عبد المقصود عبد الكريم - ضجــــــــر.. شعر

حين ينتابُه الضجَر
يفكِّرُ في أشياءَ غريبة
يُفكِّرُ اليومَ، مثلًا، في ملكِ الموت،
ليس في الملكِ ذاته،
بل في آليةِ العمل الذي يعمل،
يُفكِّرُ في الضجر الذي ينتاب ملك الموت
وهو يقتنص الأرواح منذ بدء الخليقة،
ويفكِّرُ في ارتباك ملك الموت
أمام الشَّاعرِ والطاغية.
(يسمع همهمات تستنكر عطف الطاغية على الشاعر،
لكنه يعي ما يقول
ويواصل التفكير في ارتباك ملك الموت
أمام الشاعر والطاغية.)
اقتناصُ الأرواحِ وظيفةُ ملكِ الموت
والطاغية
إنهما زميلان في مهنة واحدة
مع اختلاف جوهري
يصعد ملك الموت بالأرواح
وبها يهبط الطاغية.
حين يأتِي ملك الموت إلى الطاغية
يحتارُ: "ها هو كائن بلا روح
بم أعودُ اليوم؟"
يحتارُ
وقبل انتهاء الموعد الذي حددته السماء
يحمل جثة ثقيلة،
يفتشها في السماء،
وبعد أن يحل به التعب،
يقتنص أيَّ شيء ويسميه روحًا،
وقبل افتضاح الأمر يلقي به في الجحيم.
لكن حيرتَه الكبرى تتجلَّى أمام الشَّاعر،
يرى روحًا تتسكع في الكون
تتسرب بين الجبال والصخور والينابيع،
روحًا تذوب في كأس من الماء أو كأس من النبيذ،
يحتار ولا يعرفُ أيَّ شيء يقتنص.
مرةً أخرى،
يفكِّرُ:
بروح الشاعر إلى أين يمضي
ملكُ الموت؟
.
عبد المقصود عبد الكريم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى