هدى الدغاري - اللعوب..

يميل خصْرها بيْن يديْها كلّما نفثت دخان سيجارة؛
تلك اللعوب التي اعتادت بيع الفول أمام الحانة،
أكرهها بملْء فمي وهي تُمسك يد مثمول من نوبة غثيان،
تراقص آخر على كومة تراب وهو يلحس آخرَ قطرةِ نبيذٍ علقت بعلْبة سردين،
أكره نوْبات ضحكها الهستيري،
يصيبني مغصُ من اشتعال مفاجئ لقدميْها الصغيرتين،
أكرهها وتشدّني اليْها ثورة صدْرها كأنّما أراني ممسكاً برقبتها،
يا لَموْتها الذي أشتهيه على يدي!

أمرّ بجانبها فتمرّر أصابعها لغيري،
تدور كمجذوبة في مزار،
رأسها مرفوع إلى أعلى،
يداها غاويتان،
شعرها مطوّف نحو عنان السّماء،
تقضم رغبات الرجال بأسنانها،
تدعس شهواتهم على عتبات بابها،
شَموع تراوغ الحياة بالموت،
تُشعل أسرّة الشّهوة ثم تغلق الباب وتمضي.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى