آمال لدرع - جـمـيلة

للذين لا يعرفون جميلة …
جميلة، نبوءة ورد !
ودع في منتهاه ..
إشراق مسرف!
جميلة، قداسة الويل!
حلية الغريق،
عيناها السحر!
الموج الأخضر يباهي بوادر الفجر
جميلة، وصية الذين رحلوا خفافا،
جميلة، فلّو الهارب إلى رشده
جميلة، سكبت سرها .. وأضاءت
أشرقت .. لا تبوحي للبحر،
لا أخاف البحر
أشفق عليه من الجمر!

لوحة أولى:

ضجيج في القلب، وخارجه!
حشد يملأ الهواء فجاجة
عرس كبير !!
جميلة تعد فتنتها، بدعة القناديل التي تومئ
للربيع زهوه،
أنا أشهد أن الصبح يجيء من عينيها محتفيا!
مدعوون في كامل زيفهم، يتسلقون رتبهم حسب سلم القذارة
هنا ، رجل يلمع صلعته ببقايا النعال الثقيلة،
طار الريش .. تتفاقم المرتبة!
خوف يراقص خوذة العسكري
يؤمن خوفه بالهرولة!
وهذا رجل، يورق الكذب في كفه كتائب النعيق،
يعرض رجولته للمناصب، لبريق الدينار في همسة الدس،
كريم يلعق الأيادي المبللة
رجولة مؤجلة!
تدور السيدة توزع القهوة والشتائم..
توشك اللوحة أن تشتكي،
تلوك الدخان والألسنة!
وهذه التي في طرف اللوحة، في الزاوية على اليمين، تساوم في الظل..
وتشهر قدراتها الفائقة
المقدمة: إمكانات ممتلئة..
والخلفية، ثقافية بارزة!
أنا أشهد، أنها تؤجر غمزة بطرف الثوب للذي يدفع ..
هنا، تستثمر غرورها الأنثوي، حسب قانون العرض والأيادي المدربة!

اللوحة الثانية:

العرس دائر .. والناس فرحون من غير سوء..
جميلة تضع رجلها على أول السلم والجرح..
للرخام الذي يسري بها مغتبطا، فرحة الفوانيس الأجنبية
أجنبية كل الماركات التي تمارس سطوتها الأليفة على الأشياء والوجوه..
أجنبية كل الدروب التي حملتها إلى منتهى الليل..
تباغتها النظرة، ملقاة على الستائر المرتجفة في فخامة الديك
تمارس عداء ما تجاه الوطن،
الستائـــرُ!
تشتبك النظرة بالنظرة ..
تترجل الدمعة على الأشفار، محفوفة برقصة العصفور، بالصدمة!
- أينكِ: منذ كم عمر، وأنا أنتظر ؟!
*أتهذي، بما لا تسمح الحالة!
يدخن،
- هذا الصوت أعرفه .. هذا السحر في العينين لي،
وهذا المطر المغامر من بهو الشفق،
أقسم أن تربى على حجري دمعة
دمعة!
وأنا أقسم أنه كان فارعا في الطول والخيبة،
ووسيما بما لا يليق بحيلته!

اللوحة الثالثة:

خارج المأدبة.. كانت جميلة تنزل برأسها على ألف جدار لا يجيب ..
ما الذي حشد حزنها في الألغام الحبيسة، ويده؟!
ما الذي أسند الصرخة لورطة الورق؟!
في مستهل القلق .. يجلس هو، منهمكا من صمتها،
الصّد
يحاول يوما يفيض في سره، والغياب
مندلقا في سماعة الهاتف من فرط الحنو..
يجيئها،
نارا،
قمرا مشاغبا،
وفرحا من هجين!
مأخوذة بالحضور في صمته، بالابتسامة الأنيقة
تستأثر طلائع السيجار ورجع الكلام ..
تنخرط في وصلة الحريق المبتهج..
اللوحة الرابعة:

- أحبكِ، وهذا الليل يعري نجومه للذين يأتون فرادى..
لا مطر، يواريكِ عن صدري!
يتدخل الجمع الكريم في الزيف،
حراس السلم والحلل الرسمية!
*كيف للغريبة أن تتباهى بفرصة الترعرع على صدره؟!
تتذمر التي تشهر فتنتها!
نسوة يتكاثرن في الغوغاء.. ويهطلن شهوة،
أبوه بصقها في وجهه صعقة كالموت!
- لا تليق بك بخسة في الكلام والثروة
وأبوها لا ينسجم في أدوار التابعين!
جميلة حملته في سرها،
* ما الذي يغنيك عن أيامي؟!
لا يجيب!..
كان كبيرا في صمتها،
في خوفها البدائي،
في الأحلام التي سايرت شمسه والكواكب؟
وضئيلا في العراء..
تعلم أنه ما زال يعتنق دمها،
أنه يحرق أصابعه بالسيجار نكاية في جرحه،
ويغيب في الفودكا كلما باغته الحنين إلى رعشة في صوتها،
لكنه،
تسنّى للهروب
تحوّط بالأطياف الغريبة..
وذاب في العشب المالح
ليس عن جبن،
ضاع في النبيذ!

اللوحة الخامسة:

هنا، غراب ينتف ريشه مبتهجا!
وقبرة تعلن صيتها الممزوج بأنساب الدرن والموائد المحفوفة في الظلام!
هنا، القلب الحافي يرتشف الأيام
طعنة
طعنة
هنا جميلة.. تجمع أيامها وشتات الندى..
تتوسد بهاء الطعنة، وتعقد الصلح لمناديل الضباب
- نغفر للأموات فقط غيبتهم.. !!

اللوحة السادسة:

خارج اللوحات.. جميلة قبلتْ يدي،
ورحلت..
لماذا جميلة؟!
ماذا سأقول للصبح يظل نسبه في الطريق؟!
ماذا سأقول للقمر يشرب من نخب النرجس في عينيك ؟!
ماذا سأقول للمطر الحابي على وجنتيك، يجيئني شاحبا والضباب ؟!
ماذا سأقول للبحر، للصرخة في التابوت.. وظلي ؟!
ماذا سأقول للكلام يسقط من شهد الأماني المجروحة ؟!
ماذا سأقول للذين تواصوا بالصبر في صمتك.. والغياب ؟!
يخرج الصوت من حيث لا أدري " احفظي الحظوظ من النسيان " !


آمال لدرع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى