1- اللؤلؤة : الرحالة بين سيكولوجية الفرد، وأهداف الجماعة ..
" لعبت الرحلات دوراً أساسياً في التاريخ البشري، وخاصة في انتقال القيم الحضارية والثقافية، وانتشارها بين الأمم والشعوب منذ أقدم العصور، مما جعل النخب الحاكمة تشجع الرحالة المنتمين إلى بلدانها على كتابة تقارير رحلاتهم ، الشيء الذي أعطى للرحلة إمكانية الإحاطة بواقع البلد المزار ، وأحواله السياسية، والعسكرية، والعلمية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والفنية . ولهذا يمكن للباحث أن يدرس الرحلة وفق مقاربات وزوايا مختلفة: من زاوية كونها مصدراً للتاريخ ، وأثراُ أدبياً وفكرياً وفنياً ، ووثيقة سوسيولوجية، ومصدرا لتتبع تطور الذهنيات والعقبات عبر الزمان والمكان " .
2- المحــارة :
- هذه العبارة السالفة مفتتح دراسة عن رحلة ابن عثمان المكناسي إلى أسبانيا، موفداً من ملك المغرب للتباحث في شئون الأسرى، وإمكان الهدنة بين المغرب وأسبانيا .
- يشير محرر الدراسة إلى أن بلاد المغرب من أنشط الأقطار للقيام بالرحلات، بسبب القرب من أوروبا ، وحيوية العلاقات معها ، وما اعترضها من أحداث . ويشير كذلك إلى أن أدب الرحلة يخضع لضغوط وضوابط في مقدمتها سيكولوجية الرحالة، وما تعرض له من حالة الغرابة والعزلة عند الآخر ، ومن ثم يطلق العنان لذاته التي تنزهت وتعالت على مجريات الأحداث وتطورها ، باعتبارها ذات منزهة تحتقر كل ما حولها ، وتكن للآخر معالم الاحتقار والحقد، غير أنها لا يمكنها أن تخفي حالة الانبهار ، والإعجاب بالتراكمات التي حققها العقل الأوروبي عبر عدة سنوات .
- نذكر أن أشهر الرحالة العرب – في العصور الوسطى- ابن جبير (أوائل القرن الثالث عشر الميلادي)، ثم ابن بطوطة (بعده بقرن تقريباً) ، غير أن رحلتيهما كان العالم الإسلامي المدى الذي تحركت فيه ، فلم يذهب أحدهما إلى أوروبا . وربما يرجع هذا إلى أن أوروبا – في ذلك الوقت- كانت مشحونة بالرغبة في خوض الحروب الصليبية وممارستها ، وكانت من التخلف الحضاري بحيث لا تغري مسلماً من بلاد الشمس المشرقة بزيارة بلاد الضباب والجليد .
- ما أشار إليه كاتب الدراسة المغربي: الدكتور العاقل محمد (باحث في التاريخ المغربي المعاصر، طنجة) من حالة التعالي لدى الرحالة ، والنظرة الدونية إلى الآخر نجدها متحققة في كتابات الرحالة الأوروبيين الذين وفدوا على أقطار الشرق ما بين الصين والهند ، والدول العربية عامة في آسيا وأفريقيا . ونستطيع أن نعود إلى الكتاب الموسوعي لادوارد سعيد "الاستشراق" – وهو في جزأين، وفيه حمل على الرحالة الذين تحولوا إلى جواسيس وكتاب تقارير لحكوماتهم ، ذات التوجه الاستعماري ، بما يغريها على توجيه جيوشها الناهضة لغزو أقطار الشرق ، وبخاصة الشرق العربي .
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب " أدب الرحلة : جدلية الأنا والآخر في عالم متغير" – تنسيق وتقديم : الدكتور خالد التوزاني – دار كنوز المعرفة – عمان (الأردن) – الطبعة الأولى – 2020 – دراسة الدكتور العاقل محمد – ص218 من هذا المصدر .
1
" لعبت الرحلات دوراً أساسياً في التاريخ البشري، وخاصة في انتقال القيم الحضارية والثقافية، وانتشارها بين الأمم والشعوب منذ أقدم العصور، مما جعل النخب الحاكمة تشجع الرحالة المنتمين إلى بلدانها على كتابة تقارير رحلاتهم ، الشيء الذي أعطى للرحلة إمكانية الإحاطة بواقع البلد المزار ، وأحواله السياسية، والعسكرية، والعلمية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والفنية . ولهذا يمكن للباحث أن يدرس الرحلة وفق مقاربات وزوايا مختلفة: من زاوية كونها مصدراً للتاريخ ، وأثراُ أدبياً وفكرياً وفنياً ، ووثيقة سوسيولوجية، ومصدرا لتتبع تطور الذهنيات والعقبات عبر الزمان والمكان " .
2- المحــارة :
- هذه العبارة السالفة مفتتح دراسة عن رحلة ابن عثمان المكناسي إلى أسبانيا، موفداً من ملك المغرب للتباحث في شئون الأسرى، وإمكان الهدنة بين المغرب وأسبانيا .
- يشير محرر الدراسة إلى أن بلاد المغرب من أنشط الأقطار للقيام بالرحلات، بسبب القرب من أوروبا ، وحيوية العلاقات معها ، وما اعترضها من أحداث . ويشير كذلك إلى أن أدب الرحلة يخضع لضغوط وضوابط في مقدمتها سيكولوجية الرحالة، وما تعرض له من حالة الغرابة والعزلة عند الآخر ، ومن ثم يطلق العنان لذاته التي تنزهت وتعالت على مجريات الأحداث وتطورها ، باعتبارها ذات منزهة تحتقر كل ما حولها ، وتكن للآخر معالم الاحتقار والحقد، غير أنها لا يمكنها أن تخفي حالة الانبهار ، والإعجاب بالتراكمات التي حققها العقل الأوروبي عبر عدة سنوات .
- نذكر أن أشهر الرحالة العرب – في العصور الوسطى- ابن جبير (أوائل القرن الثالث عشر الميلادي)، ثم ابن بطوطة (بعده بقرن تقريباً) ، غير أن رحلتيهما كان العالم الإسلامي المدى الذي تحركت فيه ، فلم يذهب أحدهما إلى أوروبا . وربما يرجع هذا إلى أن أوروبا – في ذلك الوقت- كانت مشحونة بالرغبة في خوض الحروب الصليبية وممارستها ، وكانت من التخلف الحضاري بحيث لا تغري مسلماً من بلاد الشمس المشرقة بزيارة بلاد الضباب والجليد .
- ما أشار إليه كاتب الدراسة المغربي: الدكتور العاقل محمد (باحث في التاريخ المغربي المعاصر، طنجة) من حالة التعالي لدى الرحالة ، والنظرة الدونية إلى الآخر نجدها متحققة في كتابات الرحالة الأوروبيين الذين وفدوا على أقطار الشرق ما بين الصين والهند ، والدول العربية عامة في آسيا وأفريقيا . ونستطيع أن نعود إلى الكتاب الموسوعي لادوارد سعيد "الاستشراق" – وهو في جزأين، وفيه حمل على الرحالة الذين تحولوا إلى جواسيس وكتاب تقارير لحكوماتهم ، ذات التوجه الاستعماري ، بما يغريها على توجيه جيوشها الناهضة لغزو أقطار الشرق ، وبخاصة الشرق العربي .
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب " أدب الرحلة : جدلية الأنا والآخر في عالم متغير" – تنسيق وتقديم : الدكتور خالد التوزاني – دار كنوز المعرفة – عمان (الأردن) – الطبعة الأولى – 2020 – دراسة الدكتور العاقل محمد – ص218 من هذا المصدر .
1
