نديم الوزه - مطامير الصغار

كما يحدثُ دائماً
يعملُ اللصُّ الكبير
أو زعيم اللصوص
على نشرِ لصوصِهِ الصغارِ عبرَ العالم
ويساعدهم على أن يصيروا زعماءَ صغاراً
على شعوبٍ صغيرة
ويفتح لكلِّ واحدٍ منهم مطمورةً في أحدِ بنوكِه
وحينَ تمتلئُ المطمورة
يفتحً لهُ مطمورةً جديدةً
وهكذا إلى أن يعجزَ اللصُّ الصغيرُ عن ملءِ المطمورةِ الأخيرة
فينحّيهِ بطريقةٍ ترضي شعبَهُ المنهوب
ويولّي مكانَهُ لصاً
أو مجموعةً من اللصوصِ أكثرَ نشاطاً
وسرعةً بملءِ المطامير
أمّا كيفَ يحدثُ ذلك؟
فهذا هو السرُّ المسلّي لزعيمِ اللصوص
والذي يحكيهِ بينَ فترةٍ وأخرى
في جميعِ وسائلِ الإعلام
ويُتَرجَمُ إلى جميعِ اللغات
لكي يقرؤهُ جميعُ المحلّلينِ السياسيين
والاقتصاديين
لدى الشعوبِ الكبيرةِ والصغيرةِ
ويطلبَ منهم أن يكتشفوه
وفقَ حركةِ التاريخ
أو عبرَ نظريّةِ المؤامرة
من غيرِ أن يخشى شيئاً
طالما أنَّهُ متحكِّمٌ بالحركةِ
ونظريَّتها
ويلعبُ بهما كيفما يشاء
لولا أنَّني أرغبُ أن أفكِّرَ بشيءٍ جديدٍ
يتعلَّقُ بالمطاميرِ ذاتِها
وإن كانت تجدي في صنعِ مومياءٍ حديثة
لها مزايا حيويّة
أكثرَ من تلكَ التي نخرجها
من مطاميرِ الفراعنة!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى