تغسلُ رئتيكَ من الهواء، تغسل الهواءَ من الهواء، كلما قدمت من محرقة الشوارع الضالة، غداً ترتكب المحاولة، الآن تحضر جنازة المكان الفاخرة،
في الشتاء تستقل صوت "لورين هل" صحبة "سركون بولص" و"زيدان إبراهيم" إلى أقدار ممتحنة بالنحيب،
لكنك أنت الطائر،
جناحاك يسممان الفضاء بالهذيان،
لكنك أنت الهذيان محلقاً في الهدر الباذخ بالموسيقى الموسوِّسة لـ"علي فاركاتوي"،
لكنك أنتَ الطائر.
(30)
لكنك الممعن في الكهوف،
تُمجِّد العماءَ وتساور الذُعرَ في حضرة الليل،
لكنك الذاهل،
ترفع أكفك للمتعة في غَيابَة الظلال،
فأنت في حضورك الكفيف لا تفتأ ترسم عواصمَ من الشهوات في مجابهة الأجنحة.
بقلبٍ أقل خرائبَ،
بفجرٍ أقل ضجيجاً،
بشجرٍ آيل من الصلوات
تقعي في الندم، ترسم حضارةً محفوفةً بالغيم والمزامير.
لكنك أنت الحضور،
مسيَّجاً بالرؤى والرماد والعصف،
ترتِّل الحيوات بالنور الغائض،
تتوشح بالسموات والأرضين والفضاء مغمضاً جناتك على الخرائط الناجية
تتسلل إلى الأنحاء كلها في البرهة السادرة.
يازهرة الدمع
المسافةُ حيوانٌ يهرب من قوانين الفيزياء
ويرهق اللغات بترجمة الألم
يازهرة الدمع اليانعة،
ما أقساكِ على أجنحتي في العام 2006م.
(31)
صوتُكِ مصهور الجيتارات،
صوتُكِ مَحَفَة النسيان التي طارت في سَهَرْ الدنيا،
صوتُكِ العويل الحلو يُكلل الأفق بالتيه والأوشحة
أنتِ الأقاصي التي لسعتني بالجُروح والأغنيات
نثرتُ دمي على طعمك الآهل بالغياب والطيور
صوتُكِ غربة الأرض في الصلصال الأول،
يُسمِّي حدود الأجنة بالأسماء،
ويمنح الخطوات أعشاب الأمل
صوتُكِ
صيادٌ يكبح الوقتَ بالفخاخ
أيتها الخائفة من عذوبة النبوّة،
أيتها النابضة في لحم اللحظة،
صوتُكِ جنة تهدل بالحطام والأسماء ،
صوتكِ "نورٌ مطلسم مال على بعضو ميل"
صوتك مصهور الجيتارات النارية ترطن لحن الظلال.
(32)
لكنكَ أنت الضاري،
ترفع بَهْوَ الوقتَ بأصابعك المنحولة،
ترفع المدى نفسه بوتر الصلوات،
لكنك الضاري،
تتقن لعبة الأنصال، وتذرف الكنوز رأفةَ بالصلصال.
لكنك أنتَ الصلصال الضاري،
تعجنُ العالمَ بالألغاز، وترشق العدم بطفولاتٍ موصدةٍ بالبحر،
لكنما الحلم سجن يشهر أخطاء الشوق رأفةً بمواكبك،
مواكبك المجنونة.
(33)
مساء النور
يا قلبي
يا حجرات المنفى
- -
(مجتزأ من مجموعة شعرية بذات العنوان_تحت الطبع)
عبدالرحيم حسن حمد النيل
السودان
في الشتاء تستقل صوت "لورين هل" صحبة "سركون بولص" و"زيدان إبراهيم" إلى أقدار ممتحنة بالنحيب،
لكنك أنت الطائر،
جناحاك يسممان الفضاء بالهذيان،
لكنك أنت الهذيان محلقاً في الهدر الباذخ بالموسيقى الموسوِّسة لـ"علي فاركاتوي"،
لكنك أنتَ الطائر.
(30)
لكنك الممعن في الكهوف،
تُمجِّد العماءَ وتساور الذُعرَ في حضرة الليل،
لكنك الذاهل،
ترفع أكفك للمتعة في غَيابَة الظلال،
فأنت في حضورك الكفيف لا تفتأ ترسم عواصمَ من الشهوات في مجابهة الأجنحة.
بقلبٍ أقل خرائبَ،
بفجرٍ أقل ضجيجاً،
بشجرٍ آيل من الصلوات
تقعي في الندم، ترسم حضارةً محفوفةً بالغيم والمزامير.
لكنك أنت الحضور،
مسيَّجاً بالرؤى والرماد والعصف،
ترتِّل الحيوات بالنور الغائض،
تتوشح بالسموات والأرضين والفضاء مغمضاً جناتك على الخرائط الناجية
تتسلل إلى الأنحاء كلها في البرهة السادرة.
يازهرة الدمع
المسافةُ حيوانٌ يهرب من قوانين الفيزياء
ويرهق اللغات بترجمة الألم
يازهرة الدمع اليانعة،
ما أقساكِ على أجنحتي في العام 2006م.
(31)
صوتُكِ مصهور الجيتارات،
صوتُكِ مَحَفَة النسيان التي طارت في سَهَرْ الدنيا،
صوتُكِ العويل الحلو يُكلل الأفق بالتيه والأوشحة
أنتِ الأقاصي التي لسعتني بالجُروح والأغنيات
نثرتُ دمي على طعمك الآهل بالغياب والطيور
صوتُكِ غربة الأرض في الصلصال الأول،
يُسمِّي حدود الأجنة بالأسماء،
ويمنح الخطوات أعشاب الأمل
صوتُكِ
صيادٌ يكبح الوقتَ بالفخاخ
أيتها الخائفة من عذوبة النبوّة،
أيتها النابضة في لحم اللحظة،
صوتُكِ جنة تهدل بالحطام والأسماء ،
صوتكِ "نورٌ مطلسم مال على بعضو ميل"
صوتك مصهور الجيتارات النارية ترطن لحن الظلال.
(32)
لكنكَ أنت الضاري،
ترفع بَهْوَ الوقتَ بأصابعك المنحولة،
ترفع المدى نفسه بوتر الصلوات،
لكنك الضاري،
تتقن لعبة الأنصال، وتذرف الكنوز رأفةَ بالصلصال.
لكنك أنتَ الصلصال الضاري،
تعجنُ العالمَ بالألغاز، وترشق العدم بطفولاتٍ موصدةٍ بالبحر،
لكنما الحلم سجن يشهر أخطاء الشوق رأفةً بمواكبك،
مواكبك المجنونة.
(33)
مساء النور
يا قلبي
يا حجرات المنفى
- -
(مجتزأ من مجموعة شعرية بذات العنوان_تحت الطبع)
عبدالرحيم حسن حمد النيل
السودان