إبراهيم الرحال - صلصالٌ

احدد نفسي آمناً فيما يجتاح الأنحاء


اغسل راسي تحت مطر حمضي حارق


ودافعي انني آلة


أصدأ في مسرح البشر


بينما هم يشيخون


تتآكل عزقاتي وصلاحيتي تنفذ


وانا مبرأ ولست بشري


احس بالمعدن في صدري يحمى ويصلصل


ويبدو انني لا املك مايملكه البشر


مكان القلب ثقباً شاغراً..


***


ثم مال السماء تقسو


مال ثقوبها تنفتح بالماء


وانا اصدأ


ومدينتي تتخثر


ماؤها يتخّمر


وطينها يتأسن


مال السماء تحصبنا بالدمع؟


والارض تعكف على حبلها وتقول للماء زمي زمي


بالحياة تهتز وتربو


وفي مطامرها تجدل جزوراً كثيرةً


تشتبك وجزوري


يحقنني الطحلب بالميثيليوم المر


فادرك طينيتي


واغفل عن صدئي


ادس عني شموساً وقناديل


اشرعة ومدارات


اعدد مهالكي


وارفل في المهد


مزمل بالإنتظار


ومدمس بنفاث البراكين


هكذا احتال ناراً


وتبقى نزوري طعنة من شوق


ولها حينئذن ان تفكك اصدافي


ولها أن تسبر ثقوبي كلها


فلا تطمر في صدري خلا صمتها


ولا تأكل دماغي بالتآويل


تحضرني بالعناق


وملزمتها قبلات وتناهيد


وانا الشيء في في معمل الوقت


انا الصدأ والمعدن المتآكل


في المدينة احبو


وفي الدروب انبت متعرشات شائكة


تعشبني بنات آوى


وتقرنني شياطين وافاعي


احول اعتلي تلتها واحوقل


امتطي أنينها واكّذب النيات


متوجهاً في ساحة الرماد


اشرق عليلٌ ومتفاجيء


اكور سفر الأشرعة في جعبتي فلا اروح


بالماء اصف صبري واشاكس


بالماء امتطي الوجل


بالريح ابدو قصياً


***


هكذا اكتب النحوب


اشفع خرائباً وازنّر همسها


والماء يخّسر طيني المقدس


الماء يطرح ارضي تحت سمائي


فلا الوهاد ترتوي


ولا هضابي تسبّح الذي يلوعنا بالقيث


اسبحه قدوس


رب الملائكة والروح


ابجله بالخوف


بالبرق


وهزيم الريح


بدوي الرعد يخوفني فأتسجى مدثراً


وفي الصباحات ألعن الطين وانا إبن المدائن


دروبي متصعدة


ودربها مجاهيل شتى


خرائط ناضبة


ومعالم مبهوتة تسبح شيء اتحاشى اسمه


اتحاشى ذكره فلا توبخني حبيبتي


في هذا المدى افتقدها كجرح مسمم


فلا اشوفها ولا اراسلها


حتى تنقضي عدة الفجاءة


فلا اكلمها حتى يغيب الذي جاء بغتة


ولا تكلمني إلا لماماً


سانتظر كثيراً يا امرأتي العزيزة


سأنتظر ولا أمّلُ


سمائي تعصف بالرعود


وارضي تنز بالماء


متشبعة إلى حد صارت خاصرتي طين صلصال.


إبراهيم الرحّال 15/ اغسطس/ 2019


#مدونة_بارامنيسيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى