هذا الكون المجنونْ
تتكور كل الأشياء وتصبح آذاناً وعيون
الجدران ، بقايا السور الخلفى
أثاث "الصالون" الذهبى
يتكرر لون الأيام ، وطعم الأحلام ، وتختلط معالم وسجون
( لكأنى أبصر فى مرآة الروح أناشيد الضوضاء
أبصرنى فوق جماجم أسلافى فى ألق الشمس السوداء
لكأنى أبحر فى ملكوت الدم
أبحث عنى فى أرض الله . )
( 2)
مات الظل بكف الشمس تداعت
كل الأشياء ركام
الغصن النابت فى كف الموت ، الأرض العطشى
والأيام
ترتجف جبالا ومراع جرداء
( يا ضوء الكلمات
احملنى فوق جناحك أبصر هذا العالم
احملنى قنديلا فى الظلمات
فالعالم والأيدى والأقدام
سحقتنى فعرفت الله
وعرفت العدل الخابى كيف ينام
ما بين الشهوة والإغفاء . )
(3)
اليوم يثور الكون ويولد ،
فلتدنو ذرات العشق الآتى للأعماق المنسية
ـ أحصنة الرغبة تجمح فى الغابات الوحشية
ـ وذراع الشمس ؟
ـ يخنق فى الأشياءْ
( غادرنى الأفق وما غادرنى الماء
فحططت على الأرض مهيض جناح
أكتب ألواحى فى أرض
تحرق للرب الألواح . )
(4)
نقسم نحن الأحياء الموتى أنا الموتى الأحياء
يا أملا يسكن قاع النهر ويطفو خمرا ونساء
نقسم أن ننشد أغنية الموت الأزلى
نقتل أنفسنا لو جاء نبى
( …………………………………..
…………………………………. )
(5)
العدل مخاض لم يولد بعد
( …………………………………
……………………………………… )
* خروج
نصف من الثلج جزائر الجسد
ـ والآخر النارى … ؟
ـ فى دمى أبد :
من لحظة التكوين صوته جناحان تغيب فى خوافيه أسنة الرماح ،
يبدأ المسير طائر الصباح
نازفا
وظلمات رابها خفق الجناح
أفقه المطموس فى الغيب استبد ..
غيب وماض فى عصور الثلج يمتد إلى ،
والرياح فى اجتياح الروح
ما تزال تلقينى لواد ما به زرع ولا ماء ،
وصحراء
تزاوج السراب بالدماء ،
واشتهائى جرعة من ماء إبطيها تطهر الفضاء ، ..
نار على نار ولو أنصفنى الإله لاسترد روحا ضائعا ،
والكون ثقب أسود والأرض نهب التيه
نصفها بلاد مسبلات الجفن أغوت ساكنيها بالفرح …
يا أيها الضوء ليال مظلمات فى ليال مظلمات .
قلت :
يا ربُّ النجاة لم يكن
والتيه ظلمة
وكائن بدائى مخضب اليدين
بالسراب يتحد ..
ينى وبين النار آلاف من الأعوام
مازلت
أجوب فى ابتهال لانثيال النور منسوجا بخيط الكاف والنون
أريد الأرض ميدانا لروحى
يا بلادا أسبلت جفونها
وأوصد الأمير بابها
الطيور السود مدت مخلبا
وطائر الصباح يمضى مسمل العينين
ضائع الرشد …
* تداخل
(1)
يساقط الحلم البرئ على
حدود مناخنا القارى فى صحراء
تعشق من يتابع خطوها ،
إما لبابل أو أواريس ،
فقم يا كاهن النيران عمد جرحنا الدامى ،
أقرطاج تضاجع من يضاجعها ؟
رأت إزيس هانيبال متكأ
على حزنى ورمل البيد تصهل هل ترى ؟
يمتد من وهج الصهيل حديث كسرى
" يبدأ الظلم المجنح قبضة لا تشترى "
(2)
سمراء فى الليل الكئيب حديثها
يغرى وفيها الملح منساب
فهل تفضى إليها نجمة فى الصدر ؟
يااااه
كم ضاجعتك كلاب البحر يا
سمراء كم غفت الرمال وها أرى
قمبيز مستندا على تابوت أوزوريس يشهد أن لا ربا
سوى الصحراء يا سمراء
ألمح من خلال الملح كوكبة من الحراس تمتص الحليب
وعنكبوت البيد يقذفنى ـ لعلى واهم ـ
فالكائنات النازفات الضوء يا …
يا ليتها بالسمت تعرفنى ،
وأيم الله سرت على الرمال الشوك وجه الله ينزفنى ،
وتل من صداك ارتد فى وجهى … سباك القيصر المتخشب
الأضلاع والأخشاب تسحقنى ( أواريس الجديدة أيقظ
الغثيان فى زناتها والضفة الأخرى متاهة أنبياء
بالدماء تخثروا ) .
(3)
أخذ العبيد قلادتى
واسشتفرغ الكهان أمعائى
وخيل الرب رومانية تسعى وراء غزالتى
( أبدا طريق الموت مرصود وقبل بلوغه
سأعود أبدأ من جديد )
* الدخول
رمال تقوم وبحر يجئ
أنا فى المجئ المحتم ،
أنت المجئ
وطفل الصحارى الشريد أطل
هو الآن فى المستحيل
يضئ
برجليه بئر الدماء
وخيل تحمحم فوق الجليل بغير انتهاء
وأنت على متنها ياسمين
تدور على زهر قلبى الصبايا
تهدهدننى ،
وتحكى الحكايا
( يواجه ماء السراب بماء الصباح ) .
حكاياك لى زهرة من سديم المروج
رأيت الأريج
يدور على زهر قلبى الفضاء .
وواحة ماء وقبر الخليل بأوجاعه جنة للنساء
وروحا تجئ بأوجاعنا .. فنأتى جموعا
( أنا فى الدخول صباحى مياه ) .
* المسافر
وطن على البحر ،
استقامت نخلة على الأفقِِ ،
كان الماء منساباً ،
ويمضى طائر ما وسط أمواج من اللهب العظيمْ
وذى الصحارى
تحتوى الرمل المفضض ساعة ً
وتهاجر الأيام نحو الله تطوى رحلةً
فى الصخر والملح المقطر
من أرى خلف البيوت ينيخ راحلة ويخفى وجهه
أهو المسافر فى الهواء بلا جناح أو رفيق
يا ترى من أيقظ النار الحبيسة ، ألف قرن ؟!
يحرث البحر المسافر للوراء بألف عامْ
ها هى الصحراء والبحر
استقامت نخلة
شربت من الملح المقطر
طلعها يمتد من دجلة ، ينتهى بالأطلس المزدان ،
جاءت
خط استواء الروح ينقلب
اشتباك الصخر بالنقش المقدس
من جبال البحر جاءت
وانبرى خلف الرياح تحيطه خيل من التاريخ والذكرى ،
وقال :
هناك
فى أقصى البلادِ
أريدها
خرجت من النيل استراحت لحظة
ورأت بحيرته ،
وعاصفة تحاول أن تمر
جميع من بالحان قالوا :
أيقظوه مع الصباح
وإذ يمر العابرون أطاح بالزمن الممدد ،
صرخة نهضت على رجلين من كبريت وانفلتت ،
وعادت من أقصى الأرض تحملها
استقامت نخلةًً
ربتت على كتفيه ،
ألصقت الجناح الرخو
طار إلى أقاصى الأرض
شد البحر من عنق
لوى فى النيل أربطة
ودجلة لم يمس ولا الفرات
وصار وجه البحر مقبرة
وسمى يومه للنرجس البرى
كل الكائنات تطلعت
أعطى لكل .. إسمه
ومضى خلال الغيم والتاريخ
والذكرى .
* الإنسان
(1)
أبحر
ترسو سفنى فى ميناء الحزنْ
أخرج للشط الغافى
يلطمنى الزمن الأهوج
أدخل مدن الصمتْ
أفتح
بوابات الذكرى
فتغيم الرؤيا
أبحث فى كنز الأشعار عن الموتى فى قبو الحرية
هذا شيخ الشعر المتنبى ينشد سيف الدولة :
( نظر الأعمى فى أدبى ، كلماتى يسمعها الصم
الخيل / الليل / البيداء )
فأدور مع الثاوين على جمر الحرف .
(2)
كنت السحرة مصلوبين على النخلاتْ
كنت الفرعون وكنت السفلة ْ
كنت المؤمن كنت الكافر
كنت النسوة وتوحد الكل
كليم النار
خليل الله
شهيد الكلمة
إقرأ
ما كنت بقارئ .
(3)
عبر الليل الموغل فى الظلماتْ
رحل النور الساكن مدن الغربة ْ
ـ هذى كلمات مقهورة تتألق فى عين نبى لكن الليل !!
ـ أخرج من دمك الفكر الأسود
ـ هل تقصد أن أخرج من عقلى ؟!
منذ سنين موغلة فى الظلمة كنت النبع وكنت الكلمة
ـ أنت فى البدء لا المنتهى والمهر الهادئ لا يشتهى
ـ لكنى لا أقدر أن أتحرك فى الزمن المعتم
ـ هذى الجنة لكن الليل
جدار
أشباح
عفنة .
* الجحيم / سفر قديم
(1) ســـلام
على غير وجه هذه الارض ..
تمضى وتصحو عليها كائنات المياه ، على غير وجه ،
كنت أمضى – بلا مطلق – والتى قد نزها القلب
ليست سوى أحرف تستعجل العارفين / أنا..
المبتلى بالقتل ، والأحرف الحائرات :
( سلاما
آخر
الكاتبين )
(2) سفــــر
جحيم هى الأسفار وسط خراب ـ كأن المسافات
احترقن ـ ،
لعل الإله رحيم ، كل يوم أراه ،
صلاتى له ، نسكى ومحياى ..
لكنه ..
فى المساء استودع الماء سراً ..
وليس معى الآن ،
اتجهت إلى حجرى : ما الذى فى الغيب ؟!
قال : تراءى لكم ..
لكنها هى الأرض فى الظهر أو فى العشاء
… : العصر ليست لكم ..
رحل المغرب ، الأصنام ، والبيت ، والظل ..
سبعا ولا بيت تطوف به هاجر /
ما الذى أخفاه نورسنا خلف مكة ( إسماعيل للذبح … ،
والشرطة اشتبكت بالناس )
كانت بلادا هى الضوء إذ ينثال فى الشرفات ، نراه ..
كما الأشجار تثمر نارا
نقشنا على الأحجار والجلد آياتنا
ورمال الوقت تسفى خطانا .
(3) اللاوصول
أسمى المسافات اشتعال . أسمى
النجيمات بحر الأمنيات . أسمى
بغير كلام ما نفته البلاد
وكيف تكون المرأة الصعب وقت الجماع ..
فهل تمت مباهجنا ؟!
لكأن اختلال الوقت يهتف :
ماذا على إذن ؟!
هذى البلاد امحت فى وجوه . أراها
لايراها سواى
( شموس الصحارى
والمياه التى لا تكون )
انهمار الثلج لاينتهى بانتشاء
سأعلو فوق ذاكرتى
أحتفى بوجوه
( يومض الوقت فى اللاوصول ،
وينمو فوق وجه البلاد )
ـ سنشرب شايا دافئا
ـ …………………….
( يضحكون ) .
* أول الجحيم
تودين أن تستعبدى ألق النجم ؟!
ليست لنا أرجوحة الصمت إن لم تكن فرصة للإنطلاق
على بابنا نورس من لازورد يمد جناحيه للخلق البدائى
والأرض من يومها للقادمين
ألا ينتهى الدور للماشين خلف الخرافات وانتصبوا
بعد الرماد . أم الشمس كانت على الأفق الموازى ؟
ترين بها أوجها تنمو … ؟!
أكانت بلاد لها عمق بحر ؟
لم أر الموج لكن : إلى المسافات اقتربن
هى الآن تنسج حلم الشاربين
وكنت :
أنا الجسد استرخى فكان انفلاتى لمملكة
ما حط طير عليها ولا مسها قربا سوى الحالمين
أنا المبتدى
كان اختلاف الغناء ونشوى الطير الذاهبات صدى
أول الصبح جاء ..
استيقظت كائنات المياه ، تلاقت والجحيم
وهذى بلاد تداعت ..
من يرى فى الجحيم بقايا كلامى ؟
لو يرى ألقى ، لاستبدت به الطير / البلاد
أصرنا سبايا لشمس فى القصيدة نبنى المدائن من جمر الحروف؟
ونصحو :
كأنى أنا النجم استراح إلى العشب
وهى
بلاد فى السديم استراحت
وكانت كمن يستدرج الريح من كهفها
تبعث الأشجان لى
فأرى الوقت ينمو نخيلا فى بلاد من السنط
( أهلا
بأشجان
أهلت )
وكان المدى رحلة ألقت إلى قراها …
وآه من الجذب الشديد
هم اندثروا ؟
ـ ( لا ، أليسوا فى الخرافات مشتبكين ؟
وأنت الآن صوت وحيد تماما على
جدب البلاد تفيض )
فقلت :
أنا اليوم انتبهت ـ وكنت لأول ضوء مستباحا ـ
لشط من العرى أنضو
نومة الغافلين .
* طائر الأردواز
أرقت على بحر الرمال صلاتى
وها هو طير الأردواز صباحا يشير إلى واحاته أن فكونى
فكانت
هى الأن فى كوب الصباح وفى حضرة القلب تستفتى
عرائسها
فى الولوج معى للبحر
والأردواز المغير شارات البرارى اللواتى نشأن على كف
البلاد
بنات يؤرجحن خط الاستواء بصدر الصخور الجلاميد /
" المقطم " طير على حافة النهر ابتهالا إلى الماء
يصبح مرجا تستفيض به الأرض
وجه البنات الخارجات صباحا من النهر نار
فى السهول المحيطات نرجسها الواحات والمدن /
انسل عن أمس طير الأردواز فقلت :
حبيبى يكون الساعة اخضر يا قمر الواصلين ؟
سألت البحر
أمواجه صلت الركعة الأولى ورائى وقلت :
أنا أول الأشجان أو آخر الكاتبين كتابات
لبحر يموت اسمه الأبيض الزاهى
مصل لرمل تزوجه الجير استراحت عليه الجبال
استراحت للبياض النهائى
قلت :
صباحا يا بنات الرمال تحلقن حولى /
الضوء فى ساحة الأفق يستنزف الأصداء
فى أول الوقت حانت بدايات البلاد .. تحلقن حولى /
ترين الله فى الأفق لاحت معالمه
يلتف حول البلاد ... تحلقن حولى /
والبدايات تندى بريح من المسك استقرت
عليها البلاد استقرت
والبنات يلدن القرى ، القبة الزرقاء ، فعل الكتابات
والنقش ، صوت الريح
صوت انغلاق البراح على أحجار هذا الموات
تحلقن حولى /
الأرض فى النزع تصحو ..
* الوجه / الإطار
(1) الجسد الغامض
لو تعود الفراشات تهمس للشجر الغامض لانتبهت سماء
الكتابات والنقش
يا أيها القابض النور من مقل الأحرف
لا الكتابات تلقى على الوجه ظلا من الضوء و الهواجس /
(2) مونولوج
( أبحث عن أحد أحادثه فى ليالى البرودة /
أبحث عن أحد وسط ركام بيتى أبادله الدفء /
أقول له : انظر الصور العائلية
وجه أبى فى الإطار الجديد )
(3) الهواجس / السديم
أى هواجس تترائى … ؟
شجر تحطم تحت زجاج الكلام
هل انتبهت كائنات المروج له .. ؟
الفراشات تهمس والضوء فى أفرع الليل
قالت لى : اليابس اخضر فادخل بلاد النهار
براريك فى الظلمة /
( أى أرض تخوض رجليك فيها
فتتسع الآن ملء السديم ) .
ديوان: السديم
صلاح عبد العزيز / الزقازيق - 1987
* المحتوى
1 ـ بدء الكلام
2ـ هى لى
3ـ هذى طيور الأفق تعلو ثم تهبط
4ـ مكابدات
5ـ خروج
6ـ تداخل
7ـ الدخول
8ـ المسافر
9ـ الإنسان
10ـ الجحيم / سفر قديم
( سلام ـ سفر ـ اللاوصول )
11ـ أول الجحيم
12ـ طائر الإردواز
13ـ الوجه /الإطار
(الجسد الغامض ـ مونولوج ـ الهواجس / السديم )
البداية البسيطة لحبى لكم
الذى كان دائم الهرب
لأن حضوركم ما إن أحبه حتى
يدخل فى الفضاء الذى
لا أعود أجدكم فيه "
ريلكه
* بدء الكلام :
الشمس تغلق بحرها و الروح متسع محاجرها
كتاب سوف نقرأه الظلامُ
فى أول الصفحات
نجم ثاقب ووميض أنثى
بيدر ويمامُ
كُتب الكلام بخطها ، اشتبكت ينابيع برمل الضوء
وابتدأ الكلامُ
قالت له :
خمسون ألفاً من سنين الضوء ترتد البلاد وتنطوى إن لم ....
ـ وكيف أراك يا أمى ؟
تقول الأم :
فى النار القديمة حينما انسدل الظلام ُ
جرى الملوك الأولون وفتحوا مدن الشموس
معابدى المثلى أقاموا
أرسلوا التاريخ عنواناً على جسدى
رفعت حجابى .. انفجرت بلادى فوق أعدائى ...
ـ وكيف أراك يا أمى ؟
تقول الأم :
فى العشب استرد الروح أوزوريس
وانبجست ينابيع برمل الضوء
وابتدأ الكلاماَ :
* هى ... لى
زمن ولّى وأصداء تغيب
الآن يصحو البحر
يمضى البحر للشاطئ
لاحت .. هى
وانثالت يمامات
دخلنا نخلتين ، انتبهت كل الطيور العائدات
البحر يصحو
وهى .. لى
خلف شبابيك من الضوء الملون .
هى لى جرح ونقش
ليتنى
فى الفلك الدائر روحاً للكتابات التى لم تكتبِ .
فأقول الله حيناً
وأصلى
لإله الشعر
للشمس
لكل الأولين .
هى .. لى
لا زمن يأتى
لها ألف قناع وثنى و ......
ولى خلف الشبابيك البكاءْ .
* هذى طيور الأفق تعلو ثم تهبط
(1)
أرق على أرقى القديمْ
ورق وحبر خامد ، لغة على الشجر المقيم
سرب الفراش ينز أوجاعى ويسلمنى إلى الضوء البعيدْ
وأنا بباب البحر منطلق ، أريد البحر والأمواج عاصفةٌ
وفوق الصدر أحجار الهواء ونازف فى الصمت من أرقى القديم
لا البحر يأخذنى ولا الأشجار تخفى عورتى والسراب منطلق يحوم
لغة من الوجع القديم
تنسل من الروح الحبيسة ، تنسج الأطيافَ
تمسكها يداى وتنطوى الأيام عدًا وانسرابْ
فبأى ذاكرة أعيش وربما أهلكت روحى بالغيابْ
كلا ولا لغة تبوحْ
الضوء يأتى والجروح مدائن اشتعلت سديم
(2)
فى الليل تنسكب البلادْ
فى ضفتيها الورد والأولاد و النهر المؤله ملتقى جمع البناتْ
ولد وبنت ينزلان النهر أسماكاً
يفيض على لظى الصحراء ورداً
والرمال تأوهت وتموت من وطء النباتْ
ألق بقاع النفس وانسكبت أغانى العشق وأنشطر المقامُ
أخذن قلبى الأمنيات وتوجتنى الأغنياتْ .
(3)
لو هذه الواحات من لهف إلى تسربت بين الرمالِ
أترحل الساعات عن ميقاتها
وأعود من أقصى البلاد متوجاً بالضوء من لغة السديم
هذى طيور الأفق تعلو
والسماء كأنما وجه على الأمواج متكئ
هو النبأ الأخير :
* نغم سماوى تدلى من مروج البحرِ
* خلق يبدأ التاريخَ
* تشتبك البداياتُ
* الطيور تدفقت صوب البلادْ
هذى
طيور الأفق تعلو
ثم تهبط .
* مكابدات
(1)
تتفتت أنسجة الحلم على هذا الكون المجنونْ
تتكور كل الأشياء وتصبح آذاناً وعيون
الجدران ، بقايا السور الخلفى
أثاث "الصالون" الذهبى
يتكرر لون الأيام ، وطعم الأحلام ، وتختلط معالم وسجون
( لكأنى أبصر فى مرآة الروح أناشيد الضوضاء
أبصرنى فوق جماجم أسلافى فى ألق الشمس السوداء
لكأنى أبحر فى ملكوت الدم
أبحث عنى فى أرض الله . )
( 2)
مات الظل بكف الشمس تداعت
كل الأشياء ركام
الغصن النابت فى كف الموت ، الأرض العطشى
والأيام
ترتجف جبالا ومراع جرداء
( يا ضوء الكلمات
احملنى فوق جناحك أبصر هذا العالم
احملنى قنديلا فى الظلمات
فالعالم والأيدى والأقدام
سحقتنى فعرفت الله
وعرفت العدل الخابى كيف ينام
ما بين الشهوة والإغفاء . )
(3)
اليوم يثور الكون ويولد ،
فلتدنو ذرات العشق الآتى للأعماق المنسية
ـ أحصنة الرغبة تجمح فى الغابات الوحشية
ـ وذراع الشمس ؟
ـ يخنق فى الأشياءْ
( غادرنى الأفق وما غادرنى الماء
فحططت على الأرض مهيض جناح
أكتب ألواحى فى أرض
تحرق للرب الألواح . )
(4)
نقسم نحن الأحياء الموتى أنا الموتى الأحياء
يا أملا يسكن قاع النهر ويطفو خمرا ونساء
نقسم أن ننشد أغنية الموت الأزلى
نقتل أنفسنا لو جاء نبى
( …………………………………..
…………………………………. )
(5)
العدل مخاض لم يولد بعد
( …………………………………
……………………………………… )
* خروج
نصف من الثلج جزائر الجسد
ـ والآخر النارى … ؟
ـ فى دمى أبد :
من لحظة التكوين صوته جناحان تغيب فى خوافيه أسنة الرماح ،
يبدأ المسير طائر الصباح
نازفا
وظلمات رابها خفق الجناح
أفقه المطموس فى الغيب استبد ..
غيب وماض فى عصور الثلج يمتد إلى ،
والرياح فى اجتياح الروح
ما تزال تلقينى لواد ما به زرع ولا ماء ،
وصحراء
تزاوج السراب بالدماء ،
واشتهائى جرعة من ماء إبطيها تطهر الفضاء ، ..
نار على نار ولو أنصفنى الإله لاسترد روحا ضائعا ،
والكون ثقب أسود والأرض نهب التيه
نصفها بلاد مسبلات الجفن أغوت ساكنيها بالفرح …
يا أيها الضوء ليال مظلمات فى ليال مظلمات .
قلت :
يا ربُّ النجاة لم يكن
والتيه ظلمة
وكائن بدائى مخضب اليدين
بالسراب يتحد ..
ينى وبين النار آلاف من الأعوام
مازلت
أجوب فى ابتهال لانثيال النور منسوجا بخيط الكاف والنون
أريد الأرض ميدانا لروحى
يا بلادا أسبلت جفونها
وأوصد الأمير بابها
الطيور السود مدت مخلبا
وطائر الصباح يمضى مسمل العينين
ضائع الرشد …
* تداخل
(1)
يساقط الحلم البرئ على
حدود مناخنا القارى فى صحراء
تعشق من يتابع خطوها ،
إما لبابل أو أواريس ،
فقم يا كاهن النيران عمد جرحنا الدامى ،
أقرطاج تضاجع من يضاجعها ؟
رأت إزيس هانيبال متكأ
على حزنى ورمل البيد تصهل هل ترى ؟
يمتد من وهج الصهيل حديث كسرى
" يبدأ الظلم المجنح قبضة لا تشترى "
(2)
سمراء فى الليل الكئيب حديثها
يغرى وفيها الملح منساب
فهل تفضى إليها نجمة فى الصدر ؟
يااااه
كم ضاجعتك كلاب البحر يا
سمراء كم غفت الرمال وها أرى
قمبيز مستندا على تابوت أوزوريس يشهد أن لا ربا
سوى الصحراء يا سمراء
ألمح من خلال الملح كوكبة من الحراس تمتص الحليب
وعنكبوت البيد يقذفنى ـ لعلى واهم ـ
فالكائنات النازفات الضوء يا …
يا ليتها بالسمت تعرفنى ،
وأيم الله سرت على الرمال الشوك وجه الله ينزفنى ،
وتل من صداك ارتد فى وجهى … سباك القيصر المتخشب
الأضلاع والأخشاب تسحقنى ( أواريس الجديدة أيقظ
الغثيان فى زناتها والضفة الأخرى متاهة أنبياء
بالدماء تخثروا ) .
(3)
أخذ العبيد قلادتى
واسشتفرغ الكهان أمعائى
وخيل الرب رومانية تسعى وراء غزالتى
( أبدا طريق الموت مرصود وقبل بلوغه
سأعود أبدأ من جديد )
* الدخول
رمال تقوم وبحر يجئ
أنا فى المجئ المحتم ،
أنت المجئ
وطفل الصحارى الشريد أطل
هو الآن فى المستحيل
يضئ
برجليه بئر الدماء
وخيل تحمحم فوق الجليل بغير انتهاء
وأنت على متنها ياسمين
تدور على زهر قلبى الصبايا
تهدهدننى ،
وتحكى الحكايا
( يواجه ماء السراب بماء الصباح ) .
حكاياك لى زهرة من سديم المروج
رأيت الأريج
يدور على زهر قلبى الفضاء .
وواحة ماء وقبر الخليل بأوجاعه جنة للنساء
وروحا تجئ بأوجاعنا .. فنأتى جموعا
( أنا فى الدخول صباحى مياه ) .
* المسافر
وطن على البحر ،
استقامت نخلة على الأفقِِ ،
كان الماء منساباً ،
ويمضى طائر ما وسط أمواج من اللهب العظيمْ
وذى الصحارى
تحتوى الرمل المفضض ساعة ً
وتهاجر الأيام نحو الله تطوى رحلةً
فى الصخر والملح المقطر
من أرى خلف البيوت ينيخ راحلة ويخفى وجهه
أهو المسافر فى الهواء بلا جناح أو رفيق
يا ترى من أيقظ النار الحبيسة ، ألف قرن ؟!
يحرث البحر المسافر للوراء بألف عامْ
ها هى الصحراء والبحر
استقامت نخلة
شربت من الملح المقطر
طلعها يمتد من دجلة ، ينتهى بالأطلس المزدان ،
جاءت
خط استواء الروح ينقلب
اشتباك الصخر بالنقش المقدس
من جبال البحر جاءت
وانبرى خلف الرياح تحيطه خيل من التاريخ والذكرى ،
وقال :
هناك
فى أقصى البلادِ
أريدها
خرجت من النيل استراحت لحظة
ورأت بحيرته ،
وعاصفة تحاول أن تمر
جميع من بالحان قالوا :
أيقظوه مع الصباح
وإذ يمر العابرون أطاح بالزمن الممدد ،
صرخة نهضت على رجلين من كبريت وانفلتت ،
وعادت من أقصى الأرض تحملها
استقامت نخلةًً
ربتت على كتفيه ،
ألصقت الجناح الرخو
طار إلى أقاصى الأرض
شد البحر من عنق
لوى فى النيل أربطة
ودجلة لم يمس ولا الفرات
وصار وجه البحر مقبرة
وسمى يومه للنرجس البرى
كل الكائنات تطلعت
أعطى لكل .. إسمه
ومضى خلال الغيم والتاريخ
والذكرى .
* الإنسان
(1)
أبحر
ترسو سفنى فى ميناء الحزنْ
أخرج للشط الغافى
يلطمنى الزمن الأهوج
أدخل مدن الصمتْ
أفتح
بوابات الذكرى
فتغيم الرؤيا
أبحث فى كنز الأشعار عن الموتى فى قبو الحرية
هذا شيخ الشعر المتنبى ينشد سيف الدولة :
( نظر الأعمى فى أدبى ، كلماتى يسمعها الصم
الخيل / الليل / البيداء )
فأدور مع الثاوين على جمر الحرف .
(2)
كنت السحرة مصلوبين على النخلاتْ
كنت الفرعون وكنت السفلة ْ
كنت المؤمن كنت الكافر
كنت النسوة وتوحد الكل
كليم النار
خليل الله
شهيد الكلمة
إقرأ
ما كنت بقارئ .
(3)
عبر الليل الموغل فى الظلماتْ
رحل النور الساكن مدن الغربة ْ
ـ هذى كلمات مقهورة تتألق فى عين نبى لكن الليل !!
ـ أخرج من دمك الفكر الأسود
ـ هل تقصد أن أخرج من عقلى ؟!
منذ سنين موغلة فى الظلمة كنت النبع وكنت الكلمة
ـ أنت فى البدء لا المنتهى والمهر الهادئ لا يشتهى
ـ لكنى لا أقدر أن أتحرك فى الزمن المعتم
ـ هذى الجنة لكن الليل
جدار
أشباح
عفنة .
* الجحيم / سفر قديم
(1) ســـلام
على غير وجه هذه الارض ..
تمضى وتصحو عليها كائنات المياه ، على غير وجه ،
كنت أمضى – بلا مطلق – والتى قد نزها القلب
ليست سوى أحرف تستعجل العارفين / أنا..
المبتلى بالقتل ، والأحرف الحائرات :
( سلاما
آخر
الكاتبين )
(2) سفــــر
جحيم هى الأسفار وسط خراب ـ كأن المسافات
احترقن ـ ،
لعل الإله رحيم ، كل يوم أراه ،
صلاتى له ، نسكى ومحياى ..
لكنه ..
فى المساء استودع الماء سراً ..
وليس معى الآن ،
اتجهت إلى حجرى : ما الذى فى الغيب ؟!
قال : تراءى لكم ..
لكنها هى الأرض فى الظهر أو فى العشاء
… : العصر ليست لكم ..
رحل المغرب ، الأصنام ، والبيت ، والظل ..
سبعا ولا بيت تطوف به هاجر /
ما الذى أخفاه نورسنا خلف مكة ( إسماعيل للذبح … ،
والشرطة اشتبكت بالناس )
كانت بلادا هى الضوء إذ ينثال فى الشرفات ، نراه ..
كما الأشجار تثمر نارا
نقشنا على الأحجار والجلد آياتنا
ورمال الوقت تسفى خطانا .
(3) اللاوصول
أسمى المسافات اشتعال . أسمى
النجيمات بحر الأمنيات . أسمى
بغير كلام ما نفته البلاد
وكيف تكون المرأة الصعب وقت الجماع ..
فهل تمت مباهجنا ؟!
لكأن اختلال الوقت يهتف :
ماذا على إذن ؟!
هذى البلاد امحت فى وجوه . أراها
لايراها سواى
( شموس الصحارى
والمياه التى لا تكون )
انهمار الثلج لاينتهى بانتشاء
سأعلو فوق ذاكرتى
أحتفى بوجوه
( يومض الوقت فى اللاوصول ،
وينمو فوق وجه البلاد )
ـ سنشرب شايا دافئا
ـ …………………….
( يضحكون ) .
* أول الجحيم
تودين أن تستعبدى ألق النجم ؟!
ليست لنا أرجوحة الصمت إن لم تكن فرصة للإنطلاق
على بابنا نورس من لازورد يمد جناحيه للخلق البدائى
والأرض من يومها للقادمين
ألا ينتهى الدور للماشين خلف الخرافات وانتصبوا
بعد الرماد . أم الشمس كانت على الأفق الموازى ؟
ترين بها أوجها تنمو … ؟!
أكانت بلاد لها عمق بحر ؟
لم أر الموج لكن : إلى المسافات اقتربن
هى الآن تنسج حلم الشاربين
وكنت :
أنا الجسد استرخى فكان انفلاتى لمملكة
ما حط طير عليها ولا مسها قربا سوى الحالمين
أنا المبتدى
كان اختلاف الغناء ونشوى الطير الذاهبات صدى
أول الصبح جاء ..
استيقظت كائنات المياه ، تلاقت والجحيم
وهذى بلاد تداعت ..
من يرى فى الجحيم بقايا كلامى ؟
لو يرى ألقى ، لاستبدت به الطير / البلاد
أصرنا سبايا لشمس فى القصيدة نبنى المدائن من جمر الحروف؟
ونصحو :
كأنى أنا النجم استراح إلى العشب
وهى
بلاد فى السديم استراحت
وكانت كمن يستدرج الريح من كهفها
تبعث الأشجان لى
فأرى الوقت ينمو نخيلا فى بلاد من السنط
( أهلا
بأشجان
أهلت )
وكان المدى رحلة ألقت إلى قراها …
وآه من الجذب الشديد
هم اندثروا ؟
ـ ( لا ، أليسوا فى الخرافات مشتبكين ؟
وأنت الآن صوت وحيد تماما على
جدب البلاد تفيض )
فقلت :
أنا اليوم انتبهت ـ وكنت لأول ضوء مستباحا ـ
لشط من العرى أنضو
نومة الغافلين .
* طائر الأردواز
أرقت على بحر الرمال صلاتى
وها هو طير الأردواز صباحا يشير إلى واحاته أن فكونى
فكانت
هى الأن فى كوب الصباح وفى حضرة القلب تستفتى
عرائسها
فى الولوج معى للبحر
والأردواز المغير شارات البرارى اللواتى نشأن على كف
البلاد
بنات يؤرجحن خط الاستواء بصدر الصخور الجلاميد /
" المقطم " طير على حافة النهر ابتهالا إلى الماء
يصبح مرجا تستفيض به الأرض
وجه البنات الخارجات صباحا من النهر نار
فى السهول المحيطات نرجسها الواحات والمدن /
انسل عن أمس طير الأردواز فقلت :
حبيبى يكون الساعة اخضر يا قمر الواصلين ؟
سألت البحر
أمواجه صلت الركعة الأولى ورائى وقلت :
أنا أول الأشجان أو آخر الكاتبين كتابات
لبحر يموت اسمه الأبيض الزاهى
مصل لرمل تزوجه الجير استراحت عليه الجبال
استراحت للبياض النهائى
قلت :
صباحا يا بنات الرمال تحلقن حولى /
الضوء فى ساحة الأفق يستنزف الأصداء
فى أول الوقت حانت بدايات البلاد .. تحلقن حولى /
ترين الله فى الأفق لاحت معالمه
يلتف حول البلاد ... تحلقن حولى /
والبدايات تندى بريح من المسك استقرت
عليها البلاد استقرت
والبنات يلدن القرى ، القبة الزرقاء ، فعل الكتابات
والنقش ، صوت الريح
صوت انغلاق البراح على أحجار هذا الموات
تحلقن حولى /
الأرض فى النزع تصحو ..
* الوجه / الإطار
(1) الجسد الغامض
لو تعود الفراشات تهمس للشجر الغامض لانتبهت سماء
الكتابات والنقش
يا أيها القابض النور من مقل الأحرف
لا الكتابات تلقى على الوجه ظلا من الضوء و الهواجس /
(2) مونولوج
( أبحث عن أحد أحادثه فى ليالى البرودة /
أبحث عن أحد وسط ركام بيتى أبادله الدفء /
أقول له : انظر الصور العائلية
وجه أبى فى الإطار الجديد )
(3) الهواجس / السديم
أى هواجس تترائى … ؟
شجر تحطم تحت زجاج الكلام
هل انتبهت كائنات المروج له .. ؟
الفراشات تهمس والضوء فى أفرع الليل
قالت لى : اليابس اخضر فادخل بلاد النهار
براريك فى الظلمة /
( أى أرض تخوض رجليك فيها
فتتسع الآن ملء السديم ) .
ديوان: السديم
صلاح عبد العزيز / الزقازيق - 1987
* المحتوى
1 ـ بدء الكلام
2ـ هى لى
3ـ هذى طيور الأفق تعلو ثم تهبط
4ـ مكابدات
5ـ خروج
6ـ تداخل
7ـ الدخول
8ـ المسافر
9ـ الإنسان
10ـ الجحيم / سفر قديم
( سلام ـ سفر ـ اللاوصول )
11ـ أول الجحيم
12ـ طائر الإردواز
13ـ الوجه /الإطار
(الجسد الغامض ـ مونولوج ـ الهواجس / السديم )