كمال أبو النور - استراحةٌ قليلةٌ للعالم .. شعر

لا شيءَ يُلَوِّحُ في الأفقِ بحدوثِ أمطار
الكوبُ فارغ
وانتظارُ الموتِ جريمةٌ
وقلبي يقتربُ من سقوطِ أسنانِه
في الثواني الأخيرةِ من انكسار العالمِ
في هذه الفجيعة
في هذا الألم الصامتِ
أمام دموع الشوارعِ
وحدادِ المقاهي،
أمام النوافذ العمياءِ
وأشباحِ المدنِ
لست متأكدا من نهاية الموسيقى والغناء
لكنه العالَمُ يرغبُ في استراحةٍ قليلةٍ
من الضجيج والتلوث
يحن إلى العودة إلى الكهوف
يرغبُ بشدةٍ أن يعودَ الإنسانُ عاريا أمام الوردةِ
كلُّ المحطاتِ لم تعد متاحةً
إلا محطةَ الحنين
نقلِّبُ في صورِنا القديمةِ
وقفزاتِنا المجنونةِ
وحبيباتِنا اللاتي تألمْنَ كثيرا من طعناتِنا الغادرة
ربما أفلتت بعضُهُنَّ بتطهيرِ الذكريات
وربما أصبحنا كوابيسَ
تأتي فقط في اللحظات الحميميةِ
وربما أتلفنا أرواحَهُنَّ
وأضحت غيرَ صالحةٍ للحياةِ
الأنانيةُ، تلك جريمتُنا
نتحاشى النظرَ إلى أرواحنِا الآسنةِ
حتى لا نموتَ في منتصفِ الطريقِ
في هذا الهجومِ الكاسحِ للغروب
أمام هذه التشوهاتِ المتلاحقةِ في اليقين
يأتي صوتُكِ محفوفا بأيدي الملائكة،
كجَرَّاحٍ يضبُطُ عقاربَ القلب
كأملٍ منفلتٍ من كمينِ الخيبات
كشجرة موزٍ يتعلَّقُ بها طفلٌ غريق
اعلمي أنكِ مازلتِ نخلةً عذراءَ
وهذه الشجيراتُ نبتَت خارجَ الرحم
فهزِّي جسدَكِ
وتأكدي أنها هدايا الإله
وافتحي الأبوابَ
حتى ولو كان الموت يتربَّصُ فوق شفاهِنا
وافردي ذراعيكِ
لتعرفي أن الأمانَ الساحرَ
أن نفنى على هذه الصورة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى