وسط أجواء احتفالية صاخبة ليلة رأس السنة بأحد المولات الكبرى، شجرة عيد الميلاد تتصدر المدخل الرئيسي، وترتفع متخطية كل أدوار المول، حتى تصل قمتها لأعلى نقطة تكاد تلامس السقف العلوي.
أصوات الغناء والموسيقى تصدح في أرجاء المكان من الفرقة التي اتخذت مكانها بجوار الشجرة، والتفت حولها مجموعات كثيرة من مختلف الأعمار تتمايل، وترقص على النغمات.
أما هي، فكانت تقف بأحد الأدوار العلوية تنظر لأسفل، وتتابع، في انسجام واندماج تام، عذب الألحان، استرعت انتباهها طفلة أمام الفرقة ترقص متفاعلة مع الغناء، ومستغرقة فيه، مشهد الطفلة استدعى لذاكرتها الصماء مشهد طفولتها، حيث كان ممنوعا عليها هذا، لدرجة تصل للتحريم، وكيف تربت على الانغلاق.. لا تستطيع التعبير عن مشاعرها أو البوح بها بأي شكل كان، فقد نبتت شابة خجولة تخشى المجتمعات والناس.
صوته بجانبها أخرجها من شرود شجونها القديمة، وهو يقول لها: "كل عام وأنت حبيبتي"، ويده الحانية تلفها، وتشعرها بحبه ومشاعره، نظرت إليه مبتسمة، وهي تحادث نفسها: لولا أنني التقيتك وتزوجتك ما كنت أكملت حياتي القاتمة، كم كنت أحتاجك لتحرر العفوية بروحي، وتكسر حاجزًا بيني ونفسي، فبداخل كل منا مدن ألم مغلقة.. ضاعت مفاتيحها، والحب وحده مَنْ يستطيع فتحها، الحب أعادني طفلة، أهفو لأن أحبو نحو من أحب، لتحملني يداه الحانيتان، بدون أن أخاف السقوط، أو أجهل أن أقف وحدى بدونه.. أن أتمتم كلمات العشق، وكأنني أنطق أولى كلماتي.
انتصف الليل، وبدأ الجميع في التهاني بالعام الجديد، وها هي قد تناست كل خجلها السابق.. تسير معه.. يحتويها بيديه.. يمنحها الدفء والطمأنينة.. لا تخشى شيئًا ولا أحدًا. صارت تباهي به، وهي في قمة سعادتها، فالسعادة الحقة لا تعني أبدًا الصراخ ولا الضجيج، إنما هي حالة رؤية داخلية مبهجة، وإحساس بالتصالح مع النفس والدنيا والله، واقتناع عميق بالعدالة الكامنة في الوجود كله، وقبول المقسوم في رضا وابتسام، فدوام الحال من المحال، ودائمًا القادم أفضل.
أصوات الغناء والموسيقى تصدح في أرجاء المكان من الفرقة التي اتخذت مكانها بجوار الشجرة، والتفت حولها مجموعات كثيرة من مختلف الأعمار تتمايل، وترقص على النغمات.
أما هي، فكانت تقف بأحد الأدوار العلوية تنظر لأسفل، وتتابع، في انسجام واندماج تام، عذب الألحان، استرعت انتباهها طفلة أمام الفرقة ترقص متفاعلة مع الغناء، ومستغرقة فيه، مشهد الطفلة استدعى لذاكرتها الصماء مشهد طفولتها، حيث كان ممنوعا عليها هذا، لدرجة تصل للتحريم، وكيف تربت على الانغلاق.. لا تستطيع التعبير عن مشاعرها أو البوح بها بأي شكل كان، فقد نبتت شابة خجولة تخشى المجتمعات والناس.
صوته بجانبها أخرجها من شرود شجونها القديمة، وهو يقول لها: "كل عام وأنت حبيبتي"، ويده الحانية تلفها، وتشعرها بحبه ومشاعره، نظرت إليه مبتسمة، وهي تحادث نفسها: لولا أنني التقيتك وتزوجتك ما كنت أكملت حياتي القاتمة، كم كنت أحتاجك لتحرر العفوية بروحي، وتكسر حاجزًا بيني ونفسي، فبداخل كل منا مدن ألم مغلقة.. ضاعت مفاتيحها، والحب وحده مَنْ يستطيع فتحها، الحب أعادني طفلة، أهفو لأن أحبو نحو من أحب، لتحملني يداه الحانيتان، بدون أن أخاف السقوط، أو أجهل أن أقف وحدى بدونه.. أن أتمتم كلمات العشق، وكأنني أنطق أولى كلماتي.
انتصف الليل، وبدأ الجميع في التهاني بالعام الجديد، وها هي قد تناست كل خجلها السابق.. تسير معه.. يحتويها بيديه.. يمنحها الدفء والطمأنينة.. لا تخشى شيئًا ولا أحدًا. صارت تباهي به، وهي في قمة سعادتها، فالسعادة الحقة لا تعني أبدًا الصراخ ولا الضجيج، إنما هي حالة رؤية داخلية مبهجة، وإحساس بالتصالح مع النفس والدنيا والله، واقتناع عميق بالعدالة الكامنة في الوجود كله، وقبول المقسوم في رضا وابتسام، فدوام الحال من المحال، ودائمًا القادم أفضل.