خيرة مباركي - سيمفونيَّة أخيرة..

عصافيرُ وطني تهاجرُ مبكّرةً
تفارق حليبَها الفائرِ في نبض الرّضاعة ..
في رحلة ظعنٍ غريبة تلبّدت فيها المنائرُ
ما أذّنت للصّباحِ الجديدِ
محضُ صرخات من عويلِ مزنةٍ جريحة
............. اغتالت ضحكاتَنا
وها هي تتقاطرُ على قناطر تنعق للموت،
توضِّئ الاحتفالَ بالدّماء،
.............. وتهمسُ للوداعْ..
تُثقلُ الأهدَاب بخرائط جديدة..
عصافيرنا لا تسعّر خُدودَها
للرّصاصْ،
تستعذِبُ حبابَ الماءْ ..
وتشربُها الأوديةُ الضّاجّة،
ترشُقُها بصُراخِ المواسِمِ الحَزينَة ..
يا للفصول وهي تستنشقها رذَاذًا
في عزّ اشتهَائِها !!
ما لهذا الصباحْ يَصّعّدُ دُخانُه من صهد أكباد
ويواري أفئدتَها التُّرابْ؟؟؟؟
منْ يطفئ صهيلَ الموْتِ في مراتِعِنَا؟
ومن يُعيد للياسَمين بسَماتَه !!!؟؟
المَقَابر في وطني مكتظّةٌ!!!!
أغرقها الحُزنُ .. غَرِقُوا .. وغَرِقنا
بخصب السّاعة في غرَقِ القيامة..
أفواهُ زهورِنا يكمّمها الماءْ
تمشّط أهدابَها التحايا
لوطنٍ
يراقصه الموتُ
بعزف سيمفونيةٍ أخيرةٍ ..


خيرة مباركي. تونس
2/12/2019


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى