نسرين المسعودي - كيف حالك دوني؟..

أنا فستان ضيّق
في دولاب خشبي كبير،
أنا وجه بلا جلد
و عظامي حجارة تتكئ على حجر.
قلبي كلب ضال في الطريق
يقضم الوقت في النباح،
يلعق الخطوات
و يركض في الواد...
ألوووو هل تسمعني؟؟
انقطع الخطّ ....
صباح الخير،
كيف حالك دوني؟
أنا بخير،
تزّوجت و لي طفلان،
في غرفة النوم أعلّق صورتي
بفستاني الأبيض
و صوتي الغائب في زغاريد الخالات
و أطباق الحلويات،
لقد كانت دون سكر،
لا أعرف كيف أحبّها المدعوّون.
غادرت منزلنا دوني،
وزّعت أمي أغراضي بعد أسبوع من زفافي
طفولتي و صباي،
قبلاتي المنثورة،
تنوراتي القصيرة
و أضاعت مذكراتي في زحمة النسيان.
أضاعت اسمك،
غيرّت لون الطلاء في غرفتي،
استبدلت أحذيتي و المواعيد
بفناجين مزخرفة من بائع متجوّل غريب!
لم يبق سوى صدى شقوتي
و شبح الضفيرة.
ألو، هل تسمعني؟!!
نعم، انا أسمعك.
تعلّمت الطهي
و الاحتراق بالفرن،
تعلّمت الكيّ
و مسح البلاط
و تغيير اللحاف و الوسائد
تعلّمت النوم في الليل
فلا شيء يستحق الحزن؛
صرت أنام كثيرا
كثيرا
لا شيء يستحق السهر؛
كيف حالك دوني؟!!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى