ما يخصنى فى الطريق أخذته وما لم يخصنى تركته لغيرى وفى عتبة البيت كان مكانى وبينى وبين جيرانى جدار لا أتخطاه وفى الحقول حد لا أحركه أعطى من محاصيلى اليتيم والأرامل وحطبا للدفء وفى ليل الشتاء صوف الغنم والدجاجات ولا أزرع الشر فى القنوات النعناع والعرعر والريحان وكافة العطور تخرج من دخان مواقدى وخبزى طعمه طيب أعطى الجيران والأصدقاء والأطفال .
لم أتبول فى نهر فى حياتى ولم أحدق فى وجه النساء إلا مرتين كسرتنى المرأة الأولى وأقامتنى الثانية ولم آخذ ما ليس بحقى لم أعاتب جارا على نفاياته ولم أهمل واجبا قط واستمعت لأبى فى شيخوخته وحملت أمى فى الطريق ساعدت كل محتاج ورغم احتياجىَ لم أجد من يساعدنى ولم أندم بنيت لزوجتى بيتا ولأولادى ولم أرمهم فى الطريق لم أكذب قط ولا أتذكر أننى كذبت مرة على أحد لم أرفع صوتى ولم أكن شتاما لأحد .
لا أهرب من أحد ولا من ديْن ولا من محتاج ولا من ظلمة أو ظلامة ولا من حاكم ولا من شرطى ولا من طفل إذا بكى ولا من لص رفع علىّ سكينا ولا من مجلس ولا من ضيف ولا من مقبرة مفتوحة ولا من كابوس ولا من عمل أعطيت مواثيقا للطيور والحيوانات والنباتات والمقابر والترع والقنوات ولم أستخدم سحرا ولا تمائم لم أتلفظ بتعاويز ولا تمتمات ولم أظلم حجرا ولم أكن غير نفسى قط.
أخمدت حرائق البيوت لم أمنع مائى عن غيرى ومن بئرى رويت القرى ومن نهرى لم أقم سدا بينى وبين جارى لم آخذ شبرا من أرض ولا كسرت غصنا ولم أحرق نباتا أخضر ولا آذيت حشرة ولا ضفدعا ولا شوهت مقبرة ولا جلست عليها ولا نظرت لامرأة غيرى لم أحدق فى وجه ولم أشته ما لا أملكه ولا راقبت شخصا قريبا أو غريبا ولا منعت محتاجا عن بابى ومن لاذ بى احتمى ومن طلب أعطيته من مالى .
سأكتب على قبرى خذوا من ميت ما يخصكم وما ينفعكم وما تظنونه حقا لكم ولا تشغلوا أنفسكم بى لا أريد زادا معى احتياجاتى كلها لا تلمسوا جسدى ولا تخربوا نقشا ولا تتفوهوا بردئ اللفظ إذا حضرنى الموت قولوا لم يكن إنسانا قط ولم يكن ملكا ولا مملوكا ولا شبعانا ولا جائعا ولا ظلا لأحد ولا إلاهاً ولا كاهنا قولوا للموت أى شئ أنتم كذبة ولا دين لكم قولوا كان هواء مر من هنا ولم يرجع قط .
صلاح عبد العزيز – مصر
لم أتبول فى نهر فى حياتى ولم أحدق فى وجه النساء إلا مرتين كسرتنى المرأة الأولى وأقامتنى الثانية ولم آخذ ما ليس بحقى لم أعاتب جارا على نفاياته ولم أهمل واجبا قط واستمعت لأبى فى شيخوخته وحملت أمى فى الطريق ساعدت كل محتاج ورغم احتياجىَ لم أجد من يساعدنى ولم أندم بنيت لزوجتى بيتا ولأولادى ولم أرمهم فى الطريق لم أكذب قط ولا أتذكر أننى كذبت مرة على أحد لم أرفع صوتى ولم أكن شتاما لأحد .
لا أهرب من أحد ولا من ديْن ولا من محتاج ولا من ظلمة أو ظلامة ولا من حاكم ولا من شرطى ولا من طفل إذا بكى ولا من لص رفع علىّ سكينا ولا من مجلس ولا من ضيف ولا من مقبرة مفتوحة ولا من كابوس ولا من عمل أعطيت مواثيقا للطيور والحيوانات والنباتات والمقابر والترع والقنوات ولم أستخدم سحرا ولا تمائم لم أتلفظ بتعاويز ولا تمتمات ولم أظلم حجرا ولم أكن غير نفسى قط.
أخمدت حرائق البيوت لم أمنع مائى عن غيرى ومن بئرى رويت القرى ومن نهرى لم أقم سدا بينى وبين جارى لم آخذ شبرا من أرض ولا كسرت غصنا ولم أحرق نباتا أخضر ولا آذيت حشرة ولا ضفدعا ولا شوهت مقبرة ولا جلست عليها ولا نظرت لامرأة غيرى لم أحدق فى وجه ولم أشته ما لا أملكه ولا راقبت شخصا قريبا أو غريبا ولا منعت محتاجا عن بابى ومن لاذ بى احتمى ومن طلب أعطيته من مالى .
سأكتب على قبرى خذوا من ميت ما يخصكم وما ينفعكم وما تظنونه حقا لكم ولا تشغلوا أنفسكم بى لا أريد زادا معى احتياجاتى كلها لا تلمسوا جسدى ولا تخربوا نقشا ولا تتفوهوا بردئ اللفظ إذا حضرنى الموت قولوا لم يكن إنسانا قط ولم يكن ملكا ولا مملوكا ولا شبعانا ولا جائعا ولا ظلا لأحد ولا إلاهاً ولا كاهنا قولوا للموت أى شئ أنتم كذبة ولا دين لكم قولوا كان هواء مر من هنا ولم يرجع قط .
صلاح عبد العزيز – مصر