لا تقلقوا !!
لمْ تبترِ الحربُ الغبيّةُ غيرَ أقدامي ..
وبعضَ ملامحي
لمْ تجدعِ الأنفَ الكبيرَ ..
ولم تغيّرْ صورتي، أو لهجتي
أنا أنصعُ الأوراقِ ..
أشبهُ دفترًا في مكتبِ الوفياتِ ..
ماتَ مراجعُوهُ بعطسةٍ
أنا أجملُ الأصواتِ ..
يسمعني الجنودُ بموضعٍ في الحربِ ..
ماتَ مشيّدوهُ بعطسةٍ
أنا ضيّقُ الأنفاسِ، أعطسُ خائفًا
وتُصيبُني الحمّى، وأصبحُ مرهَقًا
عندَ اشتدادِ القصفِ ..
أو حينَ اقترابِ اجازتي،
ولربما، عندَ اقترابِ جنازتي!
لا تقلقوا !!
مازلتُ حيّا، ناضرَ الجيناتِ ..
لي سبعٌ من السّاعاتِ، والبقراتِ، والأرواحِ ..
والحربُ العقيمُ سجالُنا
لم تربكِ الأعصابَ، إنّ يدي تطاوعني ..
ورائحتي الذّبابُ مغرّدا
وخطيئتي، هي هذه الكلماتُ، ..
لا مأوى لها.
والحربُ تعملُ جيّدًا
بقراتُها السّبعُ السّمانُ تكاثرتْ،
كتكاثرِ الفيروسِ في الرّئةِ السّقيمْ
لم تأكلِ الأعيادَ ..
فالتّشريقُ، والفصحُ الجميلُ، ..
وعطلةُ الميلادِ، والفطرُ المباركُ ..
قصّةٌ متماسكةْ.
لم تشربِ الأنهارَ ..
فالماءُ الفراتُ مُيسّرٌ بسهولةٍ للشّاربينَ
مُيسّرٌ للزّرعِ، والأيتامِ، والمرضى، ..
وللمتعفّفينَ، ومن تضرّرَ بالوباء ..
ولم يمتْ!
والحربُ تعملُ دائمًا
لمْ تقطعِ الإيعازَ ..
بل شللٌ بسيطٌ في عقاربَ ساعتي.
لا تقلقوا !!
ليسَ التّنفّسُ ضيّقًا
وحرارتي مثلُ الرّبيعِ لطيفةٌ
لا تقلقوا يا أيّها القرّاءُ، ..
فالمستشفياتُ قريبةٌ
والحافلاتُ قريبةٌ
وأسرّةُ المتخاصمينَ قريبةٌ
وأنا الذي يمشي على قدمينِ من صُنعِ الحضارةِ ..
ثابتًا، متمهّلا.
لا تقلقوا !!
ما زلتُ أملكُ حاسّة الشّمّ الجميلةِ ..
أملكُ الرّئتينَ، والبُلعومَ، والعينينَ ..
إنّي أستطيعُ تحمّلَ الفيروسَ في يُسرٍ ..
وأن أتقبّلَ الحجْرَ البعيدَ بلا دواءٍ ..
إنّني أحتاجُ أوراقًا فقطْ.
4 ـ 5 / 4/ 2020
لمْ تبترِ الحربُ الغبيّةُ غيرَ أقدامي ..
وبعضَ ملامحي
لمْ تجدعِ الأنفَ الكبيرَ ..
ولم تغيّرْ صورتي، أو لهجتي
أنا أنصعُ الأوراقِ ..
أشبهُ دفترًا في مكتبِ الوفياتِ ..
ماتَ مراجعُوهُ بعطسةٍ
أنا أجملُ الأصواتِ ..
يسمعني الجنودُ بموضعٍ في الحربِ ..
ماتَ مشيّدوهُ بعطسةٍ
أنا ضيّقُ الأنفاسِ، أعطسُ خائفًا
وتُصيبُني الحمّى، وأصبحُ مرهَقًا
عندَ اشتدادِ القصفِ ..
أو حينَ اقترابِ اجازتي،
ولربما، عندَ اقترابِ جنازتي!
لا تقلقوا !!
مازلتُ حيّا، ناضرَ الجيناتِ ..
لي سبعٌ من السّاعاتِ، والبقراتِ، والأرواحِ ..
والحربُ العقيمُ سجالُنا
لم تربكِ الأعصابَ، إنّ يدي تطاوعني ..
ورائحتي الذّبابُ مغرّدا
وخطيئتي، هي هذه الكلماتُ، ..
لا مأوى لها.
والحربُ تعملُ جيّدًا
بقراتُها السّبعُ السّمانُ تكاثرتْ،
كتكاثرِ الفيروسِ في الرّئةِ السّقيمْ
لم تأكلِ الأعيادَ ..
فالتّشريقُ، والفصحُ الجميلُ، ..
وعطلةُ الميلادِ، والفطرُ المباركُ ..
قصّةٌ متماسكةْ.
لم تشربِ الأنهارَ ..
فالماءُ الفراتُ مُيسّرٌ بسهولةٍ للشّاربينَ
مُيسّرٌ للزّرعِ، والأيتامِ، والمرضى، ..
وللمتعفّفينَ، ومن تضرّرَ بالوباء ..
ولم يمتْ!
والحربُ تعملُ دائمًا
لمْ تقطعِ الإيعازَ ..
بل شللٌ بسيطٌ في عقاربَ ساعتي.
لا تقلقوا !!
ليسَ التّنفّسُ ضيّقًا
وحرارتي مثلُ الرّبيعِ لطيفةٌ
لا تقلقوا يا أيّها القرّاءُ، ..
فالمستشفياتُ قريبةٌ
والحافلاتُ قريبةٌ
وأسرّةُ المتخاصمينَ قريبةٌ
وأنا الذي يمشي على قدمينِ من صُنعِ الحضارةِ ..
ثابتًا، متمهّلا.
لا تقلقوا !!
ما زلتُ أملكُ حاسّة الشّمّ الجميلةِ ..
أملكُ الرّئتينَ، والبُلعومَ، والعينينَ ..
إنّي أستطيعُ تحمّلَ الفيروسَ في يُسرٍ ..
وأن أتقبّلَ الحجْرَ البعيدَ بلا دواءٍ ..
إنّني أحتاجُ أوراقًا فقطْ.
4 ـ 5 / 4/ 2020
صادق الطريحي
صادق الطريحي ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit صادق الطريحي und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und die...
www.facebook.com