انتبهت فجأة لساعتها المعلقة على الحائط، ألفتها معطلة من "التيك تاك"، وما درت لماذا توقف عقربها عند الرقم 6 تحديداً، إنه رقم تتطير منه منذ بلغت السادسة ربيعاً، وربما خريفاً. ضربت كفاً بكف، وحرقت الأرم، شبكت كفيها، كمن يخبئ بينهما ما لا يقال، وحين حررتهما، وضعت الأيمن على قلب لا زال يخفق من هول صدمة الرقم النحس، أما الكف الثاني فحيرتها، فما درت أين تلقيها.. تجاهلتها للحظات، حملقت في الساعة جسداً أما روحها فكانت متعلقة بشيء آخر، إنه التفكير بما يخبئ لها الرقم 6...حولت نظرها من جديد نحو الحائط، ودخلت في حالة بين اليقظة والنوم، كانت النار تستعر في صدرها، لهيب الأسوأ الآتي غدا حتماً سيطالها، هكذا رقم 6 معها دائماً، إنه نذير شؤم.. كانت لا تزال تحملق في الساعة حين لفتها أمر غريب، وتلك صدمة أخرى:
- ما هذا
صرخت، وهي التي ترفض رفع الصوت عالياً، وتعتبر دائماً الذين يرفعون أصواتهم ليسوا على حق دائماً.
إنها كفها، ذات الكف الأيسر، تغادر جسدها النحيل، فتتحول إلى أفعى جميلة تزحف لا نحوها، لكن صاعدة إلى حيث الساعة المعطلة، التفتِ الأفعى، التوَت، ذيلها بدا مثل رأس عقرب ساعتها، ومن الشبه لم تستطع أن تفرق بين العقرب، والذيل، الأفعى ربضت هناك فوق الحائط معلقة مع الساعة، و من خلال حركات ملتوية متموجة، شكلت ما يشبه حرف الهاء حول الساعة، يتبدى، في الوسط، الرقم 6 متوجاً كأمير هندي.
- ما هذا؟!.. يا إلهي! انظر... (لم تكن تدري من تخاطب).
لقد تحولت الأفعى برأسها للخلف، وعضت ذيلها، وربما عقرب الساعة..ثم تحركت الحية بسرعة في ما يشبه الدوامة و نظرت إلى الفتاة نظرة لا مبالية، مدت رأساً ثم فردت أذنين، أما ذيلها فنز عن صوت مثل جرس، تمططت واقتربت منها أكثر مشكلةً ما يشبه حبلاً مفتولاً بدقة أوله معلق عند الساعة، وآخره يكاد يلامس وجهها، ومن هول الصدمة بدت الفتاة كمحنطة، لم تتحرك، ولم تصدر عنها ردة فعل، كل جوارحها كانت معطلة، وكل ما فيها قلب ينبض، وعينان فقط تحملقان في الحية الكوبرا، وفيما يشبه الخروج من داخل ومضة ضوء استيقظت ثم قضت بقية الليل تتأمل كفيها..
لا شيء غير صمت وسكون، ولا يسمع في الغرفة غير" تيك وتاك" من ساعتها المعلقة على الحائط، كانت دقات قلبها أسرع منها، هي كذلك دوماً، إنها كومة من الأحاسيس، والساعة كومة من حديد ليس إلا، ولولا البطاريات لما دقت أبداً.
الساعة الآن تشير إلى الخامسة والنصف، والديك، في الخارج، يطيل صياحه وقد سَلَت الصبح خضابه، وآذان المؤذن سيخرق الهدوء لا في غرفتها بل في أعماق دواخلها، وبعد الآذان ستدق الساعة السادسة، وبعد الصلاة ستتلوها أرقام أخرى، والناس سينتشرون في الأرض، سعيهم سيكون شتى في عالم لا ينفع معه سوى الاقتحام.. لا شيء سيتغير والدنيا كما نعرفها فقط لا غير.
قالت بدون صوت:
- ما أغرب هذا السكون!، واللعنة على مخترع الأرقام.
تنظر ذات اليمين و ذات الشمال.. ترى ماذا دهاها..ألم تكن تحلم؟!..ثم يأتيها صوت من اللاشيء:
- " يا أيها الليليون المهذبون، دعونا نحلم.. ونعم ما نفعله في زمن العولمة التخيل.
قالت بلا صوت كمن يقسم:
"من يدري لعل كل شيء في حياتي كان حلماً."
- ما هذا
صرخت، وهي التي ترفض رفع الصوت عالياً، وتعتبر دائماً الذين يرفعون أصواتهم ليسوا على حق دائماً.
إنها كفها، ذات الكف الأيسر، تغادر جسدها النحيل، فتتحول إلى أفعى جميلة تزحف لا نحوها، لكن صاعدة إلى حيث الساعة المعطلة، التفتِ الأفعى، التوَت، ذيلها بدا مثل رأس عقرب ساعتها، ومن الشبه لم تستطع أن تفرق بين العقرب، والذيل، الأفعى ربضت هناك فوق الحائط معلقة مع الساعة، و من خلال حركات ملتوية متموجة، شكلت ما يشبه حرف الهاء حول الساعة، يتبدى، في الوسط، الرقم 6 متوجاً كأمير هندي.
- ما هذا؟!.. يا إلهي! انظر... (لم تكن تدري من تخاطب).
لقد تحولت الأفعى برأسها للخلف، وعضت ذيلها، وربما عقرب الساعة..ثم تحركت الحية بسرعة في ما يشبه الدوامة و نظرت إلى الفتاة نظرة لا مبالية، مدت رأساً ثم فردت أذنين، أما ذيلها فنز عن صوت مثل جرس، تمططت واقتربت منها أكثر مشكلةً ما يشبه حبلاً مفتولاً بدقة أوله معلق عند الساعة، وآخره يكاد يلامس وجهها، ومن هول الصدمة بدت الفتاة كمحنطة، لم تتحرك، ولم تصدر عنها ردة فعل، كل جوارحها كانت معطلة، وكل ما فيها قلب ينبض، وعينان فقط تحملقان في الحية الكوبرا، وفيما يشبه الخروج من داخل ومضة ضوء استيقظت ثم قضت بقية الليل تتأمل كفيها..
لا شيء غير صمت وسكون، ولا يسمع في الغرفة غير" تيك وتاك" من ساعتها المعلقة على الحائط، كانت دقات قلبها أسرع منها، هي كذلك دوماً، إنها كومة من الأحاسيس، والساعة كومة من حديد ليس إلا، ولولا البطاريات لما دقت أبداً.
الساعة الآن تشير إلى الخامسة والنصف، والديك، في الخارج، يطيل صياحه وقد سَلَت الصبح خضابه، وآذان المؤذن سيخرق الهدوء لا في غرفتها بل في أعماق دواخلها، وبعد الآذان ستدق الساعة السادسة، وبعد الصلاة ستتلوها أرقام أخرى، والناس سينتشرون في الأرض، سعيهم سيكون شتى في عالم لا ينفع معه سوى الاقتحام.. لا شيء سيتغير والدنيا كما نعرفها فقط لا غير.
قالت بدون صوت:
- ما أغرب هذا السكون!، واللعنة على مخترع الأرقام.
تنظر ذات اليمين و ذات الشمال.. ترى ماذا دهاها..ألم تكن تحلم؟!..ثم يأتيها صوت من اللاشيء:
- " يا أيها الليليون المهذبون، دعونا نحلم.. ونعم ما نفعله في زمن العولمة التخيل.
قالت بلا صوت كمن يقسم:
"من يدري لعل كل شيء في حياتي كان حلماً."