كمال أبو النور - السيارةُ المجنونةُ..

السيارةُ المجنونةُ تستبدل لونَها
في اليوم الواحد عشرات المرات،
إنها لاتمل من مطاردتي،
أحيانا تبتسم في وجهي كصديقة عابرة،
وأحيانا تقبِّلني بعنف
كما لم تقبل أحدا من قبل،
وتفتح أبوابَها؛ لأقودَها كيفما أشاء،
ثم تركلُني خارجَها، وهي تجري بأقصى سرعة، كأنها تريدُ اغتيالي،
تقول: آسفةٌ ياحبيبي على الألم والجروح الغائرة، كان لي عاشقٌ آخر،
وكنتُ أرغبُ أن يقودَني قليلا،
أقصدُ عشاقا كثيرين،
وأنت تعلمُ أن الخيانةَ من طباعي،
وأعلمُ أنكَ تصارعُ؛
من أجل أن يظلَ البقرُ يدِرُّ الحليب؛
من أجل استمرار المطر؛
من أجل آخر باب مفتوحٍ؛
من أجل دموع نافذةٍ تبحثُ عن منزل؛
من أجل طائر نتفَ الصيادُ ريشَه،
وتركه طعاما للشمس القاسية؛
من أجل أن تظلَّ سِنُّ الفأس كطبيبِ توليدٍ،
أنت ساذجٌ وجبان؛
تتوارى خلف شجرةِ زيتون منكسرةٍ،
وحمامةٍ استقبلتها طلقةٌ طائشة،
وهي تحملُ السعادةَ إلى صغارها،
أنت أحمقٌ ياحبيبي،
منذ زمن بعيد تصنعُ الطعامَ وتنامُ جائعا،
فلتحمد اللهَ أن الكلابَ تركَت لكَ برازَها
ستظلُّ هكذا تعملُ طباخا للكلاب،
هل فكرتَ يوما أن تزيِّنَ أمعاءَك
بوجبةٍ مسمومة؟
ستكون جثتُكَ الخلاصَ الوحيدَ،
حينما تكونُ الأواني فارغةً،
أحبُّ أولادَك وأحبُّ أن أرى موتَكَ،
سأبتسمُ لهم دائما كلما فتحوا أبوابَ السيارة،
وأعدك بركلهم إذا لم يقودوا السيارةَ
بأقصى سرعةٍ،
وأعدُكَ أيضا بقتلهم إذا تعطَّلت السيارة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى