أَعْرِفُ اليَوْمَ صُورَةَ حُلمِي.
شَهِيٌّ كَتَنُّورَةِ الحُلْوَةِ
مُتَوَرِّدَة الخَدِّ.
يَملَأُ قَلبِي بِالزَّهْرِ والكَرَزِ المُتَسَاقِطِ حَوْلَ الشُّجَيْراتِ.
لَيْسَ بِدَاخِلِ قَلْبِي نَوَافِذُ تُفْتَحُ كُلَّ خَمِيسٍ عَلَى بِنْتِ حَيٍّ وجِيرَانِ،
قَلْبِي يُثَابِرُ فِي العَمَلِ الشَّاقِّ
يَدْفَعُ بالدَمِ نَحْوَ الجِهَاتِ وعُضْوِ التَنَاسُلِ
يَجْرِي إذَا عَبَرَ الوَجْدٌ وَادِيَ عَبْقَرَ. يَخْشَى سِهَامَ المَلَاكِ، أَتَعْرِفُهُ:
يُشْبِهُ الطِّفْلَ يَحْمِلُ أَجْنِحَةً يَقْنِصُ العِشْقَ فِي الطُّرُقَاتِ.
وَلَكِنَّ قَلْبِي مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ ... لَا يُخْرَمُ الدِّرْعُ بِالوَتَرِ المُتَرَاخِي ...
تَجْلِسُ الأُمْنِيَاتُ عَلَى دَرَجِ البَابِ. يَحْمِلُ دُورِيُّ سَقْفِي
رَسَائِلَ مِنْ بَلْدَةٍ فِي الجَنُوبِ
أَرَى مَا يَرَاهُ المُغَادِرُ إِذْ يَلْمَعُ الدَّمْعُ فِي العَيْنِ:
أُمِّي تُعِدُّ الحَقَائِبَ كَي لَا تَرَى
غٌصَّةَ الحَلْقِ تُشْبِهُ لَقْفَ الشَّهَادَةِ.
لَسْتُ أَرَى وَالِدِي،
كَانَ دَوْماً رَهِينَةَ فِعْلِ الحَيَاةِ،
وَغَادَرَ أُمِّي قَبْلَ سُقُوطِ الجِدَارِ.
وأٌخْتِي بأمْرَاضِ ذِهْنٍ،
تُدَاعِبُ قِطاً وَتَضْحَك للشَّبَحِ المَارِّ بَيْنَ الضَّبَابِ.
أُعَانِقُ الحُضُورَ، وَلَسْتُ أُحِسُّ بِمَا يَلْمِسُ الجِلْدَ غَيْرَ الرُّعَاشِ.
يَطيرُ الفُؤَادُ كَمَا رَفُّ حَمَامٍ يُصَادُ بِطَلْقَةِ نَارِ
يَحُطُّ الفُؤَادُ عَلَى أَرْضِ جَدْبٍ وَعُمْرٍ بَوَارِ...
أَمْلَأُ النَّفْسَ بِالغَيْمِ.
مِثْلُ صَبَاحِي يَحْمِل صَدْرِي إِنَاءَ الوَجَعَ المُتَسَرِّبِ.
فَتَاتِي تُحِبُّ الغُرُوبَ وَتَمْلَأ جَرَّتَهَا بِالغِيَابِ.
أَرَى لَوْنَهَا فِي زَوَايَا المَسَاءِ. أَرَى حُلْمَهَا
يَتَمَدَّدُ إلى مَا وَرَاء الطَّبيعَةِ مِثْلَ الأَسَاطِيرِ.
غَابَتْ إِلَى بَلْدَةٍ تَشْتَهِي.
لَنْ تُدَاعِبَ رِيحُ الجَنُوبِ قُصَاصَةَ شَعْرٍ،
وَلَنْ تَخْنُقَ النَّفْسَ سِيرَةُ وَجْدٍ مُكَابِرِ.
تَحْمِلُ أَوْجَاعَهَا مِثْلَ سَلَّةِ وَرْدٍ،
وَتُلْقِي بِهَا فِي الجِهَاتِ وَالدُّرُوبِ.
أَنَا لَسْتُ مِنْ طِينَةِ الفَرَحِ المُتَسَرِّعِ،
يَنْبُضُ قَلْبِي مِثْلَ السُّلَحْفَاةِ،
لَا أَنْتَمِي لِلفَضَاءِ الفَسِيحِ،
وَلَا بَلْدَةٌ تَفْتَحُ البَابَ فِي وَجْهِ عَازِفِ نَايٍ،
يَسِيرُ الجَمِيعُ عَلَى شَدْوِهِ كَالجَرَادِ وَرَاءَ النَّبَاتِ.
لِذَا فَالفَتَاةُ أَرَادَتْ مُلَاحَقَةَ الضَّوْءِ كَالفَرَاشَةِ.
قُرْبِي تَمُوتُ احْتِرَاقاً،
وَلَكِنَّ ظُلْمَتِي لَا تَخَافُ المَمَاتَ،
إِذَا كَانَتِ العَيْنُ مُشَرَّعَةً
تَبْتَغِي النُورَ فِي الفَجْرِ ...
شَهِيٌّ كَتَنُّورَةِ الحُلْوَةِ
مُتَوَرِّدَة الخَدِّ.
يَملَأُ قَلبِي بِالزَّهْرِ والكَرَزِ المُتَسَاقِطِ حَوْلَ الشُّجَيْراتِ.
لَيْسَ بِدَاخِلِ قَلْبِي نَوَافِذُ تُفْتَحُ كُلَّ خَمِيسٍ عَلَى بِنْتِ حَيٍّ وجِيرَانِ،
قَلْبِي يُثَابِرُ فِي العَمَلِ الشَّاقِّ
يَدْفَعُ بالدَمِ نَحْوَ الجِهَاتِ وعُضْوِ التَنَاسُلِ
يَجْرِي إذَا عَبَرَ الوَجْدٌ وَادِيَ عَبْقَرَ. يَخْشَى سِهَامَ المَلَاكِ، أَتَعْرِفُهُ:
يُشْبِهُ الطِّفْلَ يَحْمِلُ أَجْنِحَةً يَقْنِصُ العِشْقَ فِي الطُّرُقَاتِ.
وَلَكِنَّ قَلْبِي مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ ... لَا يُخْرَمُ الدِّرْعُ بِالوَتَرِ المُتَرَاخِي ...
تَجْلِسُ الأُمْنِيَاتُ عَلَى دَرَجِ البَابِ. يَحْمِلُ دُورِيُّ سَقْفِي
رَسَائِلَ مِنْ بَلْدَةٍ فِي الجَنُوبِ
أَرَى مَا يَرَاهُ المُغَادِرُ إِذْ يَلْمَعُ الدَّمْعُ فِي العَيْنِ:
أُمِّي تُعِدُّ الحَقَائِبَ كَي لَا تَرَى
غٌصَّةَ الحَلْقِ تُشْبِهُ لَقْفَ الشَّهَادَةِ.
لَسْتُ أَرَى وَالِدِي،
كَانَ دَوْماً رَهِينَةَ فِعْلِ الحَيَاةِ،
وَغَادَرَ أُمِّي قَبْلَ سُقُوطِ الجِدَارِ.
وأٌخْتِي بأمْرَاضِ ذِهْنٍ،
تُدَاعِبُ قِطاً وَتَضْحَك للشَّبَحِ المَارِّ بَيْنَ الضَّبَابِ.
أُعَانِقُ الحُضُورَ، وَلَسْتُ أُحِسُّ بِمَا يَلْمِسُ الجِلْدَ غَيْرَ الرُّعَاشِ.
يَطيرُ الفُؤَادُ كَمَا رَفُّ حَمَامٍ يُصَادُ بِطَلْقَةِ نَارِ
يَحُطُّ الفُؤَادُ عَلَى أَرْضِ جَدْبٍ وَعُمْرٍ بَوَارِ...
أَمْلَأُ النَّفْسَ بِالغَيْمِ.
مِثْلُ صَبَاحِي يَحْمِل صَدْرِي إِنَاءَ الوَجَعَ المُتَسَرِّبِ.
فَتَاتِي تُحِبُّ الغُرُوبَ وَتَمْلَأ جَرَّتَهَا بِالغِيَابِ.
أَرَى لَوْنَهَا فِي زَوَايَا المَسَاءِ. أَرَى حُلْمَهَا
يَتَمَدَّدُ إلى مَا وَرَاء الطَّبيعَةِ مِثْلَ الأَسَاطِيرِ.
غَابَتْ إِلَى بَلْدَةٍ تَشْتَهِي.
لَنْ تُدَاعِبَ رِيحُ الجَنُوبِ قُصَاصَةَ شَعْرٍ،
وَلَنْ تَخْنُقَ النَّفْسَ سِيرَةُ وَجْدٍ مُكَابِرِ.
تَحْمِلُ أَوْجَاعَهَا مِثْلَ سَلَّةِ وَرْدٍ،
وَتُلْقِي بِهَا فِي الجِهَاتِ وَالدُّرُوبِ.
أَنَا لَسْتُ مِنْ طِينَةِ الفَرَحِ المُتَسَرِّعِ،
يَنْبُضُ قَلْبِي مِثْلَ السُّلَحْفَاةِ،
لَا أَنْتَمِي لِلفَضَاءِ الفَسِيحِ،
وَلَا بَلْدَةٌ تَفْتَحُ البَابَ فِي وَجْهِ عَازِفِ نَايٍ،
يَسِيرُ الجَمِيعُ عَلَى شَدْوِهِ كَالجَرَادِ وَرَاءَ النَّبَاتِ.
لِذَا فَالفَتَاةُ أَرَادَتْ مُلَاحَقَةَ الضَّوْءِ كَالفَرَاشَةِ.
قُرْبِي تَمُوتُ احْتِرَاقاً،
وَلَكِنَّ ظُلْمَتِي لَا تَخَافُ المَمَاتَ،
إِذَا كَانَتِ العَيْنُ مُشَرَّعَةً
تَبْتَغِي النُورَ فِي الفَجْرِ ...