هذيانٌ فِي بلاطِ أغنيةِ الحزنِ القديم
حِينَمَا عَبرَ وَجْهُكِ مُقْرَن النِّيلَين
رَأتهُ المَرَاكِب مُضرَجاً بِالهَمِّ فَهَزَّتْ رَأسَهَا!
و تُوتِي* شَامَةٌ عَلَى فَخذِ البِلَاد،
كُلَّمَا حَكَّهَا المَوجُ إقْشَعَرَّ جِلْدَ المَدَى!
/
النَّهرُ مُبَلَلٌ بالمَراكبِ
ونظراتِ العَاشِقِين
يُدَلِّكُ ظَهرَهُ سِربُ إِوزْ
/
الليلُ يَرتَدِي جُبَّتَهُ
المُرصَعَة بِالنُّجُوم
كَدِرويشٍ يَرتَدي خِرقَةً
كُلّما اشتدَّ بهِ الحَالُ سقطتْ نجمة.
/
فِي المتاهةِ قُبلَتان
وشفاهٌ ضلّتِ الطريقْ،
والرَّغبةُ تُساومُ الحظَ العاثرْ
/
يدُكَ تمتدُّ لتلمسَ كلمةً
مستلقيةً فِي خَاطِري
فيرتعشُ جَسدُ الموسيقى.
/
المُوسِيقَى مِعراجُ الأَرواحِ
إلَى شَجَرةِ المَلكوتْ،
قطرةٌ سقطتْ مِنْ ورقةِ مزامير داؤودْ
فابتلَّ بِها ريقُ الكَمْنجَّة
و امتصها الساكسفونُ إثَر قبلةٍ هميلةْ
عندما تعانقا فِي لحنِ أغنيةِ (الحزن القديم)
/
أطلَّ وَجْهُكُ
مِنْ خلفِ مرتفعاتِ اللحنِ
يلصِفُ كبرقٍ صبيٍ أضاءَ الفضاء
المدلوق فِي كأسِ الحقيقةْ
فتمطّقَ النايُ وأنَّ أنينه
و سَال لعابُ الصدى
أغانٍ تمحو حسرةً فِي قلبِ الأناشيدِ الوطنيةْ.
/
كقمرٍ يَتلوَّى مِن شِدّةِ الضوءِ
الموازي لاحْتِشادِكِ فِي المرايا.
تُشْرِقينَ بوجهِكِ الأبنوسيِّ
مِن الجانبِ الغربيِّ لِطورِ الشّوقِ
تُعْلِنينَ قيامةَ الطَّربِ
اِنبلاجَ اللّحنِ مِن عَتْمةِ المِزْهَرِ
أغنيةً تكشفُ عن ساقِها فِي لُجَّةِ الإِيقاعِ
تُعرِّي الأوتارَ فِي بَهْوِ قداسةِ الشّجْوِ
اِفتضاحُ الرّقصةِ الأولى
ميلادُ العطرِ مِن وَلْوَلةِ الصّنادلِ
المحكومةِ بالحريقِ
اِغتسالُ الطّينِ مِن خطيئةِ الطِّينِ.
لا شئَ يُشبهُ النّدَى عَلَى مُقْلةِ الوردْ
ولا طيرَ يُحاكي صوتَكِ المحفورَ فِي بُؤرِ الخَلايا
يَملأُ الآفاقَ شَدْواً يُشاغبُ فِتنةَ المعنى:
الوردُ للحديقةِ وللعابرينَ الشّذى
وأنتِ يا سِفْرَ العِشْقِ
وزَبورَ المُتعَبِينَ،
يا تَميمةْ الغيْثِ المُعلَّقةُ على صدرِ السّماءِ
يا جلابيبَ الغَيْمِ المُرَقَّشةَ برائحةِ الخريفْ
ربيعُ المُهجَّةِ الجدباءِ
بوْصلةُ الخروجِ مِن غياهبِ التكوِينِ،
هزيمةُ الرّيحِ برياحِ البِشْرِ
عشبُ الضّحكةِ الواهبُ ذَاتَهُ
مَرْعَىً للّمَسامعِ ونَقْشاً على جدرانِ السّكونْ
صلاةَ النّيْلوفَرِ فِي عيدِ النَّيروزِ
اِحتفاءَ الكلماتِ بعُرْسِ الأرضِ
تراتيلَ الرّاهبِ
ورهْبَنةَ التّراتيل فِي معبدِ الموسيقى
أناشيدَ الجَسَدِ المُحاصَرِ
بِفَيْلقِ الوجعِ الكفيف
إِندلاقَ الحبِّ مِن سَواقي النّشوَةِ
لِيَروِي ظمأَ القصيدةِ قطرةً
قطرةً
قطرةً
رَقْصَةً
رقصةً
رقصةً.
إِنفِلاقَ الضّوءِ مِن عيْنَيْكِ لِيُطرِّزَ ثوبَ اللّيلِ
نجمةً
نجمةً
نجمةً.
*توتي جزيرة تتوسط النيل الأزرق قبالة الخرطوم
أحمد محمد إبراهيم
السودان
حِينَمَا عَبرَ وَجْهُكِ مُقْرَن النِّيلَين
رَأتهُ المَرَاكِب مُضرَجاً بِالهَمِّ فَهَزَّتْ رَأسَهَا!
و تُوتِي* شَامَةٌ عَلَى فَخذِ البِلَاد،
كُلَّمَا حَكَّهَا المَوجُ إقْشَعَرَّ جِلْدَ المَدَى!
/
النَّهرُ مُبَلَلٌ بالمَراكبِ
ونظراتِ العَاشِقِين
يُدَلِّكُ ظَهرَهُ سِربُ إِوزْ
/
الليلُ يَرتَدِي جُبَّتَهُ
المُرصَعَة بِالنُّجُوم
كَدِرويشٍ يَرتَدي خِرقَةً
كُلّما اشتدَّ بهِ الحَالُ سقطتْ نجمة.
/
فِي المتاهةِ قُبلَتان
وشفاهٌ ضلّتِ الطريقْ،
والرَّغبةُ تُساومُ الحظَ العاثرْ
/
يدُكَ تمتدُّ لتلمسَ كلمةً
مستلقيةً فِي خَاطِري
فيرتعشُ جَسدُ الموسيقى.
/
المُوسِيقَى مِعراجُ الأَرواحِ
إلَى شَجَرةِ المَلكوتْ،
قطرةٌ سقطتْ مِنْ ورقةِ مزامير داؤودْ
فابتلَّ بِها ريقُ الكَمْنجَّة
و امتصها الساكسفونُ إثَر قبلةٍ هميلةْ
عندما تعانقا فِي لحنِ أغنيةِ (الحزن القديم)
/
أطلَّ وَجْهُكُ
مِنْ خلفِ مرتفعاتِ اللحنِ
يلصِفُ كبرقٍ صبيٍ أضاءَ الفضاء
المدلوق فِي كأسِ الحقيقةْ
فتمطّقَ النايُ وأنَّ أنينه
و سَال لعابُ الصدى
أغانٍ تمحو حسرةً فِي قلبِ الأناشيدِ الوطنيةْ.
/
كقمرٍ يَتلوَّى مِن شِدّةِ الضوءِ
الموازي لاحْتِشادِكِ فِي المرايا.
تُشْرِقينَ بوجهِكِ الأبنوسيِّ
مِن الجانبِ الغربيِّ لِطورِ الشّوقِ
تُعْلِنينَ قيامةَ الطَّربِ
اِنبلاجَ اللّحنِ مِن عَتْمةِ المِزْهَرِ
أغنيةً تكشفُ عن ساقِها فِي لُجَّةِ الإِيقاعِ
تُعرِّي الأوتارَ فِي بَهْوِ قداسةِ الشّجْوِ
اِفتضاحُ الرّقصةِ الأولى
ميلادُ العطرِ مِن وَلْوَلةِ الصّنادلِ
المحكومةِ بالحريقِ
اِغتسالُ الطّينِ مِن خطيئةِ الطِّينِ.
لا شئَ يُشبهُ النّدَى عَلَى مُقْلةِ الوردْ
ولا طيرَ يُحاكي صوتَكِ المحفورَ فِي بُؤرِ الخَلايا
يَملأُ الآفاقَ شَدْواً يُشاغبُ فِتنةَ المعنى:
الوردُ للحديقةِ وللعابرينَ الشّذى
وأنتِ يا سِفْرَ العِشْقِ
وزَبورَ المُتعَبِينَ،
يا تَميمةْ الغيْثِ المُعلَّقةُ على صدرِ السّماءِ
يا جلابيبَ الغَيْمِ المُرَقَّشةَ برائحةِ الخريفْ
ربيعُ المُهجَّةِ الجدباءِ
بوْصلةُ الخروجِ مِن غياهبِ التكوِينِ،
هزيمةُ الرّيحِ برياحِ البِشْرِ
عشبُ الضّحكةِ الواهبُ ذَاتَهُ
مَرْعَىً للّمَسامعِ ونَقْشاً على جدرانِ السّكونْ
صلاةَ النّيْلوفَرِ فِي عيدِ النَّيروزِ
اِحتفاءَ الكلماتِ بعُرْسِ الأرضِ
تراتيلَ الرّاهبِ
ورهْبَنةَ التّراتيل فِي معبدِ الموسيقى
أناشيدَ الجَسَدِ المُحاصَرِ
بِفَيْلقِ الوجعِ الكفيف
إِندلاقَ الحبِّ مِن سَواقي النّشوَةِ
لِيَروِي ظمأَ القصيدةِ قطرةً
قطرةً
قطرةً
رَقْصَةً
رقصةً
رقصةً.
إِنفِلاقَ الضّوءِ مِن عيْنَيْكِ لِيُطرِّزَ ثوبَ اللّيلِ
نجمةً
نجمةً
نجمةً.
*توتي جزيرة تتوسط النيل الأزرق قبالة الخرطوم
أحمد محمد إبراهيم
السودان