ياسر عبد القادر - أُُلقِيتُ منْ عينيكِ ثمَّةَ عبْرةٌ

أُُلقِيتُ منْ عينيكِ ثمَّةَ عبْرةٌ = وقصاصةٌ لا تقبلِ التَّأوِيلا
أُهْرِقتُ منكِ نيازَكاً مَحمُومَةً = ونَزفتُنِي في باحِ صَدِّكِ نِيلا
جفّتْ ينابيعُ السّعادةِ بغتَةً = والغَيْمُ ينثُرُ في الضُّلوعِ مُحُولا
وتنفّسَتْ رئتايَ دَمعَ صبابتِي = وتَخِذتُ نارَ فجيعتِي قِندِيلا
ومَشيتُ فِي وعْثَاءِ رُوحيَ مُوهِنَاً = وغدَوتُ في حزَنِ الفُؤادِ نَزِيلا
قَرّتْ خُطايَ على مرابِضِ حَسرَتي = لمْ ألْقَ دونَكِ في الطَّريقِ دَليلا
آخَيْتُ في دَرْبي إلَيَّ هزَائمِي = فَسُجِنْتُ فِيَّ مُعذَّبَاً مَغلُولا
ومكثتُ فيَّ مضرجاً بفجِيعتِي = أرضِي اسْتَحالتْ أدْمُعاً وطُلُولا
بِي خيمةُ الباكِينَ مِن ضيْمِ الهوَى = تَخِذُوا عليّ مآتماً فَمقِيلا
أقرَيتَهُم كَبشَ اشتياقيَ أقْرَنَاً = شَبِعوا فضجُّوا بالمكانِ عوِيلا
نامُوا كطفلٍ في خِضمِّ أُمُومَةً = وسَهِرتُ فِي مَهدِ النحيبِ علِيلا
أحسُوا جِراحيَ والنُّجومُ تَعُدُّني = والبدرُ يبدُوا مُدْنَفاً وهزِيلا
أغشَى الصّبَاحَ مُسائِلاً عنْ نسمةٍ = وهواؤهُ لا يستفيقُ عَلِيلا
لا الشّمسُ تنفُضُ عنْ قَميصي غَبرَةً = لا ضُوؤهَا يحْنُوا عليَّ قلِيلا
لا زهرةٌ يرْنُوا إليّ عبيرُها = لا ثَمَّ ورْقَا قدْ تُرُشُّ هدِيلا
لاشيء إلا حَسرَتي تجتَرُّنِي = ودموعُ عيْنٍ يَنفجَرْنَ سُيولاً
وحبيبةٌ مجّتْ عذوبة ضَحكتِي = فقُذِفتُ في لحْدِ الغَرامِ قتِيلا


ياسر عبد القادر محمد حسين
كلية الطب - جامعة الجزيرة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى