عبدالله زيود - ناكاتا..

1
لديّ قطٌّ يتيم واسمه ناكاتا، لونه رماديّ، ويستطيع الكلام، يخرّب أشيائي الثمينة ويخبّئ سجائري، ثم يجلس في حضني، ويظلّ يراقبني وأنا أنظف البيت..
مرة كنتُ أغني وكان يحرّك ذيله في الهواء
مرةً كنتُ أبكي فلعق عيني
ومرةً هاتفتُ أمي
فبكى
ولم أفهم عليه.

2
لدي قطٌّ يتيم ، واسمه ناكاتا
يستطيع الكلام
مرةً قلت له أن امرأةً دخلت النار في هرة..
فأسكتني
ثم بكى
ولم أفهم عليه

3
لا أستطيع البقاء وحيدًا، أصنع شخصياتٍ وأعيش معها..
صنعتُ صديقًا من البالون، حضنته فانفجر.
تخيلتُ صديقًا من قصب، غنينا معًا، وحين شعرت بالبرد صارحته بأنه من خيال، فبكى وأطعم نفسه للنار.
قلت لنفسي:
سأصنع كائنًا من حبر، كتبتهُ، ثم سامرته في الليالي، لكنه من حبر، وهذا ليس كافيًا بالنسبة لرجلٍ يحبّ المجسّمات.
ثم فكّرت:
قد أجد صديقًا من لحم ودم، ووجدته، قطي اليتيم ناكاتا، دللته، وتعلمتُ المواء لأجله، لكنه ببساطة لا يحبّني، يصنع شخصياتٍ من خيال، ويعيش معها، في الغرفة المجاورة.

4
أجلس
فوق كرسيي المطلّ على الصحاري
بيدي شرابي
أمسّد شعر ناكاتا
أضمّه ضمّ العقيم للأيتام
يقول لي:
أبي
وأموء بطريقة تشبه كلمة ابني
ونبكي..
كلّ هذا العمر
راح
غير أني
رغم أني كاذبٌ
سرّاق
رغم ضعفي
رغم غشّي
بالتعامل
والصلاة
رغم أخطائي الخطايا
تعتريني راحة مثل الفواصل في الكلام:
في حياتي الآن امرأة
في حياتي الآن امرأة.

5
أجلس الآن مع قطي الذي يستطيع الكلام، ناكاتا، اسمه ناكاتا، وهو في عمر يسمح له بالزواج من قطة يحبّها، إلا أنه، كلما أسهبتُ في قول شيءٍ عن حبيبتي ياسمين، ينظر في عينيّ، كأنه يعاتبني، لأنني غدرته، أو لأنه ناقمٌ على القدر الذي جابه ليعيش معي.

6
راح ناكاتا، خرج ولم يعد، هرب وتركني وحيدًا من جديد، لأتعرف إلى الصمت القديم، أنا وحيد الآن، ومكسورٌ في غيابه، وأتمنى، أن لا يكون كذلك.

7
أرجوك عد
وستحبك
كما أحبّتني
ياسمين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى